لا أدري ما الذي يحصل لي؟!
السلام عليكم، أرجو من الأطباء متابعة استشارتي السابقة؛ لمعرفة ماحصل لي بالضبط.
كنت أعاني من الذهان، وتعافيت منه بفضل الأدوية، وبفضل الله، لكنني مازلت أعاني من الاكتئاب.
حالة الذهان التي أصبت بها كانت بسبب تجربتي للحشيش، مما أثر بي، وسبب لي اضطرابات عديدة، ومن ضمنها الصدمة النفسية، وأصبحت أعيش في حالة من الوهم، والمخاوف، كنت أخاف أن أؤذي أختي، وأتخيل مشاهد عنف تدور في رأسي، وأعاني من خوف، كنت أشعر بخوف شديد من نفسي، وكأنني لن أستطيع أن أسيطر على عقلي، وسأرتكب جريمة، استطعت مع الوقت أن أطمئن نفسي، وأهدئها بمحاولة أخذي للعلاج، وحث نفسي على تفهم وضعي وحالتي، وأن أقول لنفسي إنها مجرد أوهام، ولن أرتكب أي شيء.
ومن ضمن الأمور التي كنت أهدئ نفسي بها إنني أقول في خاطري إنني برفقة أهلي بالمنزل، وأشعر بالأمان معهم، ولن أرتكب شيئًا في وجودهم، بعد أن زالت الأوهام والتي كنت بسببها أخاف أن أبيت الليل عند أقاربي؛ بسبب ارتباطي بعائلتي؛ لطمأنة نفسي أنني لن أفعل شيئًا، أصبحت أواجه مشكلة أخرى أنني مازلت أخاف أن أسافر وحدي بعيدًا عن عائلتي أي إن خوفي مازال موجودًا في أعماقي رغم أن نسبة تأكدي من عدم فعلي لأي جريمة قتل أو أن أؤذي أحدًا هي 60 بالمئة، أخاف أن أكون وحيدة في الخارج رغم أنني سأضطر للسفر؛ لإكمال دراستي، ولكنني أشعر بالخوف، أنا أعلم أن هذه الفكرة لا تمثلني، لكنني كلما أردت التفكير بموضوع السفر أقول لنفسي، وماذا لو فعلت شيئًا خاطئًا كالقتل؟ أعلم أنها فكرة تافهة، ولا تراودني دائمًا، بل هي مرتبطة بسفري فقط، وبعدي عن عائلتي، أحاول أن أقول لنفسي إنني إن كنت سأرتكب جريمة كنت سأرتكبها بدون وجود أهلي أو بوجودهم.. لأهدئ بالي...
أنا توقفت عن تناول مضادات الذهان.. لست أدري إن كانت هذه المخاوف بسبب الاكتئاب أو أنني لم أتعالج تمامًا من الذهان، اسم الدواء الذي كنت أتناوله "ميديزابين" اسمه التجاري أولان زابين، وقد ساعدني كثيرًا.
أريد أن أسأل عن أمر آخر.
أنا أعاني من مشكلة في التأقلم مع المجتمع، أشعر أن المحتمع حولي متخلف، أو لا يحترم الآخرين وبأنه "متدين جدًا وفاسد جدًا"
أملك أفكارًا خاصة بي، ولكنها نتيجة مواقف كثيرة بداخلي، أصبحت تسبب لي مشاكل في داخلي، كأن ألوم نفسي على تفكيري السيئ بالناس حولي، وأشعر بالذنب؛ لأنني لا أستطيع تحمل من حولين أو أن أعتبرهم بشرًا مثلي، ويخطئون، أشعر أحيانا أنني ناقمة على وضعي كفتاة عربية لها _كان لها_ طموح قبل أن تدخل دوامة الاكتئاب، ولم يساعدني أحد من عائلتي لأحقق أحلامي.
أريد أن أعود تلك الفتاة المحبة للناس التي تتعامل معهم بحب وإنسانية، أنا لا أعامل الناس بطريقة سيئة لا أبدًا، بل أنا لطيفة جدًا في الواقع وأضحك مع الجميع، لكن بيني وبين نفسي أشعر بأنني لست راضية، وأريد السفر إلى دولة غير عربية؛ لأنني لم ألقَ خيرًا ممن هم حولي، أصبحت في داخلي أشعر بالحقد، وأصبحت أنظر للناس على أنهم جهال، ولا يفهمون وأنهم يتظاهرون أنهم أناس جيدون، ولكن من داخلهم هم سيئون لا أعلم، هل هي مشكلة ثقة؟
أعاني أيضًا من حالة شرود في أغلب الأحيان، وأعامل أمي بقسوة، وأشعر أنني مجبرة على الرد على مواضيعها ليس تجاوبًا معها، لا أهتم أبدًا بما تقول، لكنني أحاول أن أضغط على نفسي، وأجاوبها كي لا تحزن مني.
أنا أصبحت انطوائية جدًا إن جلست في البيت أشعر بأن رأسي سينفجر، وإن اختطلت بالناس أشعر بأنني لست مرتاحة لذلك أعود إلى قوقعتي مرة أخرى.
أشعر بأنني عصبية ومضطربة المزاج، أحزن من أتفه الأسباب، وأفكر بعمق بأمور تافهة، وأقف عندها...
لا أشعر أن لدي حلمًا أو طموحًا، أحلامي تهدمت.. أشعر بالضياع الشديد...
أشعر أن أفكاري تائهة، وأنني لا أعلم من أنا لا أشعر بالسلام الداخلي، بل أشعر بأنني مضطربة، ولا أحب أن أجلس، وأفكر بمشاعري أو بذكريات مرض الوهم السابقة فهي تشعرني بالحزن، وتجعلني أشك في نفسي...!
أشعر أنني مشوشة، وتائهة جدًا.
17/07/2015م.
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع، وتمنياتي لك بالشفاء.
النصف الأول من الرسالة يتعلق بإصابتك باضطراب ذهاني. الوصف هو لأفكار يمكن وصفها بمعتقدات حصارية (وسواسية) أو وهامية. محتوى هذه الأفكار منسجم مع حالة وجدانية اكتئابيه Mood Congruent، وبالتالي يمكن القول بأنك كنتِ تعانيني من اكتئاب ذهاني. تم وصف علاج الأولانزبين Olanzapine وهو عقار مضاد للذهان، ويساعد على توازن الحالة الوجدانية، ولكنه لا يساعد في علاج الاكتئاب. رغم ذلك لا بد من الإشارة بأن الاكتئاب الذهاني في هذا العمر قد يكون غطاءً يختفي تحته الفصام.
النصف الثاني من استشارتك يتعلق بأفكار ومعتقدات لا تعرفين كيف تتعاملين معها، وتسبب لك حالة انزعاج مستمرة ويمكن القول بأن هذا النصف من الرسالة يحتوي على:
1- أفكار الذنب.
2- تعكر المزاج.
3- عظمة دفاعية.
4- عزلة شخصية واجتماعية.
5- حالة وجدانية اكتئابيه.
الاستنتاج:
رغم إن العلاج ساعدك على التخلص من المعتقدات الحصارية، أو الأوهام السابقة، ولكن الاضطراب النفسي الذي تعانين منه لا يزال فعالاً، وأعراضه الحالية قد تختلف من ناحية المحتوى، ولكن إطار الأعراض لا يزال كما هو: اكتئاب ذهاني.
التوصيات:
٠ أنتِ بحاجة إلى فترة علاج أطول بعقار مضاد للاكتئاب، وعقار مضاد للذهان.
٠ يمكن العلاج بعقار السيترالين Sertraline بجرعة 50 مغم يوميا يتم مغايرتها إلى الأعلى تدريجيًا وتحت إشراف طبي إلى 100 ثم 150، ومن بعدها 200 مغم إذا تطلب الأمر.
٠ إضافة الأولانزبين بجرعة 5 مغم ليلاً، ومغايرتها تدريجياً إذا تطلب الأمر إلى 7.5 ثم 10 ومن بعدها 15 مغم.
٠ مدة العلاج لا تقل عن 12 شهراً وربما 24 شهراً.
٠ لابد من إشراف طبي، ومتابعة منتظمة.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
اكتئاب ذهاني متكرر أم فصام زوراني !؟
أعراض وجدانية وذهانية : راجعي طبيبا بسرعة
اكتئاب ذهاني أم ذهان وأعراض اكتئاب ؟