السلام عليكم
اح أعطيك بالمختصر المفيد؛ أنا فتاة متزوجة منذ عامين ولدي ولد. أنا أهلي كانوا رافضين زوجي بسبب هذه المواصفات:
لا يصلي، يشرب الخمر كل يوم، يشرب الكيف أي الحشيش كل يوم، لديه سوابق أنه كان يزني مع أصحابه، هل هذا يؤثر على حياته أي أنه يصير شاذا؟؟
مع أني لاحظت عليه بعض الأمور أي خلتني أشك وأنا الشك راح يقتلني مقهورة لأني أحبه وأهلي قالوا لي تعالي تطلقي منه لأن هو مو رجال خصوصا أخواني الذكور لأنهم أسمعوني عنه أشياء كثيرة....
هل أطلب الطلاق أرجو الحل قبل الاثنين لأني رايحة لبيت أهلي ولازم أقول لهم قراري النهائي.
وشكرا
8/5/2016
رد المستشار
أشكرك يا "أم أحمد" لثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، الزواج يجدر به أن يكون بناءً حصيناً قائماً علي أسس راسخة تمنع أي زلزال مهما بلغت قوته النيل منه. وإذا أبدلنا شرطاً جوهرياً عند الاختيار لنضع مكانه شرطاً جمالياً فإننا دون شك نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم :21]
هيا نتأمل معا الآية الكريمة لنرى المعجزة الحقيقية فيما تحمله من معنى، فهي التي حددت الهدف الأسمى للزواج وهو الفوز بالسكن والمودة والرحمة، وهذه هي فعلاً مقومات الزواج الناجح، لأنه يلّبي الحاجات الأساسية للنفس البشرية، فالإنسان في مراحله العمرية المختلفة لا يستغني عن أيٍ منها، ولما كانت هذه هي الآية الوحيدة في القرآن التي حملت هذا المعنى المُعْجِز؛ فلا يسعنا كي نحظى بما فيها من عطاء هو حلم كل شاب وفتاة إلا أن نبحث في السنة المطهرة فقد ورد بهذا الشأن أحاديث عديدة.
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ» الراوي: أبو هريرة (صحيح البخاري؛ رقم: [5090])، فالحديث يبين الصفات التى يبحث عنها جملة الناس ثم يقطع بأهم صفة يجب توافرها فى الزوجة؛ ألا وهي أن تكون ذات دين كي تتحقق للشاب السعادة فى الدارين.
يقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: «إذا أتاكم من تَرضَون دِينَه وخُلُقَه فأنكِحوه إن لا تفعلُوه تكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبيرٌ» الراوي: أبو حاتم المزني (إرواء الغليل؛ رقم: [1868]).
أما قائمة الشروط التي نجدها موضوعة من قِبَل بعض الفتيان والفتيات فمعظمها تكميلية تجميلية وليست وظيفية، فالزواج يجدر به أن يكون بناءً حصيناً قائماً علي أسس راسخة تمنع أي زلزال مهما بلغت قوته النيل منه. وإذا أبدلنا شرطاً جوهرياً لنضع مكانه شرطاً جمالياً فإننا دون شك نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. فعندما يشترط الرجل في المرأة الجمال أو تشترط المرأة في الرجل المال على حساب الدين إنما هو منتهى التفريط فالمال والجمال والجاه وكل هذه الأمور إنما هي مميزات قصيرة الصلاحية، غير مضمونة حتى على امتداد أعمارنا القصيرة؛ أما ما حدده الإسلام فهو لإقامة الدنيا والآخرة معا.
فماذا يُجدي الرجل إذا تزوج بامرأة جميلة لكنها عابسة الوجه لا تحمل نظراتها أي شعور بالرضا والتفاؤل كما أن كلماتها أبعد ما تكون عن مشاعر المحبة والتقدير! وماذا يجدي المرأة أن تتزوج برجل ذي مال وجاه لا يعرف لسانه إلى الكلمة العذبة أو اللمسة الحانية طريقا!
أذكرك ثانيةً بأن المولى الذي جعل السكينة والمودة والرحمة سبباً للوفاق أعلم بما يُصلِح لنا حياتنا: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14]، واحذري الدخول في تلك الدائرة المغلقة المعروفة بالتردد؛ فالتردد يسبب التأخير، وضياع الفرص يسبب مزيد من التردد.. وهكذا. وإنما الأمر يتطلب مزيدا من التوكل على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
وكل ما سبق هو محاولة لتوضيح بعض المقومات التي تساعد على نجاح العلاقة الزوجية، والوحيدة التي تستطيع اتخاذ قرار الاستمرار أو لا هي أنت فعليك أن تعقدي كفتي ميزان تضعين بإحداهما مميزات زوجك وبالأخرى عيوبه وأنت الوحيدة التي تقرر تستمرين أو لا، وكذلك تكتبين مميزات الانفصال والنتائج المترتبة عليه وعيوبه والنتائج المترتبة عليه، وتتخذين القرار الذي لن يدفع ثمنه غيرك، مع تمنياتي بالتوفيق وتابعينا دوما بأخبارك.