العلاقة الجنسية مع زوجي
الصلاة والسلام على رسولنا الكريم، تحية طيبه وبعد؛
أنا زوجة منذ 14سنة وأعاني من العلاقة الجنسية مع زوجي فهو عنده مشكلة في الانتصاب مع أنني أم لأربعة أطفال ولكن جميعهم كانوا بالمصادفة البحتة لأن أنا وزوجي لا نلتقي إلا كل 3شهور أو 4وأحيانا 9أشهر لأنه غير ميال إلى هذه العملية وينتهز أي فرصة للمشاكل بيننا حتى لا يمارس الجنس معي.
وأنا بصراحة كنت في البداية أخجل أن أشتكي من هذا الموضوع إلى أن أتى علي واشتكيت إلى أمي وحماتي ولكن رد الفعل عند حماتي كان عنيفا، حيث إنها وبختني بشدة وقالت إن ابنها ليس به عيب وأن ليس من اللائق بي كفتاة محترمة أن أشتكي من هذه الموضوع وأنا منذ ذلك الوقت أعاني وتكاد تكون الممارسات التي كانت بيننا تعد على الأصابع.
وأخيرا منذ أول العام الجديد وزوجي لم يحاول الاقتراب مني بسبب أنه يتناول عقاقير للضغط العالي وقال لي بعد مشادة حادة كادت تصل إلى الطلاق أن هذا من تأثير العقار عليه وأنا منذ تلك اللحظة أرفض أن يقترب مني مع أنه غير نوع الدواء.
وللأسف أنا لا أشعر بأي لذة عند أداء هذه العملية لأن في كل مرة لا أصل معه إلى النشوة لأنه يعاني من سرعة قذف مع البطء في الانتصاب وحتى يكمل العملية يجب أن يستعمل يده حتى أشعر باللذة ولا أفضح أمره كما فعلت من قبل وكثيرا قلت له أن يذهب إلى طبيب حتى يعطي له الحل ولكنه رفض وذهب مرة واحدة في بداية الزواج يعني بعد ستة أشهر من الزواج وكنت حاملا في ابني الأول وقال له أنه إنسان خامل ويحتاج إلى بعض الرياضة حتى ينشط جسمه وبالتالي هذا العضو أيضا ولكنه لم يفعل لأنه لا يحب الرياضة ويحب فقط المشاهدة أمام التليفزيون.
أنا فعلا أفكر في الطلاق وكثيرا ما أقول لنفسي الصبر من أجل الأولاد ولكن أنا لا أتحمل أن أكون في المنزل فقط لرعايته هو والأطفال فقط وكثيرا ما أفكر في العادة السرية ولكن الدين يحرم ذلك فأتراجع عن هذه الفكرة.
هذه العملية تسبب لي كثيرا من المشاكل لدرجة أن حياتنا دائما في خلاف وهو لا يتعظ ولا يهتم.
أرجو من سيادتكم أن تدلوني على الحل السليم.
ولكم جزيل الشكر.
رد المستشار
الأخت العزيزة، أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، مشكلتك في حقيقة الأمر جديرةٌ بالتأمل خاصةً وهي تكشف لنا عن نموذج من الرجال موجود في مجتمعاتنا ونادرا ما يفتضح أمره،وموقفك مع الأسف في منتهى الصعوبة من الناحية الاجتماعية لأن مجرد أن نعرف أن رجلا أنجب أربعة أطفال من زوجته يعني بالنسبة للكثيرين أنه ينفضها نفضا في كل ليلة، أو على الأقل ظل كذلك لفترة طويلة، لكنها إرادة المولى عز وجل أن ينجبَ هذا الرجل الخامل المقل من المتعة الحلال -لأسباب مجهولة ما تزال- من كل مرةٍ يأتي فيها زوجته طفلا سبحان الله!
والحقيقة أن النموذج الذي تصفينه للرجل لم أقابله كثيرا أثناء عملي كطبيب نفسي، وإنما قابلت الزوجات اللاتي كن تشتكين من مثل ما تشتكين أنت منه، ومنهن من كانت تقسم أن الفرق بين عدد مرات الجماع مع زوجها وعدد أولادها لا يزيد عن اثنين وربما واحد ! ومنهن من كان عدد مرات الجماع التي تذكرها ينقص عن عدد أطفالها!!
نعم هناك أمثال زوجك، وعادةً ما يكونون كذلك منذ بداية الزواج ولا يشترط أن يكونَ لديهم ضعف عضوي وإنما يبدو -والله أعلم- أن المشكلة تكمن إما في فكرتهم عن الجنس (فمنهم من يراه قذرا ومنهم من يراه فقط للإنجاب ومكروها لغيره وهذا ضد الإسلام الصحيح)، أو تكمن في وجود خلل ما في توجههم الجنسي،
إلا أن المشكلة الحقيقية هي أن هؤلاء الرجال في مجتمعاتنا لا يشتكونَ ولا يدركون المشكلة بكافة أبعادها وربما لا يفهمون احتياجات الزوجة، وهم بالتالي لا يلجئون للطبيب النفسي إلا في أحوال نادرة ولم أقابل في حياتي العملية من هؤلاء إلا المتماثلون للشفاء من الجنسية المثلية وهم قليل، فكثيرون من هؤلاء يكثرون من الجنس مع الزوجة صونا لأنفسهم من الخيالات المنحرفة.
والمشكلة التي تواجهك في المطالبة بحقك، هي مشكلة المجتمع الغبي الذي ينكرُ واعيا وغير واعٍ أن للمرأة حقا في المطالبة بحقوقها الجنسية على زوجها، ولا يرى معظم الناس أن الأمر يشغل بال امرأة أنجبت أربعة أطفال، نظرة قاصرة نتجت من مقدمات مشوهة وأفكار غير صحيحة عن دور الجنس في حياة الإنسان، ولا علاقة لكل هذا التخلف بالإسلام، فأنت في حقيقة الأمر وغيرك كثيرات ساكتات تتحملن نتيجة ما تراكم من قصور فكري في فقه العلاقة الجنسية في مجتمعاتنا الإسلامية ولعل ذلك ناتجا عن أكثر من مفهوم مغلوط شائع في مجتمعاتنا من أهمهم:
أولا: شهوة المرأة أقل من شهوة الرجل: حيث صورت المرأة على أنها هي الطرف السالب الذي يلبي فقط! وأعتقد -والعلم لله- أنه حدث في عصور النقل وإغفال العقل تشويه للحقائق المتعلقة بالجنس في الإسلام،
فعلى سبيل المثال: نجد الضوء في كتب الفقه والحديث مسلطًا بجلاء على أن المرأة التي تمتنع من زوجها تبيت تلعنها الملائكة، وأن المرأة يجب أن تلبي رغبة زوجها ولو كانت على التنور، والإطناب في أهمية التزين وغير ذلك كثير،
بينما نجد مساحات أخرى في الظل، مثل الموقف الشهير لسيدنا عمر بن الخطاب رضي عندما اشتكت له إحدى الزوجات من غياب زوجها للجهاد، حتى إنه رضوان الله عليه غير نظام الجيش بأكمله وجعل فترة تغيب الزوج لا تطول عن الفترة التي تطيقها الزوجة، ومثل حكاية الزوجة التي جاءت تشتكي هجر زوجها لها وانشغاله عنها بالعبادة فقالت: يا أمير المؤمنين إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل، وأنا أكره أن أشكوه وهو يعمل بطاعة الله عز وجل"، فقال لها: "نعم الزوج زوجك"، فجعلت تكرر قولها ويكرر عليها الجواب، حتى قال له كعب الأسدي: "يا أمير المؤمنين هذه المرأة تشكو زوجها في مباعدته إياها عن فراشه"، فقال له عمر: "كما فهمت كلامها فاقض بينهما"، فطلب كعب زوجها، فأتي به، وقال له: إن امرأتك هذه تشكوك، فقال: هل تشكوني في طعام أوشراب؟!! فقال له كعب: لا،
وقالت المرأة:
يأيها القاضي الحكيم رشده.......ألهى خليلي عن فراشي مسجده
زهده في مضجعي تعبده...........فاقض القضاء، كعب ولا تردده
نهاره وليله ما يرقده.................فلست في أمر النساء أحمده
فقال زوجها:
زهدني في النساء وفي الحجل………....أني امرؤ أذهلني ما نزل
في سورة النحل في السبع الطوال…...وفي كتاب الله تخويف جلل
فقال له كعب:
إن لها عليك حقا يا رجل................يصيبها في أربع لمن عقل
فـأعــطها ذاك.............ودع عـــنك الـعـــلل
ووضح كلامه بقوله: "إن الله عز وجل قد أحل لك من النساء مثنى وثلاث ورباع؛ فلك ثلاثة أيام ولياليهن تعبد فيهن ربك"، فتعجب الفاروق عمر من قدرة كعب على الفهم وعلى القضاء، وولاه قضاء البصرة، وبالطبع لا يمكن فهم كلام كعب على أن يأتي الرجل زوجته على أي وضع سواء نالت وطرها أم لم تنله؟!
وكذلك موقف سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما اشتكت إليه المرأة من زوجها الصوام القوام الذي يتركها تتلظى وحدها في الفراش، ولهذا فإن كثيرا من كتب الفقه والتفسير تحتاج إلى إعادة البناء مرةً أخرى، لوضع الأمور في نصابها وإعطاء كل ذي حق حقه، وإن لم يحدث هذا فستظل حاجة المرأة "تسولاً" وليس "حقًا" يعاقب تاركه، وسيظل إعطاؤها هذا الحق "فضلاً" وليس "واجبًا" مفروضًا على الزوج.
ثانيا: المرأة التي تعلن استمتاعها بالجنس أو رغبتها فيه "قليلة الحياء"!
في نفس الوقت الذي تأثر فيه الفقهاء الناقلون بالعرف السائد في المجتمع كانت المرأة ساكتة دائما أبدا، فلا ترد على من يقول بأن شهوة المرأة أقل من شهوة الرجل، ولا ترد على من يقول أن المطالبة بحقها كأنثى قلة حياء وربما إفشاءً لسر زوجها، وبالتالي فإنه فضلا عن الطبيعة المعقدة للجنس لدى المرأة فإن سكوتها أيضًا يجعلها غير بريئة من تهمة ظلم نفسها، وهناك تداخل في هذه الأطروحة في أذهان الناس بالطبع مع الخجل والحياء إلا أن هذا الحياء أو الخجل ليس هو الحياء المحمود في الإسلام، لأن الحياء الذي يحرم صاحب الحق من حقه مذموم في الإسلام كما بينا من قبل في إجابة: الحياء الشرعي ، والرهاب المرضي !
وتحكي لنا الأخت المستشارة الدكتورة فيروز عمر ما حدث معها عندما سألت أستاذها في الفقه في "معهد الدعاة" منذ سنوات، فتقول: قلت له: لماذا يجب على المرأة أن تستأذن زوجها لصيام النافلة ولا يجب عليه هو أن يستأذنها؟ رغم أن المنطق يفترض العكس، فالرجل ربما يكون متزوجًا بأكثر من واحدة، فإذا صامت إحداهن فالأخريات موجودات، أما المرأة فلها زوج واحد فقط ولا بديل له! ضحك أستاذي، ولمحت في عينيه اتهامًا لي "بقلة الحياء".. ثم تلعثم قليلاً وقال: شهوة الرجل أربعة أضعاف شهوة المرأة!! ولكن ثبت لي -مع مرور الأيام- أن هذه العبارة التي قالها الأستاذ ليست صحيحة على إطلاقها.
إذن فنحن في حاجة إلى كثير من الجهد في تصحيح مفاهيم الناس عن الجنس لدى المرأة وعن الجنس في الإسلام، وهذا أقل القليل مما نحتاج كمجتمع من ناحية تصحيح المفاهيم، وأعود بعد ذلك إلى حالتك أنت لأتساءل أولا عن ما كتبته في خانة العمر وهو 44عاما،
لأن هذه السن وأربعة أولاد تجعل الحديث عن الطلاق أو التفكير فيه ضربا من الجنون، فالمفترض أنك تطلبين الطلاق لأن هذا الزوج لا يلبي احتياجاتك الجسدية والعاطفية، فهل بعد الطلاق سيكونُ البديل متاحا؟
ونحن نعيش في بلدٍ وصل فيه عدد البنات اللاتي ينتظرن الزوج ولا زواج إلى ثمانية ملايين!!! ولله الأمر من قبل ومن بعد، ليس الطلاق حلا إذن.
ثم إن من الواضح يا أختي أن زوجك أصبح أكثر تفهما للموقف بدليل أنه يظل معك إلى أن تصلي إلى الإرجاز حتى ولو بيده فهذا أفضل من ما كان عليه في الماضي، وأفضل من أن تلجئي للاسترجاز(العادة السرية)،
والدين بالمناسبة لا يحرم العادة السرية ببساطة هكذا كما تعتقدين وإنما يجوز اللجوء إليها لإفراغ الشهوة التي لا سبيل لإفراغها بالطريق الطبيعي، كما أنها تجب في حالة منع أو تجنب الوقوع في الزنا، وإنما يحرم الدين اللجوء إلى الاسترجاز لجلب المتعة، بل إنني فوجئت أثناء بحثي في هذه النقطة بالتحديد أن ابن القيم رحمة الله عليه بعد أن أشار إلى حكم الاستمناء ورأي العلماء فيه نقل عن ابن عقيل أنّ أحمد بن حنبل نص على أنه يجوز ذلك عند الضرورة، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء، لأنه قد اتفق العقلاء من أهل الكفر، فضلاً عن العلماء من أهل الإسلام أنّ الضرورات تبيح المحظورات،
ولاحظي هنا أن الوحيد الذي يستطيع تقييم مدى قدرته على التحمل والصبر هو الشخص نفسه، وهو بالطبع مسئول أمام الله الذي هو أعلم منا بنفوسنا وما فيها، بل إن ابن القيم رحمه الله نقل عن ابن عقيل رحمه الله تعالى كلام بعض العلماء في جواز استعمال الإكرنبج (وهو ما يقابل الـDildo) وغيره للمرأة عند الاضطرار، وأردفه بترجيح الحرمة لكون ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل الثابت في السنة الصوم، فقال ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد 4/905 (وإن كانت امرأة لا زوج لها واشتدت غلمتها فقال بعض أصحابنا يجوز لها اتخاذ الأكرنبج وهو شيء يعمل من جلود على صورة الذكر فتستدخله المرأة أو ما أشبه ذلك من قثاء وقرع صغار والصحيح عندي أنه لا يباح لأنّ النبي إنما أرشد صاحب الشهوة إذا عجز عن الزواج إلى الصوم)
ونحن في حالتك أمام متزوجة زوجها حاضر كأنه غائب، ولهذا أرى أن الحل الأصح هو محاولة تخفيف الغضب المتراكم تجاهه داخلك لأنه هو نفسه مسكين، وأنت ليس أمامك خيارات عديدة وهو يبدو مستعدا للتفاهم ولإعطائك ما تحتاجين وإن كان بطريقة مختلفة، وأظن أن اللجوء إن أمكن لأحد الأطباء النفسيين المختصين سيفيدك جدا خاصة إذا أفهمته أنك أنت التي تحتاجين إلى طبيب نفسي، وحاولي في نفس الوقت أن تمدي له يديك لا أن تنفري منه وتفسري حرصه عليك بأنه خوف من أن تفضحيه فهو قد يكونُ مكتئبا وقد... وقد ...، وأنت زوجته وأم أولاده، فلماذا تصدين محاولاته لإرضائك؟
بالنسبة لعقاقير علاج ضغط الدم المرتفع فصحيح أن بعضها يتسببُ في مشكلة العنة في الرجال مثل مجموعة مدرات البول Diuretics وكذلك مجموعة مثبطات البيتا Beta Blockers، وهو صادق في هذه إذن، وقد فاتح طبيبه في ذلك التأثير وغير الأخير له العقار، كل هذه مؤشرات على رغبته في إسعادك فلماذا تتحاملين عليه إلى هذه الدرجة؟
إذن أنصحك بأن تعيدي التفكير في الأمر. كما أنصحك أيضًا بقراءة ما ظهر على صفحتنا استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
الخرس الجنسي لدى الزوجات !
إحدى القوارير تشكو : تجاهل جنسي وخشونة !
إحدى القوارير تشكو : تجاهل جنسي وخشونة ! مشاركة
إحدى القوارير تشكو تجاهل جنسي وخشونة: متابعة
تجاهل جنسي وخشونة.....مشاركة
يتمنعن وهن.... نسخةٌ إليكترونيةٌ لواقعٍ مشوه
العنة : فشل استجابة العضو الذكري
قلق الخصوبة والعنة النفسية
قلق الخصوبة والعنة النفسية متابعة
ضعف الانتصاب وسرعة القذف
القذف المبتسر (اللا إرادي) لا سرعة القذف !
ومن على موقعنا مجانين أيضًا في باب مقالات متنوعة أنصحك بقراءة ما يلي:
مفهوم الإسلام للجنس
دور الجنس في حياتنا
سيكولوجية المرأة
البرود الجنسي في النساء
الماء والنساء ، ماء المرأة في الإرجاز
أزمة منتصف العمر
في الجنس وغيره أخطر مما يسمي
أرجو أن أكونَ قد أفلحت في تغيير موقفك ومفاهيمك سواء عن زوجك أو عن شرع الله القويم، وأسأل الله أن يهديك ويهدينا جميعا سواء السبيل،
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك ولكن من خلال أيقونة أرسل مشكلتك عندما نبدأ في تلقي الأسئلة الجديدة، وأهلا بك.الأخت العزيزة،