لا أعرف نفسي من أكون
بسم الله الرحمن الرحيم، في الحقيقة هذه أول مرة أكتب استشارة أو أطرح مشكلتي. قبل لن أكتب مشكلتي النفسية أرجو أن تردوا علي وتعطوني تشخيص لأني إن صح التعبير أنا في هذه الفترة شخص ضائع في الظلام حياتي تتهاوى تسقط إلى الهاوية برغم أن لا تجربة لي في الحياة.
أنا ولد عمري 18سنة أدرس في الصف 2 ثانوي كنت قبل أن أصل إلى هذه المرحلة العمرية أي في سن 13 14 15 16 كنت شخص عادي أعيش حياة طبية عادية. عندي الكثير من الأصحاب في المدرسة أي شخص عادي أو أفضل من العادي كنت مستمتعا بالحياة لأني كنت في المكانة التي يتمنى الجميع أن يصل إليها لأني ولد جميل وسيم لديه شخصية مشرقة ويحبه الجميع العائلة الأصحاب الأقارب ودائما ما يمدحني الجميع. في عائلتي الأكبر بين إخوتي أي أنا الشخص المميز والذي يتمتع بكل الحقوق أكثر من الجميع ببساطة كنت محظوظا وكل هذا كان في سن قبل مرحلة المراهقة أي قبل سن 16سنة.
إذن تواصلت حياتي هكذا إلى أن وصلت سن 16 كنت في السنة الأخيرة من المرحلة المتوسطة في 2012 كانت هذه السنة من أفضل سنوات حياتي كنت في بداية سن المراهقة أي أني بدأت أتخذ موضوعا لحياتي أو إن صح التعبير قالبا لحياتي كانت تلك الفترة جميلة جدا لدرجة أني بدأت بتفوق في دراستي مع العلم أني لم أكن آبه بدراسة ولا أركز فيها أبدا من قبل ولكن في تلك المرحلة كانت كأن جميع الأبواب انفتحت وهي تبشرني بمستقبل باهر لحياتي ينتظرني. كنت في تلك المرحلة شابا وسيما دائما ما تمدحنني الفتيات ويردن التقرب مني وكذلك أصدقائي يمدحونني ويقولون لي أنت محظوظ جدا لأنك وسيم وتحصل على كل شيء. بدأت في تلك السنة بتكوين شعبية أي أصبح لدي الكثير من الأصدقاء في المدرسة وفي كامل محيط الاجتماعي وتحسنت ثقتي بنفسي أصبحت لا أخشى المواجهة من أحد بل أخوض معه نزاع وأفوز.
إذن أنا شخص مميز وواثق من نفسه ولم أتصور يوما أن يكون هناك وضع أفضل مما كنت فيه في تلك المرحلة حياة مستقرة ومتوازنة وجميلة.
إذن مختصر هذه المرحلة 16 سنة أن حياتي جميلة ولها مستقبل واعد وجميل.
أكملت السنة الأخيرة من المرحلة المتوسطة وتمكنت من اجتيازها بنجاح في ذلك الزمن كانت هناك مشاكل وخلفات في عائلتي كانت موجودة من قبل لكنها خفيفة ولا تؤثر في وفي حياتي أبدا ولكن في صيف 2013 قبل أن أبدأ في الدراسة في المرحلة الأولى في الثانوية ازدادت المشاكل العائلية كثيرا ولكني استطعت أن أتجاهلها.
وفي تلك الفترة 17 سنة بدأت المعناة تغيرت شخصيتي سلوكي كثيرا لا أدري إن كان سببه المشاكل العائلية كانت تلك الفترة بداية لسن البلوغ كنت أعرف أنني سوف أزداد طولا ويتغير صوتي وكل التغيرات التي ستحصل علي ولكن أكثر شيء لم يعجبني بداية تغير شكلي ووجهي فلقد كنت متعودا على شكلي السابق الذي كان يعجبني لأني كنت وسيم ولكن لم أضع هذه المشكلة في ذهني كثيرا لأني أعرف أني مازلت وسيم.
انتهى الصيف وبدأت أدرس في المرحلة الأولى من الثانوية لاحظت أن ثقتي الخارقة بنفسي بدأت بالانخفاض كثيرا عما كانت عليه وشخصيتي الجذابة بدأت تتخلى عني شيئا فشيئا لم أعد شخصا مميزا كما أن شكلي تغير كثيرا وملامح وجهي تغيرت أيضا أصبحت ملامح شاب كبير ولم أكن معتادا عليها بصراحة نقصت نسبة جمالي إلى النصف وهذا ما سبب لي كما أسميه أنا زلزال في حياتي حيث كنت شخص واثق من نفسه ولديه شخصية اللي شخص منقسم بين الجديد والقديم لا أستطيع أن أجد موضوعا جديدا لنفسي حاولت وحاولت ولكني لم أستطع أن أعرف من أنا. تعرضت في تلك السنة إلى العديد من المشاكل من أصدقائي لأنهم وجدوا أني أصبحت غير واثق من نفسي فبدأت المشاكل والافتزازات تقلقني أصبحت شخصا عصبيا أغضب من كل شيء وأميل إلى العنف أحيانا لقد تغيرت وتغيرت شخصيتي وتغير كل شيء لم أعد أعرف من أنا وكأني ضائع بين عالمين أبحث عن نفسي ولكن لا أجدها مهما بحثت.
بدأت بالعزلة والابتعاد والميل إلى نفسي خسرت أغلب أصدقائي المقربين الذين أمضيت معهم أجمل الأيام والسنين وكأنهم أصبحوا لا يعرفونني ولم يعرفونني من قبل كيف كنت معهم فأحيانا أكلم أصدقائي فأحس أني لست أنا من يتكلم لست الشخصية التي تعودت عليها.
الآن أنا لم أعد أتحدث إلى أحد أبقى في غرفتي أعيش عالم من خيالي أبقى كامل اليوم في الغرفة على أجهزة الكمبيوتر غارق في الخيال لا أعرف من أكون وأكني شخص لا يملك شخصية قد برمج عليها وليستعملها في حياته أنا غارق في الظلام تخلي عني الجميع ولا أكلم أحد حتى عائلتي لا أذكر آخر مرة كلمتهم وحاورتهم فيها ببساطة تخلت عني شخصيتي الحذابة القديمة أحس أحيانا أن شخصيتي كانت مبنية على شكلي فإن كان شكلي وسيم كانت شخصية جذابة.
وهذا ما جعلني أعاني أرجوكم ساعدوني لأعرف ما أصابني أقسم أني أشعر أن الأرض انفتحت وبلعتني لأسقط في الظلام وأهوى أنا الآن أعيش في عالم من الخيال أبقى أكثر من أسبوعين لا أخرج من المنزل وكأنه يوجد عالمان عالم خارجي حقيقي وعالم من نسج خيالي حياتي انقلبت 180 درجة لم أكن أتوقع أن يحدث هذا لي أبدا لأني لا أقبل ولن أتقبل هذا الوضع المزري
أنا شخص مميز وسأبقى مميزا
أرجوكم ساعدوني
12/09/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالتوفيق.
يمكن تلخيص استشارتك بحدوث تغيير في السلوك والشخصية بعد دخول النصف الثاني من عمر المراهقة. صاحب هذا التغيير ظروف عائلية قررت عدم المشاركة بها ولذلك من الصعب على أي مستشار الحكم على أهمية هذه العوامل لتفسير حالتك النفسية. التغيير الذي تشير إليه في رسالتك هو عدم قبولك بتغير شكلك وضياع وساومتك التي بنيت عليها ما تسميه شخصية مميزة وجذابة.
في هذه المرحلة يمكن تفسير محتوى رسالتك المشحونة بعبارات نرجسية كما يلي:
1 - اقتناعك بقوة شخصيتك وجاذبيتك كان مجرد وهام لا أساس له من الصحة إلا في تفكيرك حيث تشير إلى ميلك للعنف تدريجياً وبالتالي تخلي الأصحاب عنك.
2 - لم يصاحب عملية النضوج الجسدي عملية نضوج فكري وعاطفي. الغالبية العظمى من المراهقين والمراهقات يسعدهم هجر الصفات الجسدية الطفولية واكتساب صفات جسدية للبالغين. نهاية رسالتك توضح هذه النزعة النرجسية في شخصيتك في الوقت الحاضر وعدم قبولك بالوضع المزري وإصرارك على البقاء مميزاً. رغم كل ذلك فإن محتوى رسالتك يبعث على القلق ويدفع الطبيب النفسي إلى التفكير بما يلي:
أ - وجود مرض عضوي يتعلق بالهورمونات أدى إلى حدوث تغيير غير طبيعي في شكل المريض. لم تذكر ما هو الذي لا يعجبك في مظهرك الآن ولا أستطيع الخوض في هذا الأمر ولكني أستبعده.
ب - الاحتمال الثاني هو بداية مرحلة عملية ذهانية وخاصة الفصام. قد ينظر الطبيب النفسي إلى تصريحاتك وأفكارك بأنها مجرد وهام وتفاعلك مع هذه الأفكار كان اعتزال الناس. تفكيرك لا يمكن وصفه بالناضج ويبدو أن عملية النضوج قد توقفت بسبب العملية الذهانية.
3 - الاحتمال الثالث هو إصابتك باضطراب وجداني وحالتك الوجدانية خليط من الاكتئاب والهوس. هذا الإحساس بالشعور بالعظمة قد يكون مصدره الاضطراب الوجداني بحد ذاته.
4 - الاحتمال الرابع هو ولادة شخصية نرجسية وإصابتك باضطراب الشخصية النرجسية.
التوصيات:
• الاحتمالات الأربعة أعلاه واردة وإن كنت أميل أولاً إلى التحقيق في الاحتمال الثاني والثالث وعلاجهما.
• الاحتمال الرابع قد يكون مرحلياً وربما ستسعى إلى الخروج من زنزانتك وتطوير نفسك. تجنبت ظروف العائلة سابقاً واليوم تتجنب الدنيا بأسرها.
• خير ما يمكن أن تفعله مراجعة أخصائي في الطب النفسي.
وفقك الله.