هناك كتبٌ كثيرة تدعوك إلى محاولة التخلص من القلق، وما يتبعه من صعاب متعددة تحيط بك، العجيب أن هذه الكتب لا تقدم لك جديد، بل إنها تردد مبادئ بسيطة جدا ، مثل:
- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد
- لا تشغل بالك بالمستقبل
- فكر بشكل موضوعي في كيفية قهر القلق، وغيرها العديد من المبادئ التي يحاول معها صاحب الكتاب أن يوهمك بأنه قدم لك الحلول السحرية لقهر المشاكل المختلفة، غير أن العنصر الأساسي الذي تجاهله الجميع هو أننا بطبيعتنا نستعذب الألم، أنك تكون في منتصف عملٍ ما، وفجأة تقرر أن تخلو قليلا إلى نفسك؛ أتدري لماذا؟
إنك تخلو لتقلق، نعم لتقلق،- وهذا القلق في ذاته يخلق بداخلك شعورا خفيا باللذة، وكأنها لذة الألم.
- ألم يشعرك بالرغبة العارمة أن تلقى في أحضان أمك كطفل صغير
- تأمل معي الرهبة التي يعانيها الكثيرون من الخطاب أمام الجمهور، لو أننا نظرنا إلى الأمر بشكل موضوعي، فسنجد ألا جديد؛ أنت فقط تقف لتتكلم، وسواء كان أمامك فردا أو أكثر فلا فارق
- تكلم بصورة طبيعية وكن نفسك
- تكون قد استطعت أن تواجه الجمهور، وتؤثر فيهم طبقا لطبيعة شخصيتك
- المشكلة الأساسية أنك وقبل أن تدخل لمواجهة الجمهور
- تجد هاجسا يدوي صداه في أرجاء نفسك، وهو أنك ستواجه أفراد كثيرين،....... ربما بدوت أبلها، ....... ربما نفروا من حديثك...... لماذا؟؟؟؟؟
- غالبا لأنك تستلذ الألم
- إن الألم بطبيعته يثير في نفسك شيئا من المتعة الخفية، وكأنها متعة جبلت في الفطرة والطبع
- وتخلصك من هذا الشعور إنما يكون بالمجاهدة، التي إن استمرت ربما تموت معها; شهوة الألم أو قد تستبدل بشهوات أخرى.
- إذن فالأمر هو أن تركز على أن تتخلص من غريزة استعذاب الألم، إن أردت أن تقهر صعوبات أي مواجهة ..... مع نفسك ..... أو مع الآخرين
- والحق أن أية شهوة تحتاج مجاهدتها إلى طاقة كبيرة، يعجز الكثيرون عنها، ولما كان الملل أيضا من طبائعك
- فإني أفضل أن أدع الحديث عن هذه المجاهدة إلى موضوع آخر.
اقرأ أيضاً:
أبو بثينة وابنها / أوهام الكهف / إنه علماني
التعليق: لم تعد إمكانية النشر متاحة بالنسبة لي، لماذا ؟