بالطبع سيكون السؤال البديهي ما هي البورصة؟
البورصة باختصار شديد هي سوق تبادل (بيع وشراء) رؤوس الأموال (الأسهم والسندات وصناديق الاستثمار) وهي سوق منظمة لحفظ حقوق المتعاملين بالبيع أو الشراء. كانت ولا زالت البورصة مكانا يجتمع به من يريد بيع أو شراء حصص في الشركات أو رؤوس أموال، وهو مكان حقيقي أي مبنى يتم فيه ملايين المعاملات يوميا ومع التقدم في تكنولوجيا المعلومات وأجهزة الكمبيوتر، انتقل نشاط كبير من حركة البيع والشراء بالبورصة لاستخدام الحاسبات والبيع والشراء عن بعد بدلا من التواجد في مبنى البورصة. يتم البيع والشراء من خلال سمسار Broker وهو المسجل لدى البورصة والمصرح له بالبيع والشراء لحساب العميل.
يوجد سوق بورصة في كل دولة تقريبا ومن أشهر الأسواق/ بورصة لندن، بورصة نيويورك، بورصة طوكيو، بورصة هونج كونج، بورصة دبي، بورصة القاهرة والإسكندرية.
يتم البيع والشراء على أرض البورصة مقابل نسبة مئوية تأخذها البورصة من المتعاملين، إضافة أن السمسار يأخذ إما عمولة أو هامش ربحي من العميل طبقا لاتفاقه معه بشروط التعاقد والتي تختلف من دولة لأخرى ومن سمسار لآخر.
أيضا يوجد أنواع من البورصات إن صح التعبير، بورصة الأوراق المالية هي الأشهر، ولكن أيضا يوجد بورصة السلع مستقبلية Futures كالبترول والقمح والذرة، كما يوجد بورصة العملات الشهيرة بالفوركس (Forex Foriegn Exchange) ولكل نوع أسلوب التعامل معه من حيث وقت العمل وأنماط الأسعار ومدى موائمته للمستثمر فليس كل الأنواع تصلح لكل الناس.
وإن كانوا جميعا يشتركون في علم التعامل التجاري معهم، كذلك أنواع التحاليل الفنية والمالية. ومن هذا نعلم أن ما سوف نتدارسة هنا صالح للأنواع المختلفة مع تعديلات بسيطة.
وسوف يكون الشرح هنا أساسا على بورصة الأوراق المالية (الأسهم والسندات وصناديق الاستثمار) وسوف نعلم فيما بعد الفروق التي تؤهلنا للتعامل مع الفوركس.
الأوراق المالية المتداولة في البورصة:
ذكرنا أن التجارة أو التداول في البورصة تتم على الأوراق المالية وهنا سوف أحاول شرح ماهية تلكم الأوراق.
تنقسم الأوراق المالية securities إلى أكثر من نوع ونحن هنا سوف نركز على أهمها وهي الأسهم والسندات وصناديق الاستثمار.
الأسهم (Stock , Shares , Equity): وهو الأكثر شهرة بين الأوراق المالية. علينا أن نجيب عن ما هي الأسهم؟ لماذا نشتري الأسهم؟ ولماذا تباع الأسهم؟
نسمع كثيرا من يقول "فلان أصبح مليونيرا من البورصة في زمن قياسي" وهناك من يقول "احذر، البورصة قد تجعلك تبيع ملابسك وتقوم بإفلاسك"
هذا الكلام غير صحيح وغير واقعي وإنما كلام من لا يعلم ما هي البورصة وما هي الأسهم وما هي الأوراق المالية أو كيفية تداولها وإنما يتحدث فيما لا يعلم ويتناقل كلامه الآخرون وينشرونه.
نعم، يمكنك جني بعض من المال وكثير منه ولكن ليس بدون مخاطرة وحتى تتجنب الخسائر وتعلم حجم المخاطرة يوجد حل. الحل هو التعلم.
السهم ببساطة هو حصة ملكية في الشركة المصدرة له وبعدد امتلاكك الأسهم تكون نسبتك في ملكية الشركة، أي أن نسبة أسهمك في شركة ما إلى إجمالي عدد أسهمها هو نسبة ملكيتك بها. مثال: لو هناك شركة (س) أصدرت مليون سهم، قمت أنت بشراء 250 ألف سهم، هذا يعني أنك امتلكت ربع الشركة.
لكل سهم حق في كل ما تملكه الشركة من أصول ثابتة ومتداولة وحقوق في المكاسب التي تحصل عليها الشركة.
لكل سهم حق تصويت Vote واحد، في الجمعية العمومية للشركة وحق حضور الجمعية العمومية وبالطبع لن يصبح التصويت مؤثرا إلا لمن يملك عددًا مؤثرًا من الأسهم في هذه الشركة.
ليس من حق حامل السهم Shareholder التدخل في العمل اليومي للشركة أو إدارتها حأحد ملاكها ولكنه من حقه الاعتراض على مجلس الإدارة أو حله أو غير ذلك من خلال التصويت. بالطبع يهم حامل السهم العائد المادي الراجع عليه من الاستثمار في تلك الشركة ويدفع هذا العائد في صورة توزيعات نقدية Dividends أو في صورة أسهم مجانية لزيادة رأس مال الشركة بعد موافقة الجمعية العمومية لها. وعليه يجب أن تتذكر أن لمالك السهم له ملكية في أصول الشركة وأرباحها ودون ذلك لا يستحق السهم الورق المكتوب عليه.
من الهام جدا أن تعلم أن السهم يعتبر ملكية محدودة وهذا مصطلح قانوني وهو يعني أنه في حالة خسارة الشركة لا قدر الله، وكان عليها ديون خارجية، فهذا لا يعني أنه يتم الحجز على أملاكك أو الطلب من المساهمين بدفع تلك الديون، وبالتالي تكون الخسارة محددة بالمبلغ الذي تم استثماره في هذه الشركة.
وأبدا لن يحدث أن تخسر أيا من الأصول الشخصية الخاصة بك أو بأموالك مثل سيارتك أو بيتك أو خلاف ذلك. وعند تسييل الشركة يأتي دور حملة الأسهم بعد الدائنين ومنهم حملة السندات.
حامل السهم شريك في الشركة وبالتالي تذكر أنك مسئول عن اختيارك للشركات التي تشتري أسهما بها، حيث أنك شريك في أعمال تلك الشركة، إن كانت حلال فعوائد استثمارك حلال بإذن الله وإن كانت في تعمل في محرم كبيع الخمور أو تصنيعها أو ما إلى ذلك، يعود عليك الحرمة أيضا. تذكر أنك بشرائك أسهما في شركة ما فأنت شريك بنسبة أسهمك لمجموع أسهم تلك الشركة.
أنواع الأسهم:
1- أسهم عادية: وهي المعروفة جيدا والتي يتم التعامل عليها في العادة وغالبية الأسهم تصدر على هذا الشكل. وهي كما شرحت سابقا، كل سهم له حق في أرباح الشركة وكذلك حق في أصولها وحق صوت واحد لكل سهم في التصويت لمجلس الإدارة وحضور الجمعية العمومية.
2- الأسهم الممتازة Preferred Stock : وهي تختلف عن الأسهم العادية في درجة ملكيتها في الشركة والتي عادة تختلف في حقوق التصويت وكذلك ربما يكون العائد عليها من الأرباح متفق عليه (ثابت) مسبقا وليس متغيرا كما في حالة الأسهم العادية وكذلك في حالة لا قدر الله تسييل الشركة يكون لهم الحق في التوزيعات قبل حملة الأسهم العادية ولكنهم لا يزالون بعد الدائنين.
ولكن هذا النوع من الأسهم يمكن أن يطلب أن يرد من قبل الشركة Callable ، حيث يحق للشركة أن تطلب شراءه من حملته في أي وقت تشاء ولأي سبب.
الكثيرين يعتقدون أن هذا النوع من الأسهم مثله مثل السندات. والحقيقة أنه يمكن اعتباره نوعا وسطا بين الأسهم العادية والسندات.
لماذا تبيع الشركات أسهم؟
تقوم الشركات بإصدار وبيع الأسهم وذلك لزيادة رأس المال حتى تستطيع تمويل أنشطتها المختلفة وزيادة أرباحها من خلال استثمار تلك الأموال.
لماذا نشتري الأسهم؟
يقوم المستثمر بشراء الأسهم حرصا منه على العائد المادي المتوقع من تلك الأسهم والذي يأتي عن طريقين:
الأول: العائد من أرباح الشركة وهو الجزء الذي تقوم الشركة بتوزيعه عند تحقيق أرباح على حاملي الأسهم.
الثاني: نمو سعر السهم، وذلك ببيع السهم بسعر أكبر من سعر شرائه والذي يحقق عائدا للبائع.
ومن هذين الطريقين يحدد كل شخص أسلوب تعامله واستراتيجيته مع السهم، حيث يوجد المستثمر طويل الأمد والذي يشتري السهم ولا يبيعه إلا بعد سنوات أو عدة شهور والمتوسط وقصير الأمد وكما يوجد المضارب الذي قد لا يمكث السهم في حوزته سوى ساعات قلائل، يشتريه بسعر ويبيعه بسعر أعلى في نفس اليوم بعد تحقيق هامش ربح مناسب.
ملاحظات:
(1) جميع حقوق الملكية والملكية الفكرية للعلامات التجارية والمسجلة التي ذكرت في المقال ملك لأصحابها .
(2) الحقوق الفكرية للمقالة لكاتبها وتحت ترخيص GPL General Public License يمكن استخدامها للأغراض الغير تجارية مع ذكر اسم كاتبها والموقع www.magnin.com .
ويتبع: ............. البورصة والتعامل معها2
واقرأ أيضًا:
الهاكر والصياد / التضخم