اكتئاب ناتج عن غيرة حادة
أولا أنا شاب ليس لي أي اختلاط مع البنات ولم يكن لي أي تجارب مع أي بنت من قبل ولا حتى صداقة، ولا أعتبر شخص وسيم وليس في شيء ملفت، لا أدخن ولا أتعاطى أي نوع من الأدوية لم أستشر أي طبيب سابق ولم أتلقى أي نوع علاج وعلاقتي مع أهلي جيدة ولكن لم أستطع إدخالهم في المشكلة للحرج ولعدم ثقتي في تصرفهم وتقبلهم لمشكلتي أنا لست بشخصية جيدة في فتح الأحاديث ولكني اجتماعي مع الذكور بشكل جيد جدا ولكني أخاف النساء ولم أتعامل معهم أبدا
بدأت مشكلتي منذ عامين حين تعرفت على فتاة على سبيل الصدفة في جامعتي أصغر مني بثلاث أعوام وكان الغرض مساعدتها في الجامعه لأنها كانت جديدة ومع الوقت أصبحنا أصدقاء وصارحتني في يوم أن لديها ميول لأحد أصدقائي وأنها تريد مساعدتي للتعرف عليه تقبلت الوضع وحاولت بكل ما أستطيع أن أساعدها لكن للأسف لم يكن صديقي يتقبلها، وكان هذا سبب ضغط شديد علي بسبب أن معاملتها اختلفت تماما وكانت تضغط علي بشدة لمحاولة تغيير رأي صديقي فيها حتى وصل الأمر للإهانات ولأني كنت معجب بها لم أنسحب من الصداقة، مع الوقت بدأت تظهر عندي مشاعر تجاهها ولكنها لم تتقبلها أبدا ورفضت تماما عندما صارحتها وكان رأيها أن نكون أصدقاء فقط وتركتني لمدة شهر ثم عادت لنكون أصدقاء ليعود الوضع كما كان ويتكرر الضغط من جديد ولم أستطع منع مشاعري لها ...
مع الوقت ظهر صديق جديد لها بنفس عمرها ونفس قسمها بالجامعه وبدأ يظهر لها المشاعر أيضا ولكنها لم ترفض مشاعره ولكنها رفضت أن تكون في الوقت الحالي وأخبرتني أن من تريدة سوف يكون واحد منهما فقط ورغم شعوري لم يمنعني ذلك من التمسك بها ومحاولاتي اليائسة للفت نظرها باهتمامي الشديد بها وهي تمسكت بي كصديق وأنها تريدني كصديق مقرب لها لا أكثر وتتمسك بذلك وهنا بدأت مشكلتي لم أستطع التخلص من معاملتها السيئة والصعبة ولم أستطع الانسحاب والامتناع عنها
وحاولت بكل الوسائل أن أثبت اهتمامي الشديد بها بأفعال شديدة الغرابة حتى وصل أني فقدت كرامتي بشكل كامل ولم أستطع الانسحاب لتعلقي بها وخوفي أيضا ولم أستطع تغير طبعها وتطور الوضع ليصبح إدمان ولم أستطع إيقاف غيرتي لأنها أصبحت صديقة مقربة لزميلها وتطور الوضع لضعف في الطعام اكتئاب حاد وتربص يدوم طول اليوم وانشغال عقلي تام ومتابعة لكل شيء يخصها وكوابيس متكررة وحالات استيقاظ مع هلع ولم أستطع منع نفسي من التقرب أكثر حتى عند شعوري بخطورة الوضع وأن الاكتئاب أصابني بمرض ضغط الدم
ولم أكن أعلم لماذا تم رفضي، ولهذا كنت أضغط في كل وقت محاولا ارضائها بأي شكل كان ولكن كان الوضع يأتي بنتائج عكسية لم أفكر في الانتحار لأني متدين ولكن إحساسي وقلقي الشديد وألم في المعدة كان يسيطر علي طول اليوم والوضع يزداد سوءا لأنه بدأ يسيطر علي طلبي
أريد أن أعرف ما عليا فعله وكيف يمكنني قتل غيرتي؟
وهل يوجد أي علاج سواء دواء أونصيحه لمنع اكتئابي أو إحساسي بالغيرة والتطفل عليها؟
26/06/2014
رد المستشار
نعم هناك حل بالطبع، ولكنه ليس دوائي، ولكنه علاجا يخص وعيك وتفكيرك؛ فما تتحدث عنه ليس حبا على الاطلاق! هل صدمت؟ أم ترفض تصديق ذلك؟ فلتحتفظ بعقلانيتك التي كتبت بها سطورك لنا، وجنب المشاعر حتى انتهي من كلامي؛ فالحب يتواجد من الأصل بالتبادل؛ أما حب من طرف واحد، وحب شخصين في نفس الوقت، فهو "الخبل" بعينه!
فالحب مشاعر تجد طريقا بين اثنين بلا حسابات، بلا سبب؛ تظل تنمو وتتراكم بالرعاية من الطرفين، وفيها تنضج مسئولية الطرفين تجاه إتمام العلاقة، وتجاه الحبيب؛ فالحب مشاعر متبادلة مسؤولة مستبصرة، فيها نرى عيوب وتقصير من نحب قبل مميزاته، وفيها جهد متبادل لتقبل اختلافه وإسعاده ،والحب الحقيقي فيه حرية ومساحة للتصرف بخصوصية، وفيه تكامل وتناغم بلا ذوبان، الحب يحتمل وجود آخرين في حياة من نحب في مساحات حب أخرى كالصداقة والقرابة والجمال والحياة... إلخ
ويظل حب من يحبنا كشريك للحياة مساحة لنا فقط بكيفية لنا فقط لا تتداخل ولا تتشابك معها مشاعر حب أخرى طبيعية كالصداقة وغيره، والحب يتحمل الفراق!! نعم يكون الفراق مؤلم جدا وموجع، ولكن بمرور الوقت ومعالجة الأمر يتمكن الطرفين من إكمال مسار حياتهما بشكل طبيعي ولو بعد فترة؛ فحين يكون من طرف واحد؛ فهو استنزاف للمشاعر وليس حبا، أو مرضا نفسيا تقنع بقناع الحب من الخارج وهو في الحقيقة مرض!
فانظر معي ما حدث معك..أنت شاب لم تتعامل مع فتيات من قبل! ومن الطبيعي جدا أن لديك احتياج لأن تحب وتتحب، وأن يكون لديك رغبة جنسية؛ فهذا خلق الله وفطرته لنا؛ ولكنك عطلت التعامل الطبيعي الخارج عن سياق احتياج المشاعر والجنس في حياتك من الأساس... فكان أول لقاء مع فتاة مختلط عليك! فالاحتياج للحب، الرغبة الجنسية اختلطت بالتعامل الطبيعي مع الأنثى العادية فكان ما حدث! وهذا يفسر عدم استقامة تفاصيل علاقتك بها مع الحب الحقيقي؛ فتقبل الذل، تقبل الرفض، تقبل الاستغلال، تقبل الوساطه لعرض رغبتها في التعرف على شاب آخر!! ـ وبالمناسبة هي أيضا لا تحب أحد منكم أنتم الثلاثة ـ فهي متخبطة وغير ناضجة -
أما أنت فقد وقعت في فخ"التعلق"بجدارة، ووقعت في فخ "هوس الحب" بجدارة؛ فهناك اضطرابان مشهوران أحدهما اسمه "اضطراب التعلق" والآخر اسمه اضطراب"هوس الحب".... والتعلق يأخذ شكلا خارجيا وكأنه حب؛ ولكن حقيقته أن الشخص يقع تحت سيطرة التملك للطرف التاني والرغبة الشديدة في الاستحواذ على وقت وعقل ومشاعر من تعلق به، وتكون العلاقة علاقة موت وحياة وليس حبا يتنفس الراحة والحرية ويسبب السعادة للطرفين؛ فغياب الطرف الثاني يشكل خطر الموت لو اختفى! وهذا ما يفسر قلقك الذي تخطى المساحة المقبولة ويترجم الآن في كوابيس وتوتر واستثارة للغضب سريعة!
وكذلك يتطور من تعلق مرضي محض لا علاقة له بالحب لهوس الملاحقة والتربص للطرف التاني فأين حقيقة الحب هنا؟ إنه المرض يابني وليس الحب؛ ضع بجانب ذلك كله أنك ترى نفسك عاديا، لا يميزك شيء، لا في الملامح ولا الشخصية ولا شيء، وضع كذلك علاقتك الباهتة السطحية مع أسرتك والتي لا تثق فيها ولا تأتمنها على معاناتك ولا مشاعرك التي تكاد تقتلك!
قلت لك كل ذلك؛ لأن فهم وتفسير ما يحدث لنا نصف العلاج إن أردت بصدق العلاج، ويبقى أن تقف واقفة جادة فيها رجولة مع نفسك لتداوي ما بك من احتياجات وتصحيح أفكار تخصك وتخص الحياة والعلاقة مع الجنس الآخر ليتم الشفاء وتستقر، فهل ستنوي الانتباه من مرقدك هذا، أم ستتلذذ بمساحة المعاناة والتذلل لأنها الأريح وهي ما اعتدت عليه؟؟ أم ستترك نفسك تتحول لشخصية مازوخية لا تتمكن من استقامة مشوار حياتها إلا بالتعرض للإهانة، والذل ومشاعر القهر في العمل والعلاقات وربما الجنس فيما بعد؟؟ فالقرار قرارك وحدك... وحين تقرر الشفاء ..تواصل معنا لنكمل المشوار سويا؛ فتفخر بمروءتك تجاه نفسك ومسؤولية إنضاجها... ننتظرك.