الفصام الباروني paranoid schizophrenia
السلام عليكم؛ أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الجيد المفيد
لو سمحتم كنت محتاج أحد يجاوبني، أنا عندي فصام باروني وعندي بعض الأسئلة هكتبها في آخر الرسالة بعد شرح حالتي. أنا كنت بشرب مخدرات منها الحشيش منذ سنة 2001 لغاية سنة 2010 شهر 1 وبعد كده بطلت وتوقفت تماما عن شرب أي نوع من أنواع المخدرات حتى وقتنا هذا.
أنا جاء لي مرض الفصام في نهاية 2009 على شهر 9 أو 10 وجاء لي على شكل ضلالات واعتقادات خاطئة ونظرية المؤامرة لكن بدون هلاوس سمعية أو بصرية، وتعالجت منه بجلسات كهرباء وأدوية معينة مش فاكرها. فضلت في المستشفى لمدة أسبوعين وبعدها خرجت على شهر 10 سنة 2009 وفضلت فترة متوقف عن شرب المخدرات لغاية شهر 12 سنة 2009 رجعت شربت برشام فقط لمدة شهر لكني رجعت طلبت العلاج من المخدرات في إحدى مراكز إعادة التأهيل بالقاهرة ده كان في شهر 1 سنة 2010 ومن ذلك الحين توقفت عن شرب المخدرات تماما حتى الآن.
بس في الفترة الأولى عند دخولي مركز إعادة التأهيل شهر 1 جاء لي حالة اكتئاب رهيبة قوية جدا لدرجة إني كنت أرغب كل ليلة في الموت وكنت أدعو الله كل ليلة بأن أموت لكني لم يكن عندي الجرأة على الانتحار لمعرفتي بعواقبة الدينية، والاكتئاب ده هو على ما أعتقد كان اكتئاب ما بعد الفصام بس فضل عندي فترة طويلة حوالي شهرين أو ثلاثة ثم اختفى بالتدريج البطئ جدا لكني فضلت ثابت على أدوية الاكتئاب فترة متوسطة حوالي 6 أشهر.
ثم تزوجت في بدايات سنة 2011 والحمد لله ربنا رزقني ببنت في بداية زواجي وببنت أخرى مؤخرا، وأنا حاليا مقيم خارج مصر مع أهلي وزوجتي وبناتي، ولكن فجأة هاجمني مرض الفصام مرة أخرى سنة 2014 شهر 1 أثناء وجودي بالغربة، هاجمني بالتدريج في البداية ثم سريعا تتهورت حالتي ودخلت المستشفى ونزلت مصر وتعالجت في البداية بحبوب ريسبريدال بدون جلسات كهرباء ثم بعد ذلك بحقن رسبريدال كونستا 50 كل أسبوعين لمدة شهرين ثم 37.5 كل أسبوعين حوالي 5 شهور ثم حقن ريسبريدال 25 كل أسبوعين لمدة 4 شهور ثم 4 مرات حقن 25 في 4 شهور يعني إجمالي فترة العلاج كانت سنة وثلاثة شهور ثم توقفت عنها تماما وكل ده بالعلم والمتابعة مع الدكتور.
ملحوظة؛ نوع الفصام الذي هاجمني هذه المرة هو نفسه فصام البرانويد أو الباروني مثل المرة السابقة ولكن بأفكار مختلفة لكنها كلها اعتقادات خاطئة وضلالات ونظريات مؤامرة وخوف من القتل وأن هناك من يراقبني ويتعقبني ولكن ليس هناك أي هلاوس سمعية أو بصرية، وعندما بدأت أن أتعالج من هذا الفصام اختفت هذه الأفكار والشكوك بصعوبة نوعا ما بمعنى أنها اختفت تماما بعد بداية علاجي بشهرين، لكن جائني مرة أخرى اكتئاب ما بعد الفصام خصوصا إني كنت لا أعمل وظل عندي الاكتئاب لمدة طويلة حوالي ثلاثة أو أربعة أشهر ثم اختفى أيضا بالتدريج وببطئ.
ملحوظة: قبل أن يأتيني المرض بشهرين أي في بدايات ظهور الشك في من حولي وفي بدايات تكويني لنظرية المؤامرة كنت أشك أن كل هذا وهما وأنني مريض وأن مرض الفصام عاد لي مرة أخرى واتصلت فعلا بالدكتور وسألته هل يمكن أن يعاودني المرض مرة أخرى رغم عدم شربي للمخدرات أم لا؟ وسؤالي هذا كان لعدم علمي بالمرض في ذلك الحين حيث إنني كنت لا زلت لم أقرأ أو أعرف عنه إلا قليلا ولكني قرأت عنه كثير الكثير في السنة الأخيرة، لقد أوضحت هذه الملحوظة لحضراتكم حتى تعلموا إني كنت على وشك اكتشاف المرض مبكرا قبل عودته بشكل كامل إلا إنني رجعت ورفضت أن أسلم بهذا ولم آخذ العلاج كما نصحني الدكتور بذلك.
الآن أنا متوقف عن الحقن من شهر 5 بعلم الدكتور على أمل ألا يعود الفصام بمهاجمتي مرة أخرى وأن أظل مشفيا منه بقية حياتي، وأنا الآن أعيش مع عائلتي خارج مصر وأعمل بشركة وسعيد نوعا ما
أسئلتي لحضراتكم كالآتي:
1- سؤالي الأول والأهم بالنسبة لي هل بالفعل في حالتي هذه يمكنني أن أتابع حياتي بدون علاج وبدون أن يهاجمني الفصام مرة أخرة؟ (كما نأمل أنا والدكتور الذي أتابع معه)
2- هل من المعقول أن يستطيع هذا المرض أن يهاجمني مرة أخرى حتى مع علمي به واستعدادي القوي لاكتشافه ومع درايتي بوجوده؟
3- هل هذا المرض له تأثير على الشخصية بحد ذاتها لأني أرى أن هناك عدة عيوب ألاحظها في نفسي لا أستطيع التحكم بها وأحيانا أراها كأنها مفروضة علي، كأني ألاحظ أني عصبي أو خلقى ضيق أو أنتقد الآخرين دائما وأوقات كتير أشعر أني أشمئز وأنفر من تصرفات من حولي وعندي أيضا القليل من التقلبات المزاجية على فترات (وليست دوما) وعيوب أخرى من هذا القبيل فهل مرض الفصام له السلطة في تغيير شخصية المريض حتى بعد العلاج منه؟ أم يجب علي أن أظل في مجاهدة مستمرة لهذه العيوب؟
4- هل هناك بعض النصائح التي يجب علي فعلها لتجنب وقوعي فريسة هذا المرض مرة أخرى؟
5- هل يوجد أشياء أستطيع من خلالها اكتشاف المرض مبكرا في بداياته؟
وأشكركم جدا على سعة صدركم وتعاونكم على مساعدة مرضى الفصام، أنا أتألم جدا عندما أرى أو أسمع عن مريض الفصام ذلك المرض القاسي الذي يدمر نفسية وشخصية المريض ومن السهل أن يدمر مستقبله في حين عدم إدراك المريض بما يحدث له، كم هو مؤلم أن أتذكر كم الهلع والقلق والتوتر الذي يسببه هذا المرض وقلة النوم والتعب النفسي ورثاء الذات وكثيرا مما يسببه هذا المرض الجبار، غير أن هناك مرضى كثيرون بهذا المرض يدورون في الشوارع بلا مأوى فهؤلاء بالنسبه لي هم أتعس ناس بالعالم.
في جميع الأحوال أشكركم جدا
وأعتذر عن الإطالة وتستطيعون أن تختصروا من رسالتي ما شئتم.
22/6/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
نظرة عامة:
لابد من الإشارة إلى أن رأي من شخصك وعالجك هو الذي يجب أن تلتزم به ورأي الموقع ليس إلا وجهة نظر تعتمد كلياً على رسالة واحدة فقط.
المسار الطولاني لاضطرابك النفسي يتميز بما يلي:
1- حدوثه وتزامنه مع استعمال مواد كيميائية محظورة ومدمنة.
2- قوة العامل الوجداني كما هو واضح من وصفك لبعض الأعراض والعلاج.
3- اعراض ذهانية شديدة تتميز بقوة العملية الزورانية.
4- استجابتك لعقار مضاد للذهان.
5- نوبات انتكاسة في 2010 ومن ثم في 2014. دخلت مرحلة هدأة بعد النوبتين.
هذا المسار الطولاني يثير أكثر من وجهة نظر ويمكن تصنيفه كما يلي:
1- الاكتئاب الجسيم الذهاني المتكرر.
2- اضطراب الفصام الوجداني المتكرر.
3- فصام مساره الطولاني يتميز بنوبات انتكاسة وهدأة.
4- نوبات ذهانية متكررة غير معرفة.
رغم أني أميل إلى التشخيص الأول ومن ثم الثاني فإن رأي الطبيب الذي تراجعه هو الأصوب.
الإجابة على الأسئلة:
1- النوبة الأولى حدثت بعد ضغوط شخصية اجتماعية وصحية ونفسية والنوبة ثانية بعد ضغوط الغربة ومن الجائز القول بأن عتبتك للإصابة بنوبة أخرى منخفض ومن المحتمل أن تصاب بنوبة أخرى ولكن أيضاً هناك أمل أن لا تصاب بنوبة أخرى أبداً.
2- نعم من المعقول أن يهاجمك المرض مرة أخرى. مسار اضطرابك المتكرر واستناداً إلى دراسات قديمة يشير إلى أن احتمال إصابتك بنوبة أخرى خلال 4 سنوات أو أقل لا يقل عن 40%. يمكنك ان تقرأ الرقم من زاوية أخرى وهي أن احتمال عدم إصابتك هو 60%. إن لا سمح الله وأصبت بنوبة الثالثة فسيكون احتمال إصباتك بنوبة رابعة بعدها هو 80%.
3- جميع الاضطرابات النفسية الجسيمة تؤثر على شخصية الفرد وتفقده الثقة بنفسه تنعكس سلبياً على تفاعله مع الآخرين. بعض هذه الأعراض يمكن أن تكون أعراض وجدانية طفيفة لم تستجب كلياً للعلاج ولكنها قد تتلاشى تدريجياً.
4- لابد من الانتباه إلى الضغوط الاجتماعية والنفسية والمهنية التي قد تؤثر عليك سلبياً. عليك الالتزام بنظام يومي وأسبوعي صحي ويتضمن فترات معقولة للراحة والاستمتاع بالتواصل الاجتماعي والعائلي. تستعمل حقك في الإجازات من العمل وتتحدث عن مشاكلك إلى زوجتك. العلاقة الحميمية بين الزوج والزوجة خير لقاح ضد الاضطرابات النفسية.
5- هذا ما نسميه علامات الإنذار المبكر للنوبات وعليك أن تتشاور مع طبيبك حولها. كل مريض له علامات إنذار مبكر خاصة به. لم تذكر منها شيئاً في رسالتك وربما عليك أن تسأل زوجتك عن الأسابيع التي سبقت النوبة الأخيرة. تتحدث عنها بعد ذلك مع طبيبك المشرف وتدونها لكي تتعظ بها وتتوجه نحو العلاج عند ظهورها في المستقبل.
لا تتوقف عن مراجعة طبيب استشاري في الطب النفسي وخاصة بعد توقف العلاج. لابد من مراجعة منتظمة لا تقل عن 3 أشهر أولاً ثم كل ستة أشهر ولمدة خمسة أعوام على الأقل.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
حيرة وحسرة...زوجي زوراني
عملية زورانية Paranoid Process متابعة4
شخصية زورانية أم أفكار زورانية
الوهامات الزورانية المنظمة كيفية التعامل؟
الذهان الزوراني: الاضطراب الهذائي
ظناني أو زوراني المهم العلاج!