تهوى زوجها وتحب زميلها
بدايةً أود أن أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع الذي يتيح خدمة عظيمة للكثيرين ممن يجدون صعوبة في التردد على الطبيب النفسي، وأقترح عليكم إنشاء موقع.
آخر يكون عبارة عن عيادة نفسية إلكترونية تقدم جلسات علاجية مدفوعة الأجر عن طريق الشات لمن لا تستدعي حالته علاجا مكثفا أو يكون بداية تمهيدية تشجعه على الحضور للعلاج النفسي، عذراً للإطالة، فيما يتعلق بالاستشارة النفسية وهي لا تمثل مشكلة نفسية شخصية ولكن استشارة عامة.
أثناء عملي في جهة حكومية كنت دوماً أجد كثير من التجاوزات في التعامل بين الزميلات والزملاء وإن كان عدد الزميلات أكثر بكثير من الرجال وهذا كان يعطي لهن حرية أكثر في التعامل والتحدث ، هذا أمر شائع نتيجة عدم الالتزام الديني والتساهل في التعامل والمزاح الخارج تحت مسمى ده زي أخويا،
لكن المشكلة أن هناك بعض المتزوجات الملتزمات ظاهرياً وهن يتصرفن باحترام مع الجميع ولكن رأيت أن منهن من يقعن في حب بعض زملائهم ويقتصر الأمر على النظرات والابتسامات أو الكلام بلطف ورقة رغم أنهن يحببن أزواجهن ويتحدثن عنهم بشكل جيد، ومنهن من تحب بعض الممثلين وخاصةً من المسلسلات التركية،
الأمر الذي يحيرني أن كيف أختار زوجة مناسبة وأضمن إخلاصها ولقد رأيت الكثير من الزميلات اللاتي يبدو من التعامل السطحي معهن أنهن في غاية الاحترام، قرأت من زمن مقولة لأنيس منصور يقول فيما معناها أن المرأة مثلما لها رجل في السطح يجب أن يكون هناك رجل في العمق، أعلم أن هناك الكثير جداً من الملتزمات بشكل حقيقي ولكن كيف يمكن الوصول إليهن وسط هذا الزخم ممن يجدن أن الحب إذا كان بالقلب فقط لا يعد خيانة وقد رأيت هذا عن قرب ولأن مكان العمل ليس كبيراً وعدد السيدات كبير كان سهل جداً رؤية تصرفاتهن وسماع كلامهن عن قرب وكان هناك الكثير مملا داعي لذكره ولكن يكفي لنفور أي شخص منهن،
أريد أن أعلم ما تفسير ذلك التناقض كيف تحب المرأة زوجها وتحب آخر رغم أنها على خلق جيد في الظاهر وهل هذا نتيجة أنها عاطفية ومرهفة المشاعر أم بسبب عدم غيرة الزوج عليها فتشعر بحرية في حب آخر وهذا لاحظته مع البعض، وكيف يمكن أن أعرف شخصية من أتقدم لها ومعرفة هل ستكون مخلصة أم يمكن أن تضعف وتحب آخر إذا سنحت لها الفرصة؟
17/5/2016
رد المستشار
رسالتك تدخل بنا إلى حقل ألغام مهجور، ووضع مسكوت عنه، وقليل من يطرق عندنا الطرق الوعرة، والمسائل الحساسة!!!
شكرا على مقدمة رسالتك التي اهتممت فيها باقتراح إيجابي قام به موقع عربي حديث صار يقدم هذه الخدمة بالفعل. حياتنا الاجتماعية والفكرية مثل السياسية تضربها فوضى عارمة، واختلاط في المفاهيم، ويسودها جهل عارم بالدنيا والدين، وتخبط هائل في الممارسات، ولا أحد يهتم بمناقشة جادة لما يجري، وما نتجرعه!!
مؤخرا نشرت مجلة أسبوعية رائجة خبرا وتقريرا يقول بأن عدد قضايا الطلاق المنظورة أمام القضاء المصري خلال العام المنصرم 2015 كانت أربعة عشر مليون قضية!! يعني أن ثلث تعداد المصريين – تقريبا – مشتبكون في نزاعات تخص فصم العلاقة الزوجية، ثم يصدر رقم أو تصريح آخر يقول أن مصر هي صاحبة النسبة الأعلى للطلاق في العالم!!
ورغم هذا، وذاك لا يجد المصريون داعيا أن يتوقفوا لمراجعة حياتهم الأسرية والاجتماعية، الطريقة التي يتزوجون بها، والطريقة التي يفكرون بها في الزواج، والعلاقات. بؤس التفكير والتدبير والمسلك قادنا إلى حيث تصف في رسالتك، والتناقض الذي تتحدث عنه ليس تناقضا في الحقيقة، ولكنه تدبير مختل يبرز للتعامل مع وضع متناقض!!
الحديث في هذا الموضوع يطول، ولكن أسألك هل تأخذ المرأة في مجتمعنا فرصة للتعرف الصحي على الرجل الذي ستتزوجة؟!
هل فرصة اللقاء السليم، والتفاعل الصحي الطبيعي في أنشطة الحياة التي تضم رجالا ونساءا، هل هذه الفرصة موجودة؟!
هل حسمنا الموقف من تواجد وتفاعل وتعامل وتعاون الرجال والنساء في المجال العام أصلا؟!
هل تناقشنا في الأمر عل نطاق واسع وصولا إلى اختيار اجتماعي جماعي مقبول يحدد الموقف من اللقاء الطبيعي العام بين الجنسين؟!
تلك مساحة شديدة الغموض، شديدة الفوضى بين من يحرم ما يسميه الاختلاط، وبين من يمارسه على النمط الغربي، دون أي نقاشات أو محاولات واضحة لصياغة أو توليد شكل للتفاعل بين الجنسين!!
بدون هذا الحسم لا يوجد مسرح صحي يضمن تصديق أن ما يقال عن الحب والعواطف هو حقيقي فعلا!!
أصلا مشاعر المرأة عندنا، وأنوثتها، واحتياجاتها هي موضع إنكار واسع، وتجاهل مريب، وتشديد أحمق، أو تمرد مخزون يحاول انتزاع حق الحياة فضلا عن ما تسميه حبا!!
لا أصدق أنا كل هذا الكذب الذي نمارسه، والأسماء التي نطلقها على مسميات لا تمت بصلة للحقائق!!
النتيجة أن المرأة – في مجتمعاتنا - تجد نفسها مدفوعة للزواج بشخص "مناسب" قد تقنع نفسها بأن قبولها به هو "الحب"، ووراء هذا القبول أسباب كثيرة غير الإعجاب، أو الشغف العاطفي (هل أعددها لك، أم هي واضحة؟!). ثم بعد أن تحقق هدف الزواج، وتحصل على اللقب، والقلادة ربما تجد هذا الزوج المقبول غير قادر على تبادل المشاعر، وقد لا يفهم لغتها، ولا يكون لديه وقت، ولا فيه دماغ للرومانسية، فهو طبقا للمعايير والمواصفات المصرية المعتمدة يعمل في أكثر من مهنة، أو يكتفي بالانجاز المادي، ودفع الفواتير، ويعتقد أن الحياة الزوجية السعيدة المشبعة هي أن تكون الثلاجة ممتلئة، وأن يكون قادرا على الانتصاب والمضاجعة بمعدل معقول، ودمتم!!
وطبقا لنفس الطريقة السائدة في الحياة تتحول المرأة بالتدريج إلى شجرة جميز ضخمة بعد أول إنجاب، ومع غياب ممارسة الرياضة بانتظام قبل وبعد الزواج!!
وإذا غفل الزوج عن التغزل بشجرة الجميز فإن الزميل لا يمانع، الفيسبوك موجود، والرجال بالملايين!!
والحياة مملة، ورتيبة غالبا، وتحولت إلى لهاث متواصل، وضغوط متراكمة، وجنون مادي استهلاكي كامل، وهذه حياة لا تسمح إلا بعلاقات مسموحة بين الزوجين، وتفسح الطريق أمام المغامرات للطرفين!! إلا ما رحم ربك!!
متاهات وبلاءات لا تعجب لمن هلك فيها.. كيف هلك، ولكن أعجب لمن نجا.. كيف نجا!!
والتعويل على دين يعصم من الزلل في هذه الفتن هو تيه إضافي لأن نمط التدين الغالب هو شكلاني هش أجوف لا يصمد في أفران الحرارة العالية، والضغوط المتزايدة، ولا ملجأ ولا منجى إلا بوعي، وحوار، واتفاقات، وإنضاج للعقول، وإيقاظ للأرواح، وبدون ذلك لا أجد لك، ولا لي، ولا لنا إلا الدعاء.. ودمت سالما.
التعليق: السلام عليكم ورحمة الله
بداية أسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة المحبة التي تقر بها عينك وتهنأ بها نفسك الموضوع اللي حضرتك بتتكلم فيه دا من أكثر المواضيع قسوة على النفوس لو تعلم ..
حضرتك شايفة من منطلق أنك عايز تتزوج من إنسانه صالحة وعايز تتأكد من كونها لن تتغير عليك ..
لك كل الحق في الجزء الأول .. أنك عايز إنسانه صالحة .. لكن النصف الثاني دا اسمح لي .. هل أنت شخصيا تضمن نفسك ؟؟؟؟؟
هل أنت تستطيع أن تقسم أنك لن تتغير عليها ؟ او يميل قلبك لغيرها ؟
أو بلاش كدا او كدا ..
هل تضمن أن تكون معصوما من فتنة قد تصيبك (أسأل الله أن يعافينا ويعافيك)
إن ضمنت نفسك .. فهذا ما يخصك وأقدر أقول لك وقتها أنك تضمن عدم تبدل حالها إن لم تتبدل انت
عليك بالظاهر والاستشارة بعد الاستخارة والدعاء أن يرزقك الله الخير
أما بقى النساء اللي حضرتك شايفهم حواليك دول فالله تعالى أعلم بحالهن .. أنت شايفهم غلطانين .. قد يكون حكمك صحيحا، لكن أنت لا تعلم بيوتهن شكلها إيه ولا إيه الضغوط اللي هم متعرضين لها ولا حالتهم إيه ولا هم بينهم وبين نفسهم حالتهم إزاي
البيوت مغلقة على من فيها لا يعلم بحالها إلا الله