خلطة شذوذات أو مجرد شهوات!
طلب مساعدة
قمت بإرسال رسالة من أكثر من سنة، ملخصها أنني كنت أعاني من الإدمان الشديد للعادة السرية وإدمان حب الأقدام والتلصص، كنت أمارس العادة عدة مرات يوميا ولم أكن أستطيع الصبر حتى يحدث انتصاب بل وصلت إلى أنني كنت أمارسها سبع مرات يوميا بدون انتصاب بالضغط على جزء معين في القضيب حتى يحدث إنزال.... رغبتي في ممارسة العادة كانت أيضا مرتبطة بالتوتر العصبي وتزداد بشدة أيام الامتحانات أو حدوث مشاكل بالمنزل....
كنت أعتقد أنني سوف أقلع عن العادة بعد الزواج ولكن حدث الآتي: أول ستة أشهر من الزواج كانت إثارتي ضعيفة جدا على زوجتي بالإضافة لضعف الانتصاب وعدم تفاعل جسدي مع الجنس حيث لا تزداد ضربات القلب أو النهجان كما كان يحدث أثناء بداية ممارستي للعادة بالإضافة إلي عدم إحساسي بالعضو الذكري أثناء الممارسة، عدت لمشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية لعدة أشهر وأقلعت عنها بعدها الحمد لله.
مشكلتي أنني لا أعيش حياة جنسية سعيدة حيث أنني لا أشتهي زوجتي ولا يحدث انتصاب قوي إلا بتناول أحد المنشطات مثل "إيريك" و"فياجرا"، مازلت أشتهي أقدام الفتيات ولكن بصورة أقل كثيرا من السابق... قمت بعمل تحاليل شاملة وكانت كلها سليمة والحمد لله ومستوى هرمون التستوستيرون 5.
لا يوجد علاج نفسي سابق ولا مشاكل عائلية حاليا ولا مشاكل عضوية، لا أدخن، أريد معرفة هل يوجد علاج شافي لحالتي؟؟
وهل هذه المشكلة نفسية أم عضوية؟؟
مع العلم أنني لا أستطيع زيارة الطبيب النفسي لشعوري بالإحراج، وأرغب أيضا في شرح الفروق بين المنشطات الجنسية المختلفة وبيان الجرعة السليمة
19/05/2015
رد المستشار
بداية يجب أن نفهم كيف يعمل المخ فيما يتعلق باللذة، حيث يوجد في المخ دوائر عصبية معينة يمثل ما يسمى بنظام اللذة أو المكافأة ( Reward System ) والذي تؤدي استثارته إلى شعور الإنسان باللذة سواء أكانت لذة جنسية أم غير ذلك. والوضع الطبيعي أن تتم استثارة هذا النظام بشكل معقول عند حصول الإنسان على "مكافأة ما"،
ويؤدي ضعف استثارة هذا النظام إلى الشعور بالحزن والاكتئاب، بينما تؤدي استثارة هذا النظام عن طريق مثير معين بشكل أكثر من اللازم (سواء من حيث الكم أو الكيف أي من حيث معدل الاستثارة أو شدتها) إلى أن يتعلق المخ بذلك المثير بشكل مبالغ فيه، وأن يطلب المزيد منه بشكل متكرر، ولا يقف الوضع عند ذلك بل تتزايد الكمية الحرجة اللازمة لاستثارة الجزء المذكور من المخ مع الوقت (بمعنى أن كم الإثارة اللازم للشعور بالمتعة يتزايد باستمرار) حتى يؤدي ذلك إلى إدمان المثير المذكور وتهميش بقية المثيرات التي قد تؤدي إلى استثارة المخ سواء أكانت من نفس نوع المثير المذكور أم من أنواع أخرى،
وفي حالة توقف حدوث المثير أو حتى عدم تزايد كميته بالشكل المطلوب تحدث حالة من التوتر والاكتئاب ولا يستطيع أي مثير آخر إخراج المريض من هذه الحالة لمدة معينة، وهذه الظاهرة الأخيرة تسمى بالانسحاب أو الأعراض الانسحابية. وتسمى العملية بكاملها بالإدمان، ولا تختلف خطوات العملية المذكورة اختلافا كبيرا بين حالات إدمان المخدرات أو إدمان لون معين من الممارسات الجنسية أو حتى إدمان السرقة أو شد الشعر.
ومن هذا الشرح يتضح للسائل السبب الحقيقي وراء ضعف استمتاعه بالعملية الجنسية الطبيعية، وذلك لإدمانه السابق على ممارسات جنسية مبالغ فيها من خلال تكرار مشاهدة الأفلام الإباحية مع تنوع المثيرات الموجودة بها وتفنن القائمين على أدائها في إثارة المشاهدين نظرا لتفرغهم واحترافهم لهذا العمل. وكذلك قدرتهم على تلبية الرغبات المختلفة وغير المعتادة كالتعلق بالأقدام المذكور في السؤال وغير ذلك.
ومن هنا فإننا نطمئن السائل على قدرته الجنسية، ونؤكد مبدئيا أن هذه القدرة في الغالب لم يصبها أي ضعف حقيقي، ثم نطمئنه مرة أخرى بالقول بأنه قد تخطى بالفعل جزءا كبيرا من المشكلة بإقلاعه عن مشاهدة لأفلام الإباحية، ولا ننصحه بتعاطي أي عقارات لتقوية الرغبة الجنسية بل ننصحه بمنع أو تقليل التعرض لأي مثيرات جنسية خارج إطار العملية الجنسية، وعدم الإسراف حتى في هذه الممارسة، بل ممارستها بشكل منتظم من مرة إلى مرتين في الأسبوع فقط، وسوف تعود إليه الاستثارة الطبيعية مع الوقت خلال أشهر من التوقف عن مشاهدة الأفلام بإذن الله تعالى.
ويمكن الاستعانة ببعض مضادات الاكتئاب تحت إشراف أحد المختصين، حيث قد تفيد هذه الأدوية حالته بعلاج أعراض الاكتئاب التي قد تنتج عن الانسحاب (التوقف عن الأفلام) والتي قد تؤدي إلى انتكاسته وعودته إلى مشاهدتها خاصة في حالة التعرض لضغوط نفسية أخرى وبمساعدته على التحكم في شهوته الجنسية على أن يتم تعاطي الجرعة الموصوفة بعد الممارسة الجنسية الطبيعية وليس قبلها حتى لا تؤثر على الانتصاب. كما ننصحه بتعميق علاقته العاطفية والرومانسية بشريكة حياته حيث تقوم هذه العلاقة بالتكامل مع العلاقة الجنسية بتعميق التفاهم الزوجي، وهذه العلاقة هي الفارق الرئيسي بين العلاقة السوية وغيرها من الممارسات والذي يرجح كفة الأولى على غيرها
وشكرا.