تائهة وأشعر بالجنون
أعتذر إن أطلت عليكم فأنا أفكاري لم يسمعها أحد منذ سنين وأشعر أني لا أستطيع السيطرة على حياتي.
في البداية .. أنا طالبة في السنة الثانية، منذ حوالي 5 سنين أصبت بأحد الأورام وبفضل الله شفيت منه، وكان قلبي مفعما بالأمل والحب، وبعد الشفاء أحببت شخصا كان حب مراهقة، ولا أنكر أنه هو من ساندني بعد الشفاء حيث أني شخصية كتومة جدا ولا أتكلم مع أهلي كثيرا عن حياتي الخاصة أشعر أنهم لا يفهموني جيدا فبرغم من خوفهم يعبرون عنه بطريقة التحذير والتهديد؛ ولذلك بعد عدة محاولات بدأت أنسحب لكن والدي وإخوتي يحبونني كثيرا.
وأيضا وقتها خسرت أقرب أصدقائي ظلما فلم تختارني بالطبع، حب المراهقة لم يكتمل وتركني ولم أحبط بل كنت مفعمة بالحب وأشعر أني ساندته في ظروفه كثيرا لم أحزن كثيرا ولكن ما أحزنني أني أصبحت وحيدة وبعد سنة أخري أحببت شخص آخر وعشت معه سنة من الحب الجميل ولكن لا تكتمل بسبب أعز صديقاتي والتي تركني من أجلها وهي قبلت وبررت ذلك وباعت كل الأيام، وأصبحت أنا وحيدة من جديد، لكن كان مدرسي يعرفني كثيرا ويفهمني جدا ولكن كان غرضه آخر .. أرجو أن يكون وصل مقصدي ولذلك كان عندي قليل من الأمل أن تعود أيامي أجمل.
وظللت أدعي الله أن يرجع لي حبيبي وبالفعل عاد وترك صديقتي وندم علي ما فعله وكنت أشعر بالتقصير لأني لم أحافظ عليه وبعد أن رجعنا تركني لأتفه الأسباب بل وأهانني، ومنذ وقتها أنا لا أؤمن بالحب ولا أئتمن بشرا، ولا أري رجل يصلح لي كحبيب أري الدنيا سوداء وأتمني الموت كل يوم .. فكرت بالانتحار ولا يمنعني غير أنه حرام.
في عامي الأول بالجامعة أحبني شخص وأنا لم أستطع لتجاربي لكن تطور الأمر فهو يحبني كثيراااا، ومستعد لعمل أي شىء لإسعادي لكني لم أعد أشعر بفطرة الحب كأني جسد خاوي وأحبني صديقه وكلنا من نفس البلد والآن تكثر المشاكل وتضغط علي، وأنا لا أعرف أحب من؟ فقد اعترفت للأول أني أحبه وأحاول أن أتخيل نفسي كباقي البنات تحب وتتزوج لكني لا أستطع ذلك كيف أتصرف معهم أشعر؟ أني سيئة لأنهم يحبوني كل هذا الحب وأنا أعذبهم وتكثر المشاكل.
وصديقي الأول يأمرني بانقطاع مع صديقه لا أخفي عند دخولي الجامعة أعجبت بزميل لن يعرفني حتي أو يعرف ذلك وأعلل ذلك أني أهرب من حب صديقي ولا أواجه الأمر هل هذه أوهام؟ دلني ماذا أفعل؟
لقد انتابتني الوساوس من قريب أصبحت أشك في كل شيء أقوله لنفسي، وأصبحت أشكك في عقيدتي، أشتم دائما عند الصلاة في عقلي لكن أحاول منع ذلك، أخشي أن أكون خسرت الدنيا والآخرة، فقد فقدت الأمل أن الله عز وجل يحبني، حتى أصدقائي لم يعودوا يتحملوني، أشك في كل شيء .. في نفسي وأنا من عائلة منغلقة ماذا أفعل؟ أنا غارقة في المشاكل.
23/10/2014
رد المستشار
الحمد لله أنك أخيرا طرقت بابا حقيقيا وسليما لأول مرة في حياتك بعد طول تيه وخبط على أبواب خاطئة!، وقد أعذرك قبل إرسالك لنا بأن نوعية التربية التي تحمل التهديد والوعيد والانغلاق عن الناس والحياة هي ما سببت ذلك التيه، ولكن بعد قراءتك للإجابة لن أتمكن من إعطائك عذرا مرة أخرى.
فانغلاق الحياة من حولك، وعدم وجود متنفس طبيعي ومنضبط، مع وجود درجات التحذير التي تتطور لتهديد ووعيد وتخويف جعلتك مفتقدة من يسمعك، ومن يفهمك، ومن يقبلك كما أنت بكل ما فيك، فكان الاحتياج الشديد هو سبب لتلك التجارب المختلفة الفائتة؛ فلم تكن قصص حب بقدر ما كانت قصة احتياج؛ فالحب يعني تبادل واهتمام واحترام والتقاء روحين بتناغم واتساق؛ فلا يجوز أن نطلق كلمة حب على وقت المراهقة إلا في حالات شديدة الندرة، ولا يطلق الحب على علاقة فيها خيانة وشجار وهجر لأسباب تافهة، ولا تتمكن الأنثى أن تحب رجلين في نفس الوقت!؛ فالحب تكامل وليس صراعا ولا خطفا ولا مكانا للهروب والشكوى، وكذلك فعلت نفس البيئة ما تشكين منه من وساوس.
فالوساوس ليس المقصود بها وساوس الشيطان، ولكنها أفكار تقتحم رأس صاحبها وتظل في حالة من "الزن" عليه وكلما حاول صاحبها مقاومتها زادت شراسة، وهي تظهر وتجد لها مكانا مريحا في البيئة التي تتسم بالمحاسبة والتهديد من التقصير، أو الخطأ وأسباب أخرى نفسية وجينية، لذا فلتغلقي كل الملفات المفتوحة الآن لأنها هراء وزيف، ولتبدئي بالملف الصحيح وهو "أنت"؛ فلتتعرفي على نفسك وعلى احتياجاتك وانتظري حتى تتقربي من نفسك جيدا لتتمكني من التعامل مع احتياجاتك بشكل صحي وسليم؛ فتتمكني من معرفة نفسك ومعرفة مشكلاتك، ومعرفة ما تحتاجينه لتتمكني من الحب الصحيح السليم الذي لا تتعاملين معه وكأنه طفل تائه تبحثين عنه، أو ملجأ تحتمين فيه من وحدتك، أو أذن كبيرة تسمعك.. والأفضل أن تتواصلي مع متخصص نفسي يعالج خارج دائرة الدواء.
واقرئي أيضا:
قصة حب
ما تشعرين به أمر طبيعي
ومات الحب ابن 19 سنة!
حب في دائرة مفرغة
عن الحب يسألون!
أنا أحب لؤي وأمير يحبني!!
إنت عارف قبلا معنى الحب إيه؟؟