حالة إحباط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله كل الخير على مجهودكم، وأسأل الله تعالى أن يكون الحل على أيديكم. أنا شهاب طالب بالثانوية العامة، أريد أن أكون ناجحًا، ملتزمًا، نافعًا لنفسي ولغيري، متفائلًا، متزنًا نفسيًا وعصبيًا، ومتحكمًا بشهواتي ورغباتي، أريد أن أكون إنسانًا طبيعيًا.
أنا أعاني من تقلبات شديدة في المزاج بدون قصد أو وعي، أحيانًا أكون سعيدًا وأضحك، وفي ثوان تبدأ عندي حالة من قبضة القلب، والحزن الشديد، والهم والغم بلا سبب، وأحياناً أخرى تكون همتي عالية جدًا، ومتحمساً، وأذاكر بجد، وأصلي بحب ونفس مطمئنة، وأقرأ القرآن وأفعل الخير، ثم ينقلب بي الحال إلى شخص آخر: لا أصلي، لا أقرأ القرآن، أعامل والدي أسوأ معاملة، لا أذاكر، ولا أقوم بفعل شيء فيه خير.
أعراض أخرى تأتيني كالإحباط، وعدم فعل أي شيء لدرجة أني أستيقظ صباحًا وأقول لنفسي: ما سبب استيقاظك؟ وماذا سأفعل في هذه الحياة الكئيبة المحبطة؟ ولماذا ستذاكر؟ أشياء سلبية كلها، وبالتالي لا أفعل أي شيء، وأنام مرة أخرى.
أسمع العديد من الدروس الدينية والمشجعة، والمحمسة للحياة، ولكن بلا نتيجة، ومستواي الدراسي متدن للغاية، وقد اقتربت الامتحانات النهائية وأنا على هذه الأحوال اليائسة. ولكن أحيانًا تأتيني انتكاسات دائمة، وبكثرة، كمشاهدة الأفلام الإباحية، والعادة السرية، وقد قرأت وسمعت آلافًا عن أضرارها، وكيفية التخلص منها، ولكن -والله العظيم- بلا فائدة، ولا أستطيع التخلص منها، وإني -والله العظيم- لا أحس بأي متعة أو استفادة من فعلها غير أنني أكون كالذي في غيبوبة، ثم يفيق بعدها؛ ليعاني من آثارها النفسية و...الخ، وهذا سبب أيضًا لما أعانيه، ولكن ليس السبب الرئيسي؛ لأنني بطبعي في هذه السمات السيئة والمحبطة، وعدم الانتظام بأي جدول ولا ترتيب، وأصاب بالملل والإحباط سريعًا، وأشياء أخرى لا تناسب سني هذا.
وصلت لدرجة أن أقول لنفسي أحيانًا: إنك فاشل من الهالكين الفاسدين الضالين، وأعود مرة أخرى إلى كل ما سبق، ووالله إني لأدعو الله دائمًا أن يهديني للصراط المستقيم، ولكن نفسي السيئة تغلبني وأعود للمعصية والإهمال واليأس، و...الخ.
لا أعرف من أكلم بهذا الموضوع غيركم، وأقرأ الكثير من موقعكم؛ لأستفيد منه، وأسمع الدروس والعبر، ولكن بلا فائدة، أعود لحالتي القديمة بعد وقت قليل، وفي أوقات أخرى أعلق فشلي بالحياة والعبادات بسبب هذه العادة والصفات السيئة التي بي، وبسبب الذنوب والمعاصي، ولكن إذا كان هذا صحيحًا فلن أنجح في حياتي أبدًا، وسأكون من الضالين الفاسدين؟ وكرهت نفسي لحد كبير جدا وكرهت هذه الحياة.
أتمنى أن أكون من المتفوقين هذه السنة؛ كي أعيش حياة كريمة بعد ذلك، ولكن بما أنا فيه لن أنجح حتى في أي شيء،
أرجو من الله أن يكون على أيديكم الحل، عفوك يارب.
3/3/2016
رد المستشار
الأخ الحبيب، أهلا ومرحباً بك على الموقع
تعاني من تقلبات مزاجية لم تحدد هل تحدث يوميا أم أسبوعيا أم شهريا أم سنويا (تقلبات شديدة في المزاج بدون قصد أو وعي) وهذه التقلبات سببت لك خللا أكاديميا واضحا (ومستواي الدراسي متدن للغاية) ولم تشر إلى تأثيرها الاجتماعي عليك في محيط أسرتك وأصدقائك.
عزيزي؛
أعتقد أنك تعاني من اضطراب ثنائي القطبية الذي يتميز بنوبات من الاكتئاب (حالة من قبضة القلب، والحزن الشديد، والهم والغم بلا سبب، لا أصلي، لا أقرأ القرآن، الإحباط، وعدم فعل أي شيء، لا أذاكر، ولا أقوم بفعل شيء فيه خير، فاشل من الهالكين الفاسدين الضالين) وأخرى من المرح (همتي عالية جدًا، ومتحمساً، وأذاكر بجد،مشاهدة الأفلام الإباحية، والعادة السرية) وأحيانا تكون طبيعي (أصلي بحب ونفس مطمئنة، وأقرأ القرآن وأفعل الخير) وهذه النوبات تتكرر (ينقلب بي الحال إلى شخص آخر، تأتيني انتكاسات دائمة، وبكثرة) وتؤثر على علاقاتك (أعامل والدي أسوأ معاملة).
ولدي الحبيب؛
عليك أولا أن تصارح والديك بحالتك وأنك تريد زيارة طبيب نفساني، أو التوجة لمستشفي قريب لو كان إخبار والديك صعباً وهو ما لا أرجوه لك لأنك غالبا ستحتاج علاجا دوائيا ونفسانيا لمدة لا تقل عن سنة وهذا يستلزم معرفة أهلك ومتابعتهم
أرجو ألا تتهاون في هذا فالتقييم المبكر والعلاج مبكرا يعيدك للدراسة ولحياتك فالمرض لن يعيقك أبدا
وفقك الله
واقرأ أيضًا:
اضطرابات وجدانية: هوس واكتئاب Bipolar I
اضطرابات وجدانية: هوس خفيف واكتئاب؟ Bipolar II