رهاب الساحة والخوف من بلع الطعام
اضطراب أحادي أم ثنائي القطب الرجاء التوضيح
أسأل الله أن يوفق كل القائمين على هذا الموقع وأن يجزيهم خير الجزاء. إلى الدكتور "وائل أبي هندي" أرجو قراءة استشارتي جيدًا، والرد عليها بالتفصيل جزاك الله خيرًا.
منذ 11 سنة وأنا أتعالج من رهابات كثيرة جدًا، وقلق ونوبات هلع، جربت السيبرلكس حبة والزولوفت حبتين والامتريبتيلين 150 مل، ولكن ارتحت قليلا مع السيروكسات حبة، ولكن لما رفعت الجرعة إلى حبة ونصف لم أتحمل الأعراض الجانبية، وطبعًا جربت حبتين، والأمر كان أسوأ من الحبة ونصف، حتى أتممت شهرين بدون فائدة سوى القلق.
ومنذ مدة كتب لي الطبيب حبة سيروكسات و175 مل انافرانيل، فارتحت بشكل رائع من جهة القلق في اليوم ال 26، ولكن منذ اليوم ال 36 جاءني قلق رهيب وعصبية شديدة تتحول إلى نوبة هلع لم أتحملها ثم أنقص الطبيب جرعة الانافرانيل إلى 50 مل ولكن حدثت نفس المشكلة.
ثم كتب لي الطبيب 150 مل انافرانيل فارتحت في اليوم 14 و 15 و 16 راحة كاملة من الرهاب ومن القلق لأول مرة ولكن بعدها عاد المرض حتى اليوم ال 25 فتركت الدواء ثم عدت إليه بنفس الجرعة أي 150 مل فبعد 9 أيام جاءتني عصبية شديدة جدًا وقلق ونوبات هلع فتركته. ثم تناولت 75 انافرانيل لمدة 3 أيام ثم رفعت الجرعة إلى 100 فأحسست بتحسن رائع من جهة الرهاب من اليوم الأول ولكن القلق بدأ منذ اليوم الأول أيضا فتركته بعد 3 أسابيع.
ثم تناولت انافرانيل 225 بناء على طلب الطبيب فشعرت بقلق لكن ليس بالقوي ولكن في اليوم ال 17 جاءتني تلك العصبية ومن يومها تغير كل شيء بحيث:
تناولت حبة سيروكسات فجاءتني الأعراض السابقة في اليوم السادس ثم جربت تناول 75 مل انافرانيل فجاءتني الأعراض في اليوم السابع جربت زولوفت 100 فجاءتني العصبية في اليوم الثاني طبعًا مع وجود التحسن من اليوم الأول ثم ينقلب مع أنني سابقًا تناولت هذه الأدوية بهذه الجرعات وكنت أحس بقلق في البداية ولكنه قلق بسيط ثم أرتاح في اليوم 26 إلى 30.
لا أدري ما المشكلة؟ وأريد حلا فأنا صرت لا أتحمل مضادات الاكتئاب حتى بالجرعات التي كنت أتحملها سابقا مثل حبة سيروكسات.
ثم جربت التجريتول 400 مل فلم أتحمله أيضا.
الرجاء شرح الوضع وإعطائي الحل.
وبارك الله فيك.
21/8/2015
رد المستشار
طلب مني الأستاذ الزميل "د. وائل أبو هندي" الإجابة عن رسالتك الأخيرة مرفقاً رسالتك السابقة إلى الموقع وإجابة الدكتور وائل عنها.
تبدأ الرسالة الأخيرة بجملة اضطراب أحادي أم ثنائي القطب الرجاء التوضيح.
الجواب هو أنك لست في قطب وجداني أو هوسي. المريض الذي يعاني من اضطراب "قطبي" إن صح التعبير ينتقل من قطب إلى آخر عبر طريق طبيعي بين الحين والآخر أو بتنقل من قطب واحد إلى طريق طبيعي. هذا هو جذر مفهم "القطب" في الصحة النفسية.
أما أنت فلا تجلس في قطب هوسي أو اكتئابي وإنما تسير في طريق غير طبيعي ومرضي. بدأت الحالة منذ 11 عاماً ولم تشير إلى تحسنك منها. فجأة أحسست بأنك لا تقوى على بلع الطعام فتركت الأكل ومنها السوائل وتقول أن لديك مشكلة في انتقال اللقمة من الفم إلى المريء وبعدها لا تحس بشيء.
لو ركزنا على مقولتك هذه فعلينا أن نضعها في إطار أعراض نفسية جسمانية. رغم أن الطبيب النفسي يربطها دوماً بالهستيريا والقلق (نوبات هلع) ولكن هذا الإطار لو كان صحيحاً لتحسنت حالتك بعد ستة أشهر أو عامين وليس أكثر من ذلك. الحقيقة هي أن هذا الإطار لم يتم استعماله إلا بسبب عمرك. لو كنت تجاوزت العقد الخامس من العمر لأسرع الطبيب النفسي في استعمال إطار آخر وهو الإطار الوهامي الجسماني.
نعود ثانية إلى دراسة جملة بداية الحالة والتركيز على وجود مشكلة في انتقال اللقمة من الفم إلى المريء وعدم وجود إحساس. لو كنت في عمر متقدم لوصفت الحالة بصورة أخرى وهي عدمية الإحساس بمرور اللقمة وكان تشخيص الطبي هو الاكتئاب الذهاني ومتلازمة Cotard كوتارد. هذه المتلازمة في رجل وفي عمرك غير نموذجية في الوصف ومن الصعب تشخيصها ويتم تصنيفها ضمن أعراض جسدية أو جسمانية نفسية من جراء القلق أو وهام جسدي.
الوهام الجسدي لا يختفي بدون علاج مبكر ويصبح مزمناً. الحالات المشابهة لحالتك يكثر ملاحظتها في العيادات الخارجية للطب النفسي والمسار الطولاني لا يختلف أحيانا عن الفصام. يستجيب المريض إلى عقاقير الزاء أولا لفعاليتها في التخلص من القلق في البداية فقط. وبعد ذلك يصبح المريض مدمنًا عليها. تصبح هذه العقاقير محور الخلاف بين المريض الذي يرفض التخلي عنها والفريق النفسي التي يراها بأنها تعيق عملية الشفاء وهذا هو الصحيح.
التوصيات:
٠ لا تبالي بتغيير هذا العقار أو ذاك فإنك لن تستجيب للعقاقير المضادة للاكتئاب بصورة كاملة. تستعمل عقاراً واحداً تحت إشراف طبيب وتستمر عليه.
٠ عليك بعقار مضاد للذهان وإن لم يصفه الطبيب اليوم فسيفعل ذلك عاجلاً أو آجلاً.
٠ عليك بالحديث مع طبيبك النفسي حول علاج تأهيلي واجتماعي.
٠ وأحيراً عليك بالعمل بنصيحة الأستاذ "د. وائل أبي هندي" والدخول في علاج كلامي بعد استقرار جرع العقاقير.
وفقك الله.
ويتبع >>>>: رهاب الساحة والخوف من بلع الطعام م1