لا أعلم
السلام عليكم ورحمه الله؛
لا أعلم كيف أبدأ فحياتي مشاكل، أنا من الطفولة تعرضت لتحرش من أحد أقاربي بعدها جلست فترة خمس سنوات انطوائية حتى عن أهلي ثم قررت أن أغير حياتي وأن أنسى ما حدث وبالفعل نجحت في ذلك تقريبا فأنا الآن اجتماعية بنسبه 70٪، لكن بدأت أرجع لحالتي القديمة لا أريد أن أرى الناس أو أن أحدثم ولا أريد أن أرى أهلي وأشعر بالحزن والكآبة في الآونة الأخيرة صديقتي التي أعزها أكثر من نفسي ذهبت لتدرس في مكان آخر.
ولي مع صديقتي قصة أيضا توأم روحي بحق تعلم ما بي من دون أن أتحدث حتى هي الوحيدة التي أثق بها في هذا العالم ولكن أريد أن أقبلها حقا أخبرتها بذالك أخبرتي أنها تبادلني نفس الشعور لا أعلم كيف أجتاز حياتي بدونها أريد نصائح وأريد أن أتحدث عن ما بداخلي لا أحد يعلم بأحداث حياتي للأمانة غيرها.
12/04/2015
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
مثلك احترت، كيف أبدأ الرد على عسر مزاجك. يمكننا البدء بالاتفاق أن الحياة سلسلة من المشاكل. إذا سألتني من أين تأتي متعة الحياة أجيبك جازمة أنها تأتي من خلال تجاوز مشاكل الحياة، في كل مرة تجتازين عقبة تشعرين بنشوة الإنجاز والفخر حتى تواجهي المشكلة التالية لتعودي لتشعري بالسرور لتجاوز هذه أيضا. تكرار تجاوز المصاعب والمشاكل يعطيك شعورا بالإنجاز والفخر ويزيد ثقتك بنفسك، ويزيد دافعيتك نحو الحياة. هكذا ترين أن الخطوة الأولى في تجاوز مشكلاتك هو تغيير نظرتك للمشاكل وللحياة بصفة عامة.
الإنسان بطبعه مخلوق اجتماعي، عندما يفقد القدرة على التواصل مع الآخرين، أو يختار أن ينكفئ على نفسه تبدأ معاناته لأنه يخالف طبيعته الأساسية. لا أدري الظروف التي أجبرتك على كتمان معاناتك من حالة التحرش التي تعرضت لها، ومن خلال كتمانك اتهمت الآخرين بالسوء ورفضتيهم ولذا فقدت قدرتك على التفاعل والتواصل معهم، ولكن كما ترين عندما سمحت لنفسك بالاختلاط مع الناس والتعبير عن نفسك كانت لديك الأدوات لإقامة هذا التفاعل، ولمست بنفسك آثاره الإيجابية عليك وعلى استمتاعك بالحياة من خلال صداقتك وارتياحك لمن وصفتها بتوأم روحك.
نتمنى لصديقتك السعادة في مشوارها الدراسي ونحمد الله أن قدر لها البعد عنك لأن اندماجكم وصل إلى نقطة غير صحيحة، وهي ميلك الحسي لها. أوقفي التفكير بهذا الاتجاه واستغفري كلما مر ببالك وذكري نفسك بالعواقب الوخيمة للسير في دروب الشذوذ.
لا تغلقي على نفسك مرة أخرى بل استثمري نجاحك وراحتك مع صديقتك السابقة في بناء صداقات جديدة، ستجدي منهم ما يشغلك عن الاختلاء بمشاعرك السالبة، ويعطيك مزيدا من الثقة في نفسك.
تذكري أنك مسئولة عن سعادتك وتعاستك حسب الطريق التي تختارين في التفكير والتصرف، وأهلا بك دائما على الموقع، جعلنا الله وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.