يخلط الكثيرون بين الجمال والأنوثة، رغم أن الفارق بينهما كبير.
الجمال هو مظهر سطحي، قد يكون السطح مشعا براقا، بينما العمق فاتر، باهت اللون والمعنى.
بينما الأنوثة هي أسلوب، أسلوب يضفي لوناً مميزاً عميقا، للمرأة.
الأنوثة فقط، تجعل المرأة كمكعب الثلج بالماء، شهية.. جذابة. لكن تلك الأنوثة، وذلك الجمال الأخاذ، وحدهما، لن يصمدا طويلا أمام جمال عقل رجل، رجل العصر الحالي، حيث رؤيته للمرأة واحتياجاته منها أعمق مما كان عليه رجل العصر السابق.
وعاجلا أو آجلا تفقد ذلك النوع من النساء، القدرة على محاورة أو مواجهة ذلك العقل وتلك الشخصية، فتذوب، تتلاشى بكيان وعقل ذلك الرجل، وبعد فتره يشعر هو، وكأنه لا وجود لها!
* الأنوثة والذكاء..
هناك امرأة، كالكلمة جميلة الحرف، عديمة الفكرة..
وأخرى، هي كلمة جميلة الحرف عميقة المعني..
لو اجتمعت صفتا الذكاء والأنوثة بامرأة.. تصبح تكوين لا يستهان به.
حيث كل صفة تكون وسيلة لإظهار وتجسيد الصفة الأخرى..
بذكائها تحدد كيف، متى، وبأي قدر تظهر أنوثتها..
وبأنوثتها تخفي ذلك الذكاء لتبدو، فقط، قلبا محبا، وعقلا –يبدو -للآخر.. مخدرا.
تكون المرأة للرجل، كالماء للثلج، تُذيب نعم، لكنها لا تذوب هي بتكوينها به.
تمنح الحرارة والمعنى لحياته،
السكن والهدوء لروحه، وكذلك أيضا، الصديق المرافق لعقله..
فيذوب هو بكيانه وعقله، إليها يضيف، ولكن لا تتلاشى هي.. بل تبقى وجود يمنح، لا يذوب، فلا ينضب...!
هذا هو تماما الفرق بين عقلية رجل اليوم، برؤيته واحتياجاته، وبين رجل الماضي..
تلك الصورة القديمه العقيمة، وموروثات تتوارثها الفتيات جيل بعد جيل، معتقدات فقيرة، تحصر كل العلاقة بين آدم وحواء..
بأن آدم، (طفل لاهي)، يفتقد العقل والأهلية أمام المرأة، ومن السهل جدا إلهاؤه إما عن طريق معدته، أو شهوته..!!!!
وحواء (شيء)،
شيء لا يحتاج للعقل أو الرؤية، لا يحتاج للشخصية المميزة أو الفكر، وتعب القلب. بينما واجبها الأول والأخير، بل كل ما عليها، التلون كل يوم وليلة، تماما كالبهلوان بالسيرك، لإلهاء عيون بعلها..!!!
فهو (طفل)، وهي (شيء)..
شيء لا يصلح أن يعيش إلا تحت ظلال ذلك، (الطفل)..!!
وبعصر تغير به كل كل شيء، لا تزال فتيات عالمنا العربي، تتربى على تلك المعتقدات العقيمة.
فتنهار العلاقات، وتزداد الفجوة بين الطرفين، في حين أن كلا منهما يجهل أين الخطأ، يتساءل عنه ويبحث (خاصة المرأة).
فما كان يحتاج إليه الرجل قديما أو حتى قبل سنوات، تغير الآن.، أصبح الرجل يبحث عن أنثى لها عقل يحبه تماما كقلبها، وقلب يفكر ويعقل تماما كعقلها، أصبح يبحث في أنثاه عن الصديق والصاحب، الأخت والأم، الحبيبة وحتى العشيقة، أجده معذور آدم فما أكثر، وأسهل المعروض أمامه من كل صنوف النساء بكل الوسائل. وأجدها مسكينه حواء، أن يكون عندها القوة والعقل والقلب لتكون كل النساء، حيث ضالة كل رجل هي أنثى قادرة على فك طلاسم شخصيته، والوصول لمكنونات روحه، تشرب طبيعة ذاته، أنثى تعشق بعقلها، تماما كما بقلبها.
عندها فقط، لن تكون هي مجرد (شيء) ليس له مكان إلا تحت ظلال الرجل..
بل سيكون (هو) من يستظل بها، بروحها، قلبها، وعقلها كذلك..
واقرأ ايضًا:
رسائلُ إلي ريم / ما هي الشيفرة الخاصة بزوجك؟ / بابا.. هو الجنس وحش للدرجة دي؟؟؟؟؟ / هو وهي/ اختلاف مفهوم الجنس بين الرجل والمرأة / الفتاة النموذج