عناوين صحف الصباح تحمل نبأ اعتقال مدون شاب بسب كتاباته!!
لكنني ما زلت أقول أن الإنترنت هو الساحة الأكبر الآن للتغبير والحوار والتواصل بين البشر بلا حدود إلا قدراتهم وأوقاتهم.
في أول ليلة من ليالي رمضان وصلتني على المحمول الرسالة التالية:
"يا رب .. بركة رمضان تصيبكم، وعفو رمضان يشملكم، وصيام رمضان يحسنكم وقيامه يريحكم، وصلة الرحم فيه تسعدكم، وإطعام الفقراء يرقق قلوبكم، وقرآنه يفهمكم دينكم، ودعاؤه يستجاب لكم"
يسود بيننا انطباع أن رمضان فترة متعددة الأنشطة والأبعاد والمستويات، وكنت أتناقش مع الشباب من محرري موقع عشرينات قبيل بداية الشهر الفضيل حول معنى شمولية رمضان في تناوله وتعامله مع العقل والمادة، ومع الروح والجسد، مع الفرد ومع الجماعة، مع الاقتصاد والصحة والمجتمع، مع الاتجاه إلى الله سبحانه، وتجديد العهود معه، وسأعود إلى مسألة العهود هذه لاحقا.
ومن يفهم رمضان حقا يراه ويمارسه بوصفه زمنا فريدا وتغييرا في كيمياء الجسد لينتبه وينضبط ويتحرر من أسر العادات والمكيفات، وفي إيقاع اليقظة والمنام، وسكون واستقرار المزاج، وفي ترتيب الأولويات، وفي النظر إلى الأشياء والناس، وأنه توحيد للأمة في الشعائر والمشاعر، وتذكير لها بأن هناك ما يجمعها فقراء وأغنياء، كبارا وصغارا حين تندرج في هذا المعسكر الكبير مع الحفاظ على تميز وخصوصية من يريد أن يستقل بنشاط إضافي، ويتفاعل الكل مع رمضان، كل بحسب حاله وحالته، فمن عاكف على مصحفه، ومبتهل في ليلته، أو مدمن تدخين أو قهوة يشتكي من حاله، إلى ملايين الغافلين الذين واللائي تطمح نفوسهم ونفوسهن إلى هدنة وعفو، اللهم عافنا واعفُ عنا.
لدينا في الطب النفسي أسلوب علاجي يسمى المجتمع العلاجي، وأحيانا علاج المحيط، أي وضع المريض في سياق توظف كل مفرداته وأنشطته وبرامجه لمصلحة العلاج، فيكون محاطا ببيئة صحة نفسية وخطط علاجية يندرج فيها ممارسا ومشاركا، وهدف هذه المشاركة متعددة المستويات والأشكال هو إعادة تنظيم المزاج والإيقاع، وإعادة تنشيط التفكير والتخطيط والوعي، وإعادة تحريك الإرادة ..أليس هكذا رمضان؟!!
في أول أيام العيد وصلتني على المحمول رسالة تقول: "مضى شهر العهد وأتى عام الوفاء، عسانا في العام القادم أن نكون من الموفين بما عاهدنا الله عليه في شهرنا هذا،"
أسعد الله عيدكم– اللهم استجب.
الأحد 6 /11 / 2005
*اقرأ أيضاً:
حوار مع أ.د أحمد عكاشة(3)/على باب الله: (أحداث كنيسة الإسكندرية)