الترامادول الملعون: قصة إدمان نموذجية

رد المستشار

الإدمان: هو التعاطي المتكرر لمادة نفسية (عقار) أو مواد نفسية لها القدرة على التفاعل مع الكائن الحي فتحدث إدمان نفسي أو عضوي أو كليهما. أسقط هذا المصطلح واستبدل بمصطلح الاعتماد في عام 1965.
 
 الاعتماد العضوي: هو حالة تكيفية عضوية تكشف عن نفسها بظهور اضطرابات عضوية شديدة في حالة انقطاع وجود مادة نفسية (عقار) معينة أو في حالة معاكسة تأثيرها لتناول عقار مضاد وتعرف هذه الأعراض بأعراض الانسحاب.
 الاعتماد النفسي: موقف يوجد فيه شعور بالرضا مع دافع نفسي يتطلب التعاطي المستمر أو الدوري لمادة نفسية بعينها لاستثارة المتعة أو لتحاشي المتاعب.
 الدوافع والأغراض التي تحرك المتعاطي لطلب المادة النفسية (عقار)
 
 أمثلة:
 • الدافع: قد يكون توترا لمواجهة موقف اجتماعي
 الغرض: هو التغلب على هذا التوتر بالمادة النفسية (عقار) لما تحدثه من أثر نفسي عند المتعاطي
 • الدافع قد يكون هو الشعور بآلام جسمانية
 الغرض: هو تسكين هذه الآلام ولو مؤقتا
 • الدافع: قد يكون هو مجرد الشعور بالسأم والملل أو الضيق
 الغرض: هو الترويج عن النفس
 
 مراحل الإدمان:
 أولاً. مرحلة الاعتياد: وهي الحالة التي تنجم عن الاستهلاك المتكرر لبعض العقاقير المحرضة أو المنبهة.
 ثانياً. مرحلة التحمل: هي الحالة التي يعتاد فيها البدن على آثار العقار السيئة.
 ثالثاً. مرحلة الاعتماد (الإدمان): وهي الحالة التي يخضع فيها المدمن كلياً لسلطة العقار من الناحية البدنية والنفسية والعصبية بحيث تصبح له حاجة مستمرة يؤدي فقدها إلى نتائج وخيمة.
 
 أعراض الاعتماد للمواد النفسية :
 1- وجود تحمل
 أ) وجود احتياج لكميات أكبر من المادة النفسية المتعاطاة للوصول للأثر المطلوب
 ب) انخفاض ملحوظ في الأثر مع استمرار استعمال نفس المقدار من المادة النفسية
 2- وجود أعراض انسحاب
 3- تعاطي المادة بكمية أكبر أو لفترة أطول مما كان الفرد ينوي في البداية.
 4- توجد رغبة حاضرة لتوقف عن أو جهود فاشلة للتحكم في التعاطي المادة النفسية.
 5- قضاء وقت كبير في النشاطات الضرورية للحصول على المادة النفسية أو تعاطيها أو للشفاء من أعراضها
 6- التخلي عن النشاطات الاجتماعية أو الوظيفية بسبب تعاطي المادة النفسية
 7- الاستمرار في تعاطي المادة النفسية (عقار), رغم معرفة المتعاطي أن مشاكله النفسية أو الصحية يغلب أن يكون سببها أو سبب حدوثها تلك المادة النفسية.
 
 أعراض الانسحاب:
 هي مجموعة من الأعراض والعلامات التي تحدث للفرد إثر الانقطاع المفاجئ عن تعاطي مادة نفسية (عقار) معينة أو تخفيف جرعتها على أن يكون الفرد قد تعاطى هذه المادة وقد تكرر ذلك كثيرا واستمر هذا التكرار لفترات طويلة وأو بجرعات كبيرة وتعتبر أعراض الانسحاب دليلا على أنه كانت هناك حالة اعتماد. تسبب المتلازمة النوعية للمادة ضائقة أو اختلالاً مهماً سريرياً في الأداء الاجتماعي أو الوظيفي أو مجالات أخرى هامة.
 
 إذن الإدمان هو مرض مزمن يؤثر على الأداء والعمل والمجتمع، ويصاحبه رغبة قوية واشتياق قهري، وبحث مستمر عن العقار والاستمرار بتعاطيه رغم العواقب السلبية التي يسببها له. وبما أن الرغبة الملحة لاستخدام العقاقير يمكن أن تستمر طوال حياة الفرد، فإن تأثير الإدمان يشمل بالإضافة إلى الرغبة الشديدة بتعاطي العقار طيفا واسعا من اضطرابات السلوك.
 
 وبعد أن كان المرء يتعاطى العقاقير أو المركبات أو المخدرات أو الكحوليات بهدف الدخول في حالة من اللذة والبهجة, يصبح تعاطي هذه المواد هادفاً لإيقاف الأعراض البدنية المزعجة التي يثيرها التوقف عن التعاطي. وهكذا يصبح المرء أسيراً وعبداً للمادة التي اعتاد على تعاطيها ولا يستطيع الفرار منها إلا إذا اتخذت أساليب علاجية معينة لفترة طويلة.
 
 عزيزي .... بهذه المقدمة المتواضعة ... لو حاولت أن تقصها بلغة تخصصك "كمبيوتر" .. قطع, وأن تلصقها.. لصق, لوجدتها طبق الأصل لرسالتك. علاج إدمان الترامادول يمر بثلاث مراحل متتالية أولها سحب مخدر الترامادول ثم مرحلة الطبيب النفساني ثم مرحلة العلاج السلوكي والمعرفي .
 
 عليك أن تتخذ قرارًا صارمًا بالإقلاع، ويجب تنفيذ القرار بشكل جاد صارم. قرارك هو الطريق الفعال للعلاج. التوقف عن الإدمان لي عقار إدماني إما أن يكون عن طريق التدرج، أو التوقف المفاجئ (الطريقة الثانية لأنها فعالة)، ولكن يجب أن تعرف بأن أعراض الانسحاب غالبا ما تظهر مثل القلق، التوتر، اضطراب في النوم، شعور بعدم الراحة، ألم في المفاصل والظهر في أول يوم، إضافة إلى العصبية الشديدة والتشنجات، وقد تصل إلى نوبات الصرع، هذه الأعراض قد تستمر إلى ثلاثة أو أربعة أيام على الأكثر.
 
 لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك علاج (أدوية) للسيطرة على وتخفيف وعلاج أعراض الانسحاب, ويمكن استعمالها تحت إشراف الطبيب المتخصص مثل مسكنات للألم غير إدمانية كمسكن أبيوبروفين في الليل ومضادات الاكتئاب مثل زولوفت.
 
 أنصحك بأن علاج أعراض الانسحاب للترامادول يجب أن يكون تحت إشراف طبيب متخصص. لأن أعراض انسحاب الترامادول خطيرة والدليل أنك حاولت كثيرا ولم تفلح . رغم أن محاولتك مشجعة ومبشرة بأنك فعلا تريد الإقلاع عنه نهائيا. لأن الفكرة ليست فقط التخلص من الأعراض الانسحابية, لأنك تحتاج لتأهيل نفسي وسلوكي ومعرفي لضمان عدم العودة للتعاطي مرة أخرى.
 
 والأمر يكون بسيطا جدا إذا أنت عزمت واتخذت القرار. أنصحك ولو لمرة واحدة أن تستشير أقرب طبيب نفساني متخصص من محل إقامتك وتأكد أنه لن يبخل عليك بالعلاج والمشورة.
 
 واقرأ أيضًا:
 نفسي عضوي تعاطي ضار أو إدمان) Physical dependence

المستشار: أ.د نبيل نعمان