اعترافاتي:عُقدُنا كيف نتخلص منها؟(1)
من منا يمكنه أن يتفاخر بضمير هادئ بأنه يحب نفسه تماما؟ من يعيش متأكدا من أنه على القمة؟ مثل هذه الثقة تجعلنا نرتعد، لأن الشعور بعدم الكمال يسكن غالبيتنا. ولكن عند البعض عدم الرضا عن النفس يغزو كل شيء. فيكون اهتمامهم مركزا بلا توقف علي ما هو خطأ فيهم: لعثمة صغيرة،صدر صغير،أصل اجتماعي متواضع... وينهار كل كيانهم. ولكن هل كل عقدنا إعاقات حقيقية أم حجج تجنبنا رؤية أبعد لتاريخنا وفهما لأنفسنا؟
إن الحرية الحقيقية تفرض علينا إذن أن نسقط عقدنا كي نكتشف كل ما تخفيه: مواهبنا، رغباتنا، قوتنا. وبتجاوز عقدنا نتجاوز أنفسنا وبالتحديد الجزء المعوِق فينا.لنكف إذن عن المحافظة على عقدنا. إن معتقداتنا عن أنفسنا توجه سلوكياتنا" مادمت لا شيء، فلأبقى في عزلة" وهذه الأفكار لها آثارها التي تتجسد في: "الآخرون لا يرونني" والنتيجة: "بالضرورة لا أحد يهتم بي فأنا لا شيء!" وبذلك نقوي بشكل ذاتي سيناريو الشعور الطفيلي حول أنفسنا إنها بالفعل دائرة جهنمية.
لاحظ الطريقة التي تتعامل بها مع معتقداتك السلبية حول نفسك، لاحظ كيف تعتبر ردود أفعال الآخرين كتأكيد لمعتقداتك الشخصية. شيئا فشيئا، ستتمكن من إكساب نفسك ميزة الشك. أجر تجربة بمحاولة القيام بتصرفات غير معتادة كنوع من التحدي. هل تشعر بعدم قدرتك علي الكلام أمام الجمهور؟ فلتقم بتحضير مداخلة في الاجتماع القادم. هل تغني بشكل رديء؟ سجل نفسك في كورال. في أسوأ الظروف سيعلمونك كيف تغني بطريقة صحيحة.
قبل أن تتصرف، خذ وقتك في تصور نفسك وأنت في سبيل النجاح. اعرض عدة مرات على شاشة ذهنك فيلم قدرتك الجديدة.
اختر علاجك طبقا "لإعاقتك" واستكشف الطرق الجديدة لتطورك الشخصي: الرقص الرياضي كي تحب جسمك، أدوار المهرج أو المسرح لتجاوز كبتك، النحت أو الرسم لتتعلم كيف تعبر عن نفسك. وهكذا، تصلح صورتك الشخصية.
أما الحب فهو أفضل علاج لأنه يستطيع أن يشفينا فعلا، بشرط أن نقبله. لكن الإنسان المعقد يهرب من الحب. وإذا أُعجب بشخص من المحتمل أن يدير له ظهره حتى لا يُعرض نفسه لرفض هو متأكد منه. فإذا ارتبط وحتى لا يُظهر الصورة السلبية التي يرى نفسه فيها نجده يقلل من شأن محبوبة على طريقة: "مادام اهتم بي، فإنه بالضرورة لا يساوي شيئا". كلنا نحتاج إلى اهتمام الآخرين ولكن للأسف، نحن نتخيله اهتماما مليئا بالأحكام، لأننا نعكس ما وضعه أبوانا علينا عندما كنا أطفالا.
إن أبوينا كانوا يروننا من خلال مرشِح (فلتر) من مسئوليتهم تجاهنا وقلقهم علينا وبالتأكيد تاريخهم وعقدهم الشخصية. لكن الناس اليوم يروننا على حقيقتنا وحسب العلاقة التي نقيمها معهم. إذن بقبولنا رؤية أنفسنا من خلال عيون من يحبوننا،يمكننا تحسين صورتنا.
فما أن نقع في الحب يساعدنا جسمنا. الحب يطلق شلالا من الهرمونات والتغييرات الفسيولوجية في جسمنا. معايشة هذه الأحاسيس القوية يجعلنا نخرج من دائرة الفكرة المتسلطة علينا. عندما نركز على ما بداخلنا، على شعورنا، ويقل اهتمامنا بالصورة التي نعكسها. إن العُقد النفسية يُساندها حوار داخلي والعاطفة تزيلها.
عندما نحب، نشعر أننا في أمان وأقوياء. عندئذٍ نجرؤ على تصديق نجمة حظنا. فلتُظهر رغبتك. اقبل رغبة الآخرين. واستمر في التركيز على نفسك وعلى ما تشعر به لكي تقاوم كل إغراء بالعودة إلى عُقدك.
إن الشخص المعقد له خاصية أن يُلقي بنفسه في رأس شريكه لكي يخمن ما يشعر به تجاهه. إنه يتساءل طول الوقت أسئلة مثل: "هل أُعجبه؟" أما الشخص الناضج فلا يتساءل عن كل هذا، ويبقى "في جلده"، مركزا على ما يشعر به هو نفسه في العلاقة: "هل أنا أشعر براحة معه (أو معها)؟" فكونوا ناضجين إلهي لا يسيئكم.
اقرأ أيضاً:
جراح الحب لا يمكن تجنبها / اعترافاتي الشخصية: خلاص..يعني..خلاص