أنقذوني من نفسي..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا أشكر لكم مجهودكم العظيم وتقديري لأهمية دوركم في هذه الأيام خصوصا، مشكلتي باختصار:
توفيت أمي وأنا طفل صغير وفترة طفولتي قضيتها مع جدي وجدتي ونشأت نشأة أكثر من رائعة متزنة في بيت متدين يحترم الأخلاق مع أخواتي وأبناء عمومتي كأي بيت ريفي عائلي..
عند الوصول إلى فترة الثانوية العامة انتقلت بناء على طلب أبي رحمه الله للإقامة معه بشقته في نفس بيت العائلة ومن هنا بدأت المأساة ففي مرحلة المراهقة هذه بدأت متابعتي لزوجة أبي والأفلام ومعرفة العادة السرية وإدمانها بكثرة وكثيرا ما كنت أتوب وأرجع حتى أتى أول سنة بالجامعة وافتعلت مشكلة كبيرة مع زوجة أبي وطلبت النزول إلى جدي وجدتي ووافق أبي. واستمرت المرحلة الجامعية بنجاح وسط نفس الجو العائلي الذي اعتدته وحتى زوجة أبي تحسنت العلاقات بيننا ولم أعد أفكر فيها أو أراقبها لمنزلة أبي عندي ولمعرفتي بالحرام وكنت في هذه الفترة نشيطا جدا رياضيا وعلى مستوى الأصدقاء وجلسات القرآن والمحافظة على الفروض وغيرها حتى تخرجت وبدأت العمل.
بدأت المشكلة الثانية الكبرى في حياتي أوائل العشرينات حيث كان لي جارة من أقربائنا تكبرني بـ 15 عام ومتزوجة ولديها أطفال وكنت أراقبها أيضا منذ كان عمري 16 خصوصا أن كلامها ملفت وطريقة ضحكتها ولباسها إلى أن جاءت في يوم من الأيام وتحدثنا وانتقل الكلام فجأة إلى أن مسكت يدها وفي اليوم التالي بعد عودتي من العمل وجدتها تنادي علي من شباك بيتها فدخلت قالت لي ليس أحد هنا فقبلتها ولمست كل أجزاء جسدها إلا أنني بعد 5 دقائق قمت وهربت خارج البيت مخافة ربي.
بعد سنة سافرت للعمل بالخليج وكنت أنزل كل سنة شهر أجازة وفي تللك الإجازات خلال الثلاث سنوات الأولى كنت أذهب إليها لتمارس معى الجنس الفموي حتى أنزل وكنت أرفض أن أجامعها مع رغبتها ورغبتي التي لا توصف في ذلك مخافة أن أقع بالزنا بعد ذلك تقدمت لخطبة فتاة وتوفي والدي في هذه الأثناء وقبله بـ 4 سنوات جدي.
وأثناء زواجي 4 سنوات ورغم أني أحببت زوجتي كثيرا غير أني ضعفت مرتين في هذه الفترة وطلبت من جارتنا أن تأتي إلى بيتي ويحدث ما يحدث بدون جماع. بدأت في الآونة الأخيرة أستعيد بكثرة هذه الذكريات بدأت في إدمان الأفلام الإباحية مرة أخرى بعد فترات طويلة من تركها وبدأ هذا الأمر يؤثر على علاقتي بزوجتي أحسست أني لم أعد كما كنت وأن سيئات السنين الماضيه تلاحقني أهملت ديني صحتي أخاف على زوجتي وأطفالي مني أو أن أكون الأب الفاشل.
بدأت أشعر أن هذا الإدمان والتفكير قهري في العمل في البيت حتى وأنا مع زوجتى أتخيل جارتي أو الأفلام الهابطة حتى أنزل بدأت في الفترة الأخيرة أخرج للأسواق أتابع السيدات والجيران
أريد أن أتوقف ولكن الحقيقة أن الأمور خرجت عن السيطرة وبدأ جانب العقل والدين يخف كثيرا.
24/2/2016
رد المستشار
أهلا بك يا أخي الكريم، سأبدأ كلامي معك بالكرة الأرضية!!؛ فالكرة الأرضية حولها قشرة صلبة تجعلها تتحمل سنوات وسنوات من البشر، والطبيعة، إلخ، حتى يأتي البركان، أو الزلزال فلا تتحمل قوته ودرجته فيضطر للخروج خروجا مدويا له آثاره الوخيمة، ولكن حين يخرج لا يخرج إلا من الجزء الضعيف من القشرة الأرضية، وحينها فقط نعرف أن هذا الجزء من القشرة كان ضعيفا منذ البداية ولكننا لم نكتشفه إلا بعد خروج البركان منه!؛ وهكذا أنت، وأنا، وكل البشر، نتصور صلابة حدودنا ولا نعلم أي جزء ضعيف فينا إلا بعد حدوث ضغوط كبيرة متتالية؛ فتضطر للخروج المدوي من الجزء الضعيف أصلا والذي لم نكن نعرف مدى ضعفه إلا بتراكم الضغوط، إذن الموضوع لم يبدأ بذهابك عند أبيك ومتابعتك لزوجته، ولكن كانت الضغوط شديدة من قبل،
وكأن رؤية زوجة أبيك عن قرب هي القشة التي قصمت ظهر البعير، والدليل أنك كنت وسط بيئتك التي تراها بيئة سليمة قوية متدينة محترمة وحدث ما حدث بتطوراته هناك، والآن عليك أنت تفهم جيدا ما هي المساحة الضعيفة لديك؛ أنها ليست الجنس كما تتصور!؛ فرغم أن ما حدث من تدهور كان يأخذ الشكل الجنسي سواء في علاقتك مع جارتك، أو الأفلام إلا أنها عرض لحقيقة مشكلتك، فلتنتبه وتكف عن تلك المناحة وتلك الآلام الكبيرة التي تغرقك وتنغص عليك عيشك بفهم حقيقة مشكلتك والبدء الفوري في علاجها لتستريح،
فمشكلتك الحقيقية كانت بدايتها في البيئة التي عشت فيها منذ نعومة أظافرك!؛ فكما ذكرت كان الود، والرعاية، والتدين إلا أنهم كانوا بلا مرونة طبيعية جدا يحتاجها البشر في تصرفاتهم، وأفكارهم، ومشاعرهم؛ فنحن نحتاج لدرجة مقبولة ومشروعة جدا من الحرية، ومن الخطأ، ومن الفشل، ومن الضعف!؛ إننا بشر؛ فحين نتعامل مع أنفسنا على أننا تلك الملائكة التي لا يجوز لها الخطأ، ولا ينفع في حقها الضعف، ولا يقبل منها الفشل نقع في براثن السجون الغير مرئية رغم قيدها العظيم جدا لنا، ونجد ثقب الشعور بالذنب الذي يتمكن من ابتلاعنا تماما من سعته الممتدة!، وشعورك بالذنب هذا هو أكبر عائق لك الآن في علاج ما صرت عليه!؛ فالخطأ سيظل خطأ، ولن نقول عليه إلا أنه خطأ، ولكن مادمت لا تسمح لنفسك أن تسامح نفسك فلن تخرج عن مساحتين كلاهما سيء،
الأولى أن تظل في حالة تعطل شديدة من التقدم خطوة واحدة للأمام؛ إنك كلما حاولت التقدم للأمام بلعك الشعور بالذنب فتتوقف، أو الثاني وهو أن قدرتك على تحمل الشعور بالذنب تخور فتبدأ بنوع آخر من التعطل وهو أن تكف عن الإحساس بالذنب -خارجيا فقط- ولتظل في متاهة جنسية لفترة طويلة، وحتى لا تقع في أحدهما أقول لك بصدق وود ورغبة في مساعدتك أن البداية هو قبولك لخطئك!؛ وقبولك أنك أخطأت ليس معناه أنك توافق عليه، ولا معناه أنك تتكيف معه، ولا معناه كذلك أن ترفضه!، ولكن معناه أنك لا توافق عليه ولكنه حدث.
فقبولك بالمعنى الذي أوضحته لخطئك هو بوابة الخروج من مأزق الذنب المعطل لك؛ والله سبحانه وتعالى الذي تشعر تجاهه بكل هذا الذنب هو سبحانه الذي يكره لك الوقوع الدائم في بلاعة الذنب التي لا توصل أي شيء مفيد، أو جيد؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي قال أنه يغفر الذنوب جميعا، وهو من قال عن نفسه سبحانه أنه الغفور التواب، وهو من يتودد لعباده، وهو الذي يعلم جيدا أن الغرق في الذنب يعطل البشر فحارب هذا الغرق بآلاف القصص، والآيات، والأحاديث التي تدفع البشر للتقدم دون عطلة؛ فلتقبل أنك تخطئ، وتتدرب على مسامحة نفسك حين تخطئ وتصدق الله تعالى حين قال على لسان رسوله الكريم في أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وهذا ليس كلامي أنا،
وحين تفعل ذلك بصدق وتصدقه من داخلك حتى وإن تكرر خطئك مرة ومرات ستجد نفسك مختلفا، وستجد خطئك يتقلص حتى يذهب تماما، مستحضرا أننا بشر نخطئ، وسنخطئ، ونقبل خطؤنا ونتجاوزه بالصدق مع النفس، والله تعالى فنتعلم من أخطائنا فلا نكررها حتى وإن كنا سنخطئ في أمور أخرى جديدة، -وهذا طبيعي-، إلا أننا نعرف أن الله تعالى صادق، ونعرف أن قبولنا للخطأ ليس استهزاءا بالخطأ، ولكنه اعتراف وتدريب لمنع تكراره، وكان من الممكن أن أتحدث معك عن كيفية التدريب على الإقلاع عن الأفلام، أو الحديث حول طيف الوسواس القهري الذي يجعلك ترى النساء عرايا، وغيره ولكن كل هذا الكلام حديث عن أعراض المشكلة،-وهو مهم بالمناسبة-، والذي ستجد منه الكثير في الموقع فاقرأ فيه،
ولكنه ليس هو حقيقة مشكلتك؛ فأنت شاب مجتهد، طموح، متفوق، تحب الله تعالى، وهذه حقائق يسفهها بالطبع الإحساس الكبير بالذنب، فلتتخلص من الغرق فيه وتقبل خطئك وتسامح نفسك وأنت مصدق أن الله يسامح، ويغفر ليخف حملك الثقيل من فوق ظهرك فتقف معتدلا من جديد، فاحرص على تربية أولادك بدرجة المرونة المشروعة والتي لا تسبب شبح الإحساس بالذنب المخيف، ولا تكبلهم؛ فتضعف جزء منهم لا تراه إلا إذا مروا بضغوط!. هيا ابدأ وقل لنفسك آن الأوان أن تسامح نفسك لتتقدم.
ويتبع >>>>>>>>>>>: جارتي اللعينة م