ان زجالا مصريا قد اشتهر باسم "أبو بثينة"، عرف بمقدرته الفريدة على مقابلة معلقات فحول الشعر الجاهلي، وله ديوان معروف باسم "ديوان أبو بثينة"جمع فيه روائع أزجاله
- قال عنه شوقي أنا لا أخشى شيئا على العربية قدر خشيتي عليها من أبو بثينة
- أذكر له بيتين قابل فيهما معلقة "عمرو بن كلثوم"
ألا هبي بصحنك فاصحبينا ولا تبقي خمــــور الأندرينا
معششة كأن الحص فيها إذا ما الماء خالطها سخينا
فقال:-
ألا هبي بصحنك فأطعمينا ولا تبقي محمر أو سمينا
ولا تنسى تجيبي معاك سلطة فإنا نحن ناس جوعنينا
، كنت على شاطئ الإسكندرية وأصبت بلدغة قنديل، فذهبت أبحث عن كشك الإسعاف بين الأكشاك المختلفة
، وطللت من باب أحدها فوجدت بعض الشباب جالسين
-سألت أهذا كشك الإسعاف؟
، فأجاب أحدهم
- لا عفوا يا سيدي إنه كشك عمال النظافة
- هممت أن أشكره وأنصرف
، إلا أن نقشا ما على الجدران لفت نظري قرأت فيه
أنا في اللم العوان غــير مجهـول المكان
أينما نادى المنادى في دجـى الشـط يران
خلقت الشوكة لكفى والشوال صنع اليابان
وهما في الكشك كانا جنب كتفي يونسان
أترك القوم حيارى من نظافة المكان
- دهشت جدا من هذه الأبيات التي ذكرتني بمعلقة عنترة بن شداد
أنا في الحرب العوان غير مجهول المكان
أينما نادى المنادى في دجى النقع يران
خلق الرمح لكفي والحسام الهندوان
وهما في المهد كانا فوق رأسي يؤنسان
أترك القوم حيارى من ضرابي وطعان
، ابتسمت وسألت الشاب من كتب هذا
- فضحك وأجاب إنه زميل لنا خريج آداب يهوى الزجل
سرت أضحك في شيء من الوجوم، ولم أشك لحظة في أن صاحب هذه المقابلة هو ابن بثينة
أطلت عليك أليس كذلك
عفوا
ولكن لعلك لاحظت معي أن أبو بثينة كان موظفا محترما معروفا كزجال له ديوان منشور قد تجده يوما، يعرفه شوقي ويخشى على العربية منه
- أما ابنها، وياللأسف فقد كان منسيا في أحد الأكواخ بين عمال النظافة!!!!!!!!!!
شكرا
واقرأ أيضاً:
أوهام الكهف / غريزة الألم