عدنا من المعسكر وكلنا فخر بأبنائنا وعن نفسي ما زلت أردد حلمي لكل من أقابلهم وأحكى لهم عن إلحاحي على صديقتي إنجي بأن تنفذ وعدها لي منذ سنوات بأننا سنشتري أرضا كي نقيم عليها معسكر "اكسب حقك" لتعليم طلبة المرحلة الإعدادية "الديمقراطية" إنه حلم المعاش السعيد، المنتج. وأغمض عيني فألحظ نفسي مبتسمة لنفسي وأنا أتذكر شعار حفلة إطلاق مشروعنا منذ ثلاث سنوات "ديمقراطية بالتلاتة" وكأننا كنا مدركين بأننا سنضطر لممارسة لعبة القط والفار سبيلا لتحقيق مشروعنا فجاء عنواننا قسما "ديمقراطية" و"بالتلاتة" وقد كان.
وانتهى المعسكر الأول وصورنا البرنامج التلفزيوني وبدأنا رحلة البحث عن قناة ترحب بإذاعة برنامجنا وما بين لملمة الخيوط والحصول على بعض المتعة والإجازة رافعة شعار "أنا عايزة الإجازة بتاعتي".. توجهت إلى دولة الجونة الأفلاطونية تلك المدينة الفاضلة والمثالي في عرفي ومنطقي مبنى على مزاجي الشخصي وهو ألا يتحرش بي أحد أو أتعرض للمعاكسات أو للنظرات التي تخترقني وتعريني أينما ذهبت في أنحاء جمهورية مصر العربية، فالناس في الجونة وكأنهم كلهم كده على بعضهم غير محرومين. وقد بدأ اهتمامي بذلك السلوك الجوني غير المصري بالطبع عندما سألت مضيفتي ونحن ذاهبون إلى المرفأ أو كما يسمونها في الجونة "المارينا" توطئة لركوب يخت والتوجه إلى جزيرة تدعى "المحمية" للسباحة وقضاء اليوم هناك. وعلقت مضيفتي على استنكارى .."نحن في الجونة" فرددت ببراءة "بالراحة علي.. أنا لسه واصلة من القاهرة".
وكان.. ورغم ذلك لم تخترقني نظرة واحدة مقتحمة أو متلصصة.. ولكن المعسكر لا يبارحني وأنا على تلك الأرض التي تحوي الرفاهة والجمال وسط الصحراء.. فتسألني ابنتي التي شاركتني على مدى عشرة أيام حلم إننا حنكسب حقنا.. كيف لي يا أمي أن أتعامل مع شباب عائلتي ومحيطهم بعد أن تعاملت مع أبناء وبنات اكسب حقك. ورددت بمرارة للأسف يا ابنتي الشبان من محيطك الذين تخرجوا من التعليم الأجنبي وسيكملون دراستهم الجامعية في كندا في الغالب والجامعات الأجنبية على الأرجح هم من سيحكمون البلد وهم بنسبة كبيرة لا ينتمون لها؛
أما الأولاد والبنات المهمومين بمستقبل مصر ودستورها وحقوقها والإصلاح السياسي والتطور الديمقراطي فسيكافحون ويحلمون مثلنا.. ومضيت في إجازتي لا ألمح قاذورات ملقاة على جانبي الطريق ولا أرى عساكر أمن مركزي ولا ألمح سرعات عالية رغم فخامة السيارات وقوتها وكان لقاؤنا العابر بالسلطات المصرية كالعادة محفوفا بالمخاطر، عندما تجاوز قائد سيارتنا السرعة المقررة على طريق الجونة الغردقة في طريقنا إلى المطار ففوجئنا في وسط الليل على الطريق الضيق غير المضاء بسيارة تقطع الطريق بالعرض ليحصلوا منا مائة وخمسين جنيها مخالفة رادار لتجاوزنا السرعة المقررة فندفع بعد نجاتنا من الحادث المدبر بفعل شرطة المرور.. وعدت إلى القاهرة وعقلي يضطرم بعشرات الأسئلة.. لماذا مصر كلها ليست الجونة؟ ولماذا المصريين هناك محترمين؟ لماذا ولماذا؟؟ ثم قفز السؤال الأهم.. لماذا لا يحكمنا مسيحي ولماذا لا تحكمنا امرأة؟
اقرأ أيضاً:
المطلقات سيغيرن وجه العالم.. لماذا؟/ الأخوات الثلاثة والطبيعة الساحرة
التعليق: إن شاء الله دولة الخلافة الإسلامية قادمة
أعتقد لا يوجد نص قرآني صريح يحرم كون المرأة حاكمة.
د.طارق السويدان كان ضد قيادة المرأة ككثير من الشيوخ والعلماء المسلمين، ولكنه اكتشف إن رأيه غير صحيح.
كتاب إسمه "صورة المرأة المسلمة في الإعلام الغربي" لـد.فوزية العشماوي، فيه عن قيادة المرأة وعن قضايا أخرى بشأن المرأة في الإسلام.
بالنسبة لحكم غير المسلمين للمسلمين، فقال الله: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ...إلخ الآية (144)" النساء.
لا يصلح غير المسلم إماما للمسلمين أو خليفة لأمة الإسلام.
ولكن بالنسبة للرئاسة في النظام الجمهوري، ففي المقال المذكور لـد.طارق السويدان:"أعتقد أنه في حال إيجاد نظام يحدد قيم المجتمع وقيم الدولة، ونظام فصل السلطات بين البرلمان والحكومة والقضاء، ويكون هناك تساوٍ في الفرص، وكون الحاكم منفذا للتشريع، وليس هو المشرع، في هذا الوقت لن يكون هناك فارق من الجانب العملي إذا كان مسلما أم لا، أما من الجانب الفقهي فسيبقى الخلاف الفقهي من حيث جواز تولي المرأة أو غير المسلم، وأرى أن هذه القضايا الشكلية تزول إذا وجد نظام."