بادرتني صديقتي العزيزة على التليفون بسؤال باسم حول كيفية الجمع بين أن تكوني مناضلة ومُزة وذلك على أثر حوارها مع صديقتنا المخرجة خفيفة الظل "هالة لطفي" صاحبة الفيلم المميز "عن البرودة" التي خضت معها الأسبوع الماضي مغامرة توثيقية تطوعا منها وبروح معطاءة تعطيك الأمل بأن مصر لم تخل بعد من الروح غير النحّيتة (والنحت هو تعبير ساد في الأوساط مأخوذ من الآلاتية الذين يؤدون نحتاية هنا وهناك للاسترزاق).
وبعد معركة العلم المصري على باب قاعة المحكمة يوم محاكمة الزميل إبراهيم عيسى عندما أبلغني الشباب بعدم سماح رجال الأمن بالدخول بعلم مصر إلى القاعة فلممت ما بأيديهم من أعلام مصممة على الدخول بها غير متقبلة لأن يمنع العلم فتصدى رجال الأمن بعنف ينزعون العلم ويمزقونه ففار الدم في عروقي وأدركت كم هو عزيز عليّ ذلك الرمز (علم مصر) ووجدت نفسي أقضم كف رجل الأمن مستمسكة بالعلم وهو يحاول تمزيقه فنجح الشباب في خطفه وإلقائه إلى داخل القاعة وكأننا في مباراة لكرة السلة فانفتحت القاعة وكان حشدا وتضامنا أعاد إليّ ذكريات "أيام التضامن" مع القاضيين اللذين أحيلا إلى المحاكمة التأديبية...
فعلى باب المحكمة أجريت حوارات مع نساء شعبيات متواجدات لقضايا تخصهن، سألنني وماذا فعل إبراهيم عيسى؟؟ هذا وعندما حكيت لهن تفاصيل القضية تساءلن عن ضرورة مناصرته وسألنني أليس من الواجب أن نقف إلى جانب من يطالب بحقوقنا؟ لكن إبراهيم لم يكن موجودا ليقدمن له التحية ويشددْن من أزره...
موقف آخر هزني عندما رأيت الدكتور سعد الدين إبراهيم والشباب يشدونه ليصعد على الدكة ليتابع وقائع الجلسة وسط هذا الزحام الغفير فدعوت له بالصحة فكم نحن بحاجة إلى من هم في مثل شجاعته رغم كل ما مر به من سجن وتشويه وبهدلة ورغم حالته الصحية الحرجة.... وفي المساء هاتفت زوجي العزيز لفكرة قفزت إلى ذهني فجأة:
"عماد كيف لم أشعر بالقرف وأنا أقضم يد هذا المخبر؟ "فرد عليّ بإجابة تليق بشخصيته: "ومن الممكن أيضا أن تكوني قد أصبت بفيروس سي.... مثل هذه التصرفات يمكن أن تعرصك للإصابة بالتهاب الكبد الوبائي"
اقرأ أيضاً:
حتى لا نخسر أصدقائنا/ ليه الستات هم الحيطة المايلة؟