العريس والمصير .... العربة قبل الحصان م

رد المستشار

أتصور حالك، لو علق زوجك بلا عمد عن أي جزء في جسدك حتى لو لم يكن أنفك؟، أتصورك حين تنتهي مراسم الزواج الأولى، وتبدئين في التعامل مع تحديات الحياة، ويهبك مثلا فتاة متوسطة الجمال ماذا ستوصلين لها من مشاعر، وأفكار؟ كيف ستتصرفين كشريكة حياة، وزوجة، وأم وأنت لا تثقين في نفسك هكذا كما ذكرت؟؟، كيف ستهنئين كما تقولين؟؛ فالزواج ليس ليلة، وجنس، وتباهي بوجود رجل.!!..

الزواج رحلة نتطور بها، وفيها من خلال تحديات كثيرة، ومتعة كبيرة، الزواج قد يكون بداية تغيرنا، أو عقبة تغيرنا؛ الزواج الذي قد نتصوره حلا للمشكلات قد يكون هو بداية المشكلات؛ فالزواج ليس نزهة، الزواج مسؤولية ووجود؛ فحين يكون وجودنا باهتا، ضعيفا، متشككا ستتأثر علاقتنا مع شريك الحياة وتؤثر فيه سالبا بلا جدال، فأنت تتصورين أن الزواج طوق نجاة من حنق الانتظار، وأعتذر لك برغم أن كل ما يهمك هو كيف تتصرفين لو جاء العريس ولم تعجبيه،

إلا أنه ليس الأهم في الحقيقة فيما ذكرت؛ فعلاقتك مع نفسك، وفهمك لنفسك، وللحياة، والزواج هو حقيقة نجاتك من الغرق حتى وأنت متزوجة!، وهو واجبك الآن الآن قبل الزواج، وأتوقع عدم رضاك عن إجابتي، ولكن الأمانة تقتضي مني أفعل هنا ما يفيدك حتى لو كان بعيدا عما تتصورينه مهما؛ فالرجل قد يفتتن بجمال فتاة، ولكن حين يتزوج إن كان ناضجا؛ سيختار من يطمئن معها على نفسه، ويرتاح لما يراه من تفكيرها، ويأتمن من يرضاها أما لأولاده، ومن تسعده بشراكتها لحياته بقدر كبير من التفاهم حتى وإن كان هناك بعض الاختلافات،

فأنت تحتاجين أن تفيقي من اختزال نفسك كلها في شكلك، وأن تكفي عن اختزال الزواج في هناءة يوم، وأن تتوقفي عن فكرة أن زواجك صعب، أو أن إعجاب العريس، وأهله هو ما سيحدد مصيرك، وانتبهي لما قلته لتهنئي بزواج ناجح، وسعيد فعلا، فكم من بيوت فيها أزواج بلا عمار، وكم من ناضجين تمكنوا من السعادة بالزواج، وبدونه.

المستشار: أ. أميرة بدران