الفصام الوجداني والعلاج المنقوص
الفصام الوجداني
ما هي نسبة شفاء الفصام الوجداني وما مدى جودة جلسات تنظيم إيقاع المخ في علاج الأعراض السلبية
والأغراض الفصامية والذهانية أنا مصاب منذ 20 عاما هل يوجد أمل في الشفاء.
12/1/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
هناك بعض التعقيدات في الإجابة على أسئلة عامة في استشارتك.
السؤال الأول هو عما تسميه الفصام الوجداني. هذا المصطلح يثير الكثير من الجدال والترجمة من اللغات اللاتينية إلى العربية تثير بعض الارتباك. مصطلح فصام وجداني يؤكد على أن الاضطراب هو الفصام مع أعراض وجدانية. في هذه الحالة سيكون مسار الاضطراب مشابها للفصام.
المسار الطولاني المثالي للفصام هو لانتكاسات متكررة تتميز بوضوح الأعراض الإيجابية الذهانية وفترات هادئة تستجيب للعلاج على مدى عشرة أعوام وبعدها تطغى الأعراض السلبية من قلة الاندفاع والعزلة وعدم المبالاة على حالة المريض النفسية ويصاحب ذلك صعوبات معرفية.
أما في اللغات اللاتينية Schizoaffective Disorder فالأمر هو العكس تماما فهو اضطراب وجداني مع أعراض ذهانية يمكن مشاهدتها في الفصام. المسار الطولاني للاضطراب لا يختلف عن مسار الاضطرابات الوجدانية من انتكاسات تستجيب للعلاج بصورة كاملة. الأعراض السلبية أقل وضوحاً وأداء الفرد الاجتماعي ما بين الانتكاسات يكاد يكون طبيعيا واستعمال العلاج الوقائي من عقاقير وعلاج كلامي يساعد المريض على العيش بصورة طبيعية للغاية.
الاضطراب الوجداني الفصامي هو الأدق ويمكن تقسيمه إلى:
1- اكتئابي فصامي Schizo-depressive ومساره أقرب إلى الفصام.
2- هوسي فصامي Schizo-manic ومساره يشبه الثناقطبي.
رغم ذلك ترى الأطباء في جميع أنحاء العالم يستعملون هذا الخليط من اضطرابات وجدانية وأعراض ذهانية جزافاً. البعض يستعمله لرفع وصمة الفصام من المريض والآخر يستعمله لشدة الأعراض الذهانية في وقت الانتكاسات الوجدانية. أما البعض الآخر فيضيفه بصورة تلقائية إذا اشتكى المريض المصاب بالفصام من الاكتئاب.
الخطوة الأولى هي أن تتناقش مع طبيبك المعالج حول التشخيص ومسار اضطرابك الطولاني.
السؤال الثاني هو عن مصطلح الشفاء Recovery. مصطلح الشفاء في الصحة النفسية يختلف معناه عن الأمراض الجسدية وهو فلسفة الطب النفسي الحديث. المصطلح هو تأهيل الإنسان للتحكم في حياته والعيش بسعادة وسط المجتمع رغم المعاناة من أعراض اضطراب نفسي. هذه الأعراض قد تكون أعراض ذهانية أو وجدانية أو سلبية لم تستجيب للعلاج تماما وهذا يحدث فيما لا يقل عن 20% من جميع المرضى المصابين بالفصام.
80% من مرضى الفصام يستجيبون للعلاج ولكن الاستجابة تتحدث عن الأعراض الإيجابية فقط في هذا المجال ولا تشمل الأعراض السلبية.
لا أنكر عليك بأن مصطلح الشفاء الذي تتحدث عنه الأمم المتحدة حول الفصام لا يخلو من الارتباك وناتج عن دراسات ميدانية واسعة في العالم الثالث كبيرة الحجم ضعيفة التكوين والأداء.
السؤال الثالث هو الأعراض السلبية. مصطلح الأعراض السلبية مصطلح عام ويجب تحديد معناه ووصف أعراضه في كل مريض والبعض منها قد يكون جزءً لا يتجزأ من أعراض إيجابية ذهانية لم تستجيب للعلاج كلياً وخاصة اضطراب التفكير Thought Disorder. كذلك هناك الكثير من الأعراض السلبية الناتجة من العلاج بالعقاقير وظروف الإنسان الاجتماعية ونمط حياته وشعوره المستمر بالإحباط والاكتئاب. يحتاج المريض إلى علاج كلامي ومهني وجمعي لتجاوز هذه الأعراض. أما علاج تنظيم إيقاع المخ فلا يوجد دليل علمي يسانده إلى الآن ولا يوصي الموقع به.
هل يوجد أمل في الشفاء؟
نعم.
٠ تحدث مع طبيبك حول التشخيص والعقاقير والأعراض السلبية.
٠ راجع ظروفك البيئية وحاول أن تتجاوزها.
٠ تضع نصب عينيك أهداف مرحلية وتؤمن بقابليتك على مواجهة التحديات.
وفقك الله.