هل أنا مريضة نفسيًا؟
أود أن أتقدم أولا بالشكر لجميع القائمين والاستشاريين النفسيين بهذا الموقع.
قد تكون استشارتي طويلة فأعتذر مسبقًا من ذلك.
مشكلتي تكمن في أني أبالغ في التخطيط، فمثلا لا يمكنني الخروج من المنزل إلا إذا وضعت خطة معينة في رأسي، ووضعت سيناريوهات متعددة لما قد يحدث لي، وكيف ستكون ردة فعلي تجاه ذلك؟ وطالما أحضر نفسي للأسوء، فأنا بطبعي متشائمة، عندما أتحدث مع أي شخص علي أن أحضر المحادثة في رأسي وأن أحلل كل ما علي قوله، وأتنبأ بما ستكون الإجابة، وكيف سأرد عليها؟
وعندما أتكلم بعفوية أتلعثم، وغالبا ما أنطق بكلمات لا محل لها، أحب أن يكون كل شيء مرتب لكن ليس لدرجة الهوس، فقد أترك غرقتي غير مرتبة بدون أن أنزعج، ولكن هنالك أمور معينة يجب أن تكون نظيفة ومرتبة، المشكل أن هذا الأمر أصبح لا يطاق، فلا يمكنني الخروج لقضاء حاجة إلا إذا ما توافقت شروطي وإلا فلن أخرج، عندما لا أقوم بشيء على طريقتي أحس بضيق في الصدر، ولا يمكنني أن أتخلص منه إلا إذا عدت وقمت به بالشكل الذي أظن أنه صحيح، أتذكر فقط الذكريات السيئة، أما الذكريات الجميلة فأنساها تمامًا.
كما أنني أصاب باكتئاب شديد في حال ما كان أحد أفراد عائلتي في مشكل ما، أحس بضيق في الصدر وإحساس غريب بكامل جسمي، أفقد شهيتي بالكامل، نومي يصبح مضطربًا، ولا أستطيع القيام بأي شيء ما عدا أني أستلقي وأفكر بما ستترتب عليه هذه المشاكل، وعندما يحل المشكل، وأعلم أن ذلك الفرد بخير يزول الاكتئاب على الفور، وتعود شهيتي كما كانت.
بعض أعراضي تشير للوسواس القهري، لكن لا أظن أنها منطبقة علي 100، فلست مهووسة بالنظافة، ولا أقوم بأشياء متكررة، وهذا ما جعلني أضع هذه الاستشارة؛ لأن الأمر أصبح مبالغًا فيه، لطالما اعتقدت أنها مجرد عادة فقط، ولكن الأمر خرج قليلا عن السيطرة خصوصا مع الاكتئاب، فما هو تشخيصكم؟؟
هل هي فقط شخصيتي؟
أم أن الأمر أكبر من ذلك؟
12/06/2015
رد المستشار
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكراً لك لتواصلك على شبكتنا، وعلى ثقتك بنا بطرحك مشكلتك بين أيدينا.
لقد سألت في البداية عن طبيعة هذا السلوك، ويبدو أنك أجبتِ عن بعض ذلك في نهاية رسالتكِ، وللتوضيح سأعلق على بعض البنود التي كتبتها، فأنت تشتكين من دوام التفكير الزائد في كل أمر قبل وبعد حصوله، والانهمام (الهم) الزائد عن الحد تجاه الأحداث خاصة فيما يتعلق بأسرتك لدرجة الكآبة، ويظهر ذلك جلياً بالتخطيط الزائد والتنظيم الزائد والتحليل الزائد للمواقف والأحداث، وكما وصفتِ مبدأ أساسيا لأداء الأعمال وهو (على طريقتي)، وفي حال لم يتم على طريقتك تشعرين بضيق وتعاودين عمل المطلوب على طريقتك من جديد.
إن ما تصفينه يعطي انطباعاً أولياً بأنك تعانين من درجة مرتفعة من القلق، مع الميل للكمالية على الغالب، فالتفكير وانشغال البال الزائد يعبر عن محور أساسي للقلق، ويقترب بشدة من تشخيص اضطراب القلق المتعمم، بينما مبدأ (على طريقتي) فهو قريب من السلوك الكمالي، لكن يحتاج ذلك لتشخيص دقيق لمعرفة مدى إمكانية اعتبار ذلك السلوك مضطرباً أو أنه قد يكون تشخيصاً لاضطراب الشخصية الوسواسية أو القسرية، وعادة ما تستنزف مثل هذه السلوكات القوة النفسية للإنسان، وترهقه بسبب استمرارها، فنجد أن ذلك أثر على روتين حياة الإنسان ونمط حياتة، فاضطربت شهيته ونومه ونشاطه وتفاعلاته، وهذا مهم في توضيح مقدار تعطيل وتخريب السلوك لوظائف الحياة، وبالتالي فقد أصبح السلوك بهذه الطريقة مضطرباً وخارجاً عن السيطرة.
أنصحك أولاً: بالقراءة قليلاً عن اضطراب القلق المتعمم، واضطراب الشخصية الوسواسية كخطوة أولى، ثم لاحقاً البحث عن متخصص في مجال الطب النفسي أو علم النفس السريري لمراجعته لتحديد التشخيص الدقيق واقتراح برنامج علاجي، خاصة وأنه من المفيد عمل جلسات علاج نفسي سلوكي معرفي في مثل هذه الحالات السلوكية.
هذه التوجيهات الأساسية بما يخص استشارتك.
وفقك الله لما يحب ويرضى، ولا تترددي أن تظل على تواصلك معنا.