اضطرابات نفسية
السلام عليكم، سأبدأ موضوعي بسرد الأحداث التي مررت بها بالتسلسل، وأنا عمري تقريبا 18 سنة في الصف الثاني ثانوي كنت أذاكر مادة الرياضيات للامتحان النهائي في ليلة الامتحان تبقى لي نصف المنهج واتصلت بصديقتي المقربة ذلك الوقت وسألتها عن المذاكرة وأنه تبقى لي نصف المنهج.. كان ردها تهويل وأن المتبقي صعب جدا ولن أفلح في مذاكرته وأنني لن أنجزه قبل الامتحان أقفلت السماعة وأنا خايفة ومذهولة وهميت المذاكرة جدا لم أعد أستطيع المذاكرة أو النوم جربت أجلس عالتلفاز لكن زاد التوتر والخوف عندي فعلا تلك الليلة لم أستطع إغماض عيني من الخوف والقلق وكانت حالتي يوم الامتحان جدا مزرية ولكن تجاوزت الامتحانات بصعوبة والحمد لله مع أنني من جهة أخرى كنت واثقة جدا بأنني مجتهدة وأستطيع حل أي امتحان لكن بكلامها وتهويلها انعمت بصيرتي عن كل ما أملكه...
السنة التالية الصف الثالث الثانوي والهم يكون أكبر والمجهود أيضا في تلك السنة وكنت أعاني أيام الاختبارات بسسب الموقف السابق شاء الله أنني أتعرض لحادثة في البيت تسببت في قطع أصابع يدي اليمنى واحتجت لعملية دقيقة وطويلة والسبب في قطع أصابعي أختي التي تكبرني ب 4 سنوات تقريبا وأختي هذه جدا كانت متسلطة جدا وتؤذيني منذ صغري تعاقبني وتضربني متى ما شاءت وكانت توذيني نفسيا أيضا بالألفاظ والاحتقار والتقليل من شأني بشدة لدرجة أنها رسمت عني فكرة في أذهان أهلي جميعا بأني إنسانة سيئة جدا ولا أستأهل إلا النبذ وأكتر بأفكارها خصوصا على أخواتي الشقيقات فكانوا يتبعوها ويقلدوها بأفكارها عني ونبذي..
كانت تردد أنا الكبيرة إذا أنا المسيطرة.. دور أمي وأبي في خلافاتي مع أختي سلبية أما كانوا يفضوا الشجار بيننا أو يضربونني بحكم أنني الأصغر فالأكبر دائما على حق ولا يخطئ؟ كل ما أتذكر تلك الأيام والتي عانيتها مع أختي أتألم بشدة وبالرغم من أن قطع أصابع يدي حصل وأنا بمرحلة دراسية حساسة إلا أنني وضعت كل ألمي وطاقتي في دراستي وفعلا حققت المركز الأول على دفعتي في نفس الوقت نفسيتي لم تتأثر كثيرا لأني تعرفت على صديقة جديدة كانت جدا جدا حنونة معي وتستمع لي وتقف معي متى ما شكيت لها من أهلي تعلقت فيها بشدة وبعد مرور سنة على علاقتي معها بدأنا نمارس سلوكيات شاذة أثناء محادثاتنا على الهاتف في البداية لم أتقبل الأمر وكنت أضحك بالتدريج استسلمت واستلذيت بكل كلمة كانت تقولها لي واستمرينا نحادث بعض ونمارس العادة سويا على الهاتف تقريبا لمدة سنتين أو أكثر في علاقتي معها كنت أحس بالأمان الشديد والراحة ولا أقبل بأن تغيب عني أبدا..
فجأة انخطبت صديقتي هذه وتزوجت وصار تواصلنا محدود وقليل وكنت أؤكد لها بأني لا أرغب منها متعة أو جنس فقط أريدها بجانبي.. أشغلتها الأيام عني وأصبحت أحس بفراغ شديد بعدها ولأنني أخشى أن أتعرف على أي شاب مخافة لله أولا ثم لا أقدر ويعتبر من العيب والحرام بمجتمعنا فأنا فقط مستعدة على أن أتعرف وأرتبط فقط بزوجي ولا أحد غيره.. مرت الأيام وعندما أصبحت سنة 3 بالبكالوريس كنت أشعر بفراغ عاطفي كبير ولأن صديقتي التي تزوجت كانت تلمح لي بأن علاقة فتاة بفتاة أفضل من علاقة فتاة برجل فالفتاة تحس وتقدر الفتاة أكثر.. كنت مازلت متأثرة بأفكارها فتعرفت على طالبة من تخصص آخر بالكلية كانت تحترمني وتحن علي فتعلقت بها وأخبرتها بأنني أحبها طبعا لم تتقبل الفكرة بأن تبادلني الحب أو حتى تضمني على صدرها أبدا كانت ترفض أي شيء لكنها مستمرة تعاملني بحب وحنان.. حدث بيننا خلاف وتركتني فتعبت نفسيا وتأثرت لفراقها بشدة واستمريت أعاني تقريبا 3 أشهر.. كانت الأعراض تشتمل على بكاء, ألم, لا أستطيع النوم ليلا من شدة ما أفكر فيها وفي ماحصل بيننا كنت إذا أرهقني السهر والألم أخذ حبوب منومة لأنام.. مضت الأيام بعد هذه الحادثة ب 3 سنوات
وقبل دخولي للماجستير كنت أعاني من تعامل أخواتي لي في البيت فلا يطيقون أبدا مشاركتي في شيء بل يكتفون بالبقاء مع بعضهم والأكل وكل شيء لوحدهم مع بعض من دوني بذلت المستحيل معهم لأتقرب منهم ويتقبلوني كما يتقبلون بعضهم ويستمتعوا مع بعضهم ولا فائدة.. قدمت كل الاعتذارات والهدايا ولم يتغيروا عن حالهم كنت أبكي في الليالي لأني أسمع سهرهم وضحكهم مع بعض وأنا منبوذة عنهم.. لأخرج من كل هذا لجأت إلى الأفلام الإباحية التي كانت لي متنفس بذلك الوقت وتنسيني كل ما يؤلمني ولأنها كانت تحرك شيئا فيني علقتني به صديقتي الأولى.. دخلت الماجستير وفرحت جدا بقبولي لكنني حزينة دائما بسبب وضعي في المنزل مع أخواتي..
أول أيامي بالماجستير كانت هناك فتاة من قاعتي تناظرني نظرات غريبة وكانت تلمس جسدي كثيرا بطريقة كأنها عفوية بعدها تعلقت فيها بشدة لأنها كانت تضمني وتحن علي كثيرا تعلقت فيها بشدة وكنت لا أرى غيرها حتى صديقاتي الباقيات خففت تواصلي معهم وأصبح كل تركيزي على زميلتي بالقاعة وأحببتها بشكل كبير.. حدثت بيننا أكثر من خلاف ولكن آخر خلاف في شهر ديسمبر العام الماضي حدثتني بلهجة جادة جدا بأنها ستتركني وأن تعلقي فيها زائد ومبالغ فيه.... بعدما أخبرتني بأنها ستتركني صدمت وأصبحت أبكي بكاء غريب وأشعر بالخوف ولم أعد أتمكن من النوم لا أعلم ما كانت مشاعري التي منعتني من النوم كانت مختلطة خوف مع قلق مع ألم..
عدت أواصل صديقاتي وأخبرهم بأنني خائفة لا أستطيع النوم؟؟ كانوا يسألوني من ماذا خائفة ولماذا فأقول لا أدري.. أصبحت تلك الأيام مضطربة وبشدة كنت أستمر في المكالمات مع صديقاتي الأخريات طوال اليوم ولا أحب ولا أرغب مطلقا بأن يتركوني فيستمروا معي طوال اليوم حتى واحدة منهم قالت الذنب اللي وقعتي فيه عظيم وأنت سحاقية توبي إلى الله واستمرت ترسل لي مقاطع دينية أخافتني بشدة لما فيها من الترهيب العظيم لم أستطع ليلتها النوم وأردت لو أهرب أي مكان وأصابني خوف شديد جدا ومبالغ فيه من الله كرهت المشائخ أو حتى أراهم أو أسمعهم ولكنني كنت ما أزال أصلي وأقرأ القرآن وأستغفر من ذنبي
ولكن الاضطرابات لم تهدأ بل ازدادت شدة وخصوصا أن بعد ما أخبرت صديقاتي بمشكلتي مع زميلتي فالقاعة فبدؤوا يتهمونني بأنني ضعيفة وأني أصبحت أزعجهم بكثرة اتصالاتي وأنا أردد نفس الموضوع تركتهم لأنها آلمتني كلمة ضعيفة فأصبحت وحيدة لا أجد من أفضفض له بحكم أن أخواتي لا يكلموني ولا يهتموا بمشاكلي فازداد الأمر سوء وأصبح عندي كثير من الأفكار والاضطرابات التي كادت أن تدفعني للجنون حتى أصبحت إذا سمعت أو واجهت أحد به وسواس أو مرض نفسي أتجنبه لأنني أخشى أن أصبح مثله كنت أحس بالألم والوحدة كنت أرى الطالبات يضحكن ويفرحن وأنا أقول في نفسي كيف يضحكون والدنيا تخوف وبشعه وزائلة كنت أصحو كل صباح فأغضب لأنني أتمنى أنني لم أصحو كنت أتمنى الموت ألف مرة كنت مضطربة وأخشى الأمراض النفسية أن تصيبني وكذلك لم أعد أستطيع أن أشاهد الأفلام عالتلفاز التي كانت تعجبني خوفا منها خصوصا إذا احتوت على مشاهد فيها اضطرابات نفسية..
استمرت الاضطرابات والخوف الغير معروف سببه حتى شهر مارس الماضي وهو خوف غير مرتفع الحدة ولكنه غير مريح ثم بدأت أقنع نفسي بأنه لا يوجد شيء مخيف فهدأت قليلا وكنت أبحث عن أي شيء يشتت ذهني ولكن لا فائدة خفت الاضطرابات تدريجيا حتى أصبحت الآن تقريبا 45% وأيضا ماخفف الاضطرابات عندي عودة زميلتي لي التي معي بالقاعة فعادت تضمني وتلمسني من جديد فشعرت بالأمان والراحة ولكن كل ما أتذكر كل مامررت به اضطراب أخاف أن أمر بنفس التجربة مرة أخرى حتى أنني لا أرغب بأن أتعلق بأحد مرة أخرى أبدا خوفا مما سيحدث لو تركني
عذرا على الإطالة ولكن أردت سرد كل التفاصيل حتى يتم تشخيصي بالشكل الدقيق.. أرجو منكم المساعدة وهل أحتاج إلى طبيب يستخدم معي علاج سلوكي معرفي لأني لا أرغب أبدا بتناول العقاقير.. ولماذا يحدث معي هكذا
وللعلم عمري 25 ونصف وزني 69 طولي 165 عزباء لم تنجح أي خطوبة معي أقول ذلك حتى لا يتبادر للذهن بأنني شاذة جنسيا فأنا أرغب الرجال حتما لكن أحتاج الاهتمام من أي أحد مهما كلف الأمر
علاقتي بوالدي جيدة.. ولكن علاقة والدي بعضهم ببعض ليست جيدة أبدا حتى أنهم لا يلقون السلام على بعضهم أبدا ويرغبون بشدة البقاء بعيدا عن بعضهم..
أبي يعيش في دور مستقل لوحده ونحن بدور منفصل مع أمي في نفس المنزل
12/06/2014
رد المستشار
آه يا ابنتي، آخر ما كتبتيه هو أول خيط للرد على ما تعانيه؛ فتمام الصحة النفسية يتطلب تأكد الابن يقينا من حب والديه بعضهما البعض ثم حبهما له بلا أي ثمن يقدم منه لينال هذا الحب؛ فحب الأبوان لأولادهم حب لا يرتبط بشكله، ولا خفة ظله، ولا تفوقه، ولا طاعته.. إلخ؛ ..حب غير مشروط، وهذا ما لم يحدث معك ولا أظنه حدث مع باقي إخوتك؛ وهذا جعلك في حالة تسول شديدة لمشاعر القبول والحب والاهتمام؛ للدرجة التي جعلتك تخطئين في حق نفسك وفي حق الله تعالى قبل نفسك؛
فترفضين علاقة مع شاب لا تتأكدي من جدية رغبته في الارتباط ولكن تبيحي لنفسك شذوذ في المشاعر، وشذوذ في التلامس، ومشاهدة أفلام حرام!؛ فوقعت بجدارة في اضطراب يعرف باضطراب التعلق وهو اضطراب يتصور صاحبه أنه يعني الحب، ولكنه ليس كذلك فاضطراب مشاعرك واستقبالك للأحداث يجعلك ترتبكين في تصنيف الأمور؛ ويمكنك القراءة المستفيضة على موقعنا بالبحث عن اضطراب التعلق، وكذلك أثر مناخ أسرتك سواء كان حقيقي فعلا كما ذكرت، أو متصورا، أو مبالغا فيه؛
جعلك شخصية قلقة صاحبة تفكير خرافي؛ فالقلق تعرفينه جيدا، أما التفكير الخرافي فهو تعبير عن الشخصيات الإيحائية؛ والتي تتأثر بالإيحاءات، والإشاعات، وغيره من الأحداث دون تفكير يحلل وينقد ليفهم فعلا ما يحدث، فكلمات من زميلة في تليفون تربكك رغم تفوقك، ومشاهدة أفلام ترهبك، ونظرات تستوقفك.... إلخ،
وكذلك التفكير الذي يكبر أمور ويصغر أمور أخرى، والتفكير الذي يجعلك دوما على أقصى الحواف فإما الشخص جيد جدا وقريب، أو سيء ويؤلمك، وكان من الطبيعي أن ينولك بعض الوساوس ودرجة محترمة من الاكتئاب؛ ولكن رغم ما يبدو من حديثي من وجود اضطرابات نفسية لديك تعيقك عن مواصلة حياتك بشكل مريح؛ إلا أنك صاحبة عزيمة في مواضع أخرى أعجب لها، وأعجب بها وتجعلني متفائلة بقدرتك على التعافي والشفاء إن شاء الله؛ فعزمك الدراسي وتفوقك فيه دليل، وتحملك احباطات متعددة مستمرة سواء حقيقية أو بسببك دون أن تعي دليل، ورغبتك في رضاء الله تعالى دليل؛
فلتكفي عن تجرع مرارات أخذت من نفسك وطاقتك وذهنك الكثير والكثير، ولو توفرت لتكون في مكانها الصحيح ستصبحين شخصية أخرى. رائعة مميزة واعدة، وتقترب جدا من حقيقتك القوية الجميلة؛ فلتتواصلي مع طبيب، أو معالج نفسي يعالج كما ذكرت أيتها المثقفة الجميلة بالعلاج الشامل في الأفكار، والسلوك، والتفريغ النفسي، وبعض الأدوية المعينة، ولا تترددي ثواني في تلك الخطوة أبدا.... وأكملي مسيرة العلاج وإن طالت، أو احتاجت منك لجهد وكد؛ فأنت لها، فأفكارك عن نفسك وعن الحياة وعن الحب وعن العلاقات تحتاج لجهد، ومجاهدة وساوسك وإيحاءاتك وغيره ستحتاج لجهد وكد.. هيا وأخبرينا بالتطورات.
واقرئي أيضا:
كنت في غربة.... كيف أكون صداقات