خطيبتي تقوم بخيانتي
السلام عليكم اسمي محمد عمري 21 سنة لقد خطبت فتاة أحبها وهي زميلتي بالعمل. ومن فترة وجدت أن خطيبتي تخونني مع شاب يعمل معي وهو صديقي حاولت أن أعرف ما يحصل بينهما ولم أقدر سألت خطيبتي عن علاقتها به فقالت أنها ليس لها علاقة معه، وأصبحت هناك مشاكل بيننا وبين صديقي وأنا كثير الشك منذ سماع ومعرفة علاقة خطيبتي بصديقي حتى أن أحد أقاربي أكد العلاقة بينهما ولكن أنا أريد أن أصلح خطيبتي وأهديها ونعود كما كنا ولكن هي ترفضني بشدة.
هل هذه علامة على فساد أخلاقها؟؟ أرجو المساعدة
وجزاكم الله كل خير
16/4/2016
رد المستشار
أشكرك "محمد" على لجوئك لموقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، وثقتك في القائمين عليه، أحبُّ أن أقول لك: إنَّك بدأت أوَّل خطوة من خطوات العلاج، وهي الاعتراف بوجود مشكلة، والرَّغبة في علاجها وتصحيحها.
ما تُعاني منه يطلق عليه اسم "الغيرة الوهامية" Delusional Jealousy ، ويسمى أحيانًا "وهام الخيانة الزوجيَّة"، هذا الاضطراب يَجعل الشَّخص يشك فجأة في سلوك شريكة حياتك (خطيبتك حاليا)، وتبدأ فكرة تسلُّطية بالسيطرة عليك، مفادها الشَّك فيها، وأنَّ خطيبتك تَخونك، مع عِلْمك بعدم صحَّة هذه الفكرة، ولأنَّك تعرف أنَّها غير صحيحة، فإنَّك لا تستطيع التخلُّص منها، إلاَّ بتفتيش حاجياتها ومراقبتها، وتَتَبُّعها كأفعال قهريَّة؛ ليتتأكَّد من شكوكك، أو ترتاح منها بالتأكُّد من عدم صحتها؛ لكنَّها تعاودك مرَّة أخرى، مشكِّلة ما يشبه الدائِرة، حيث تعود الفِكْرة التسلُّطية، ويتبعها الفعل القهري، وهكذا.
وهذا ما جعل العديد من الأطبَّاء يُدْرِج "الغيرة الوهاميَّة" تحت طيف الوسواس القهْري، وحتَّى الآن ما زال سبب "الغيرة الوهامية" مَجْهولاً عند الأطبَّاء النفسانيِّين.
سيدي الفاضل، أنت تُحاول أن تقاوم الوساوس، وهذا أمر جيِّد جدًّا، ولجأت لموقعنا لتخطي هذه المشكلة التي تعاني منها، وهذا أمر رائع ومهمٌّ جدًّا؛ لأنَّه سيساهِم في إنقاذ حياتك المستقبلية مع شريكة حياتك التي قد تنهار بسبب هذه الغيرة، وهو أمر مؤسف جدًّا أن ينتهي خطبتك من امرأة تحبُّها، وتثِق بصلاحِها وتقْواها بسبب أمور لا أساس لها من الصحَّة، وتستطيع أن تعالِجَها وتحلَّها.
فعندما تحس الخطيبة بأنَّ خطيبها لا يثِق بها، ويشك فيها، يختنق الحب الموجود بينهما، ويتحوَّل بسبب الغيرة إلى قيود تكبّل الحركة وتشلّها؛ لأنَّ الخطيبة وقْتَها تصبح مطالبة بتقديم مبرِّر لكل فعل تفْعله أو أمر تقوم به، ومن المؤسِف أن يتصوَّر البعض أنَّ الغيرة دليل على الحبِّ القوي الصَّادق، فالحب إن لم يكن قويًّا راسخًا لن يستطيع الصمود في وجه الغيرة أبدًا؛ لأنَّها مزيج من القلق والخوف والتوتُّر والضيق، وليس الحب القوي الجامح! وصلَّى الله على رسولِنا الكريم، الَّذي قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ من الغَيرة غَيرة يبغضُها الله - عزَّ وجل - وهي غَيرة الرَّجل على أهله من غير رِيبة))؛ رواه أبو داود والنسائي وابن حبَّان.
حيث إنَّ شدَّة الغيرة تجلِب المذمَّة للمرْأة، حيث سيقول النَّاس: ما صار زوجُها هكذا إلاَّ لعلمه بأنَّها غير شريفة أو بأمر فعلته، والإمام علي - رضي الله عنه - يقول: "لا تُكثِر الغَيرة على أهلك، فتُرْمَى بالسوء من أجلك". وقد سألت في استشارتِك إن كان هناك علاج لحالتك، وأُطَمئنك بـ نعم، يوجد علاج لحالتك، هذا العلاج يحدِّدُه الطَّبيب النَّفسي الذي عليك أن تذهب إليه في أسرع وقت ممكن، وربَّما كان الشَّائع لمثل هذه الحالات هو العلاج المعرفي السلوكي، الَّذي أدَّى إلى نجاح علاج الكثير من هذه الحالات؛ لأنَّه يساعد المريض على التعرُّف على أفكاره الوسواسية بدقَّة، وتعلُّم طرق مقاومتها ومنع الاستجابة لها، وقد يرى الطبيب أنَّك تحتاج إلى علاج بالعقاقير، وكل ذلك يعتمد على حالتك ومدى تقدُّمها وتشخيص الطَّبيب لك.
أخي الكريم، إنَّ أيَّ سلوك نريد تغْييره أو اكتِسابه يحتاج منَّا إلى وقت وجهد وصبر، وهذا ما عليْك أن تتحلَّى به أثناء علاجك.
وفَّقك الله ويسَّر أمورك، وننتظر رسالة تبشِّرنا فيها بنتائج العلاج.
واقرأ أيضًا:
الغيرة الوهامية والاكتئاب الثانوي
الغيرة ووهام الغيرة
أشك في زوجتي وسواس أم وهام؟
طيف الوسواس: غيرة مرضية؟ Pathological Jealousy?