اعترافاتي الشخصية مرثية من على أبواب اللجان الانتخابية
حسرة عليك يا شعبي العزيز...أمرضوك وأفقروك وجهلوك وأفسدوك.
رأيتك يوم الانتخابات البرلمانية وأنا ألفُّ وأدور في الشوارع والحواري كي أراقب الانتخابات وكم هي شفافة. فوجدتك شحاتاً، راشياً ومرتشياً، وبلطجياً. شيوخك مكفوفون، محنيو الظهر ومرتعشون بفعل المرض والقهر. وأيقنت يومها أن الكلام عن الديمقراطية عبث وهراء. فكما علَّمنا أرسطو في كتب ثانوي أن الديمقراطية في يد جاهل كارثة....
رأيت سيدة بسيطة تسأل اللجنة وجلة مرتجفة: قولوا لي أعمل إيه أنا معرفش حاجة؟ وصبي بورمجي يشتم بأقذر الألفاظ ثم يعلن أن الإسلام هو الحل...! ووكيلة نيابة إدارية تشرف على لجنتي الانتخابية، تعطيني بطاقة الترشيح كي أملئها فأسألها: ألا تريدين بطاقة هويتي كي تتأكدي من شخصيتي؟ فترد بطيبة: وماله أريني إياها................... ويظل سؤال وحيد يتبعني في كل خطوة، لماذا يستمر الحزب الوطني وهو السبب في كل ما ألنا إليه وأجيب: لأنه سرق روحنا.
بت ليلتي كئيبة ومكتئبة وصحوت فاقدة كل أمل لا أرى بصيص نور وتساءلت: هل كنت ساذجة وماذا كنت أنتظر؟ تساءلت لماذا أنا مهتمة برفع وعي ابنتي وتوفير أفضل فرص تعليم لها في هذا البلد الذي سيكون لها طارداً وستكون فيه غير قادرة علي التوافق؟؟. لكنها الحياة تفرض علينا الاستمرار بفعل غريزة البقاء.
وتوجهت ليلا إلى مدينة السادس من أكتوبر كي أطل على المشاهدين وأستمع إلى شكاواهم وأدعوهم إلى النظر في حياتهم والسعي إلى الأفضل وشعور لا يبارحني في عدم جدوى كل ما أقوم به ورغبة في التخلص من كل هذه التمثيلية ثقيلة الظل.لكن همومكم أخذتني وأدخلتني مرة ثانية في معترك الحياة وتفاصيلها.
وفي اليوم التالي بدأ مشوار جديد بمطالب جديدة قبل بدء إعادة المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية وبضرورة التحقيق في الشكاوي الخاصة بعمليةالفرز والإعلان.....
درس وحيد أذاكره وأعيده على نفسي كل صباح وأبتكر به مبرراً للاستمرار...طالما مازال لك دور تلعبه وأفكار تسعى لأن تحققها فأنت حي حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
اقرأ أيضا:
الشفافية هي مطلبي / تصريحات وزير العدل غير اللائقة