الشعور بالموت او الجنون
السلام عليكم ورحمه الله، بالبداية أريد التأكيد بأن تكون مشكلتي سريه ولا أود عرضها رجاءً.
أنا أم لأربعة أولاد، وأصغر فرد في أسرتي متزوجه منذ خمس عشرة سنة، أول أربع سنوات من زواجي كانت طبيعية وكانت مشكلتي هي الحالة المادية فقط.. أنا لا أتقن ترتيب الأحداث التي مررت بها، ولكن سأحاول قدر المستطاع عندما أنجبت ابني الثاني وكان عمره ثمانية شهور، ذهبت أنا وزوجي لنزور أخته في العقبة، وهناك حدث لي شيء غير حياتي لحد الآن.
كنا في محل لشراء الملابس، وشعرت داخل المحل بشيء غريب وكأني أموت. خرجت من المحل وأنا شاعرة بأني سأنتهي، تمالكت نفسي، وأكملنا مشوارنا، اختفت الأعراض كم يوم، وبعدها رجعت أصبحت أتذكر الأموات تلقائياً، وأتذكر الأحلام القديمة، والأشخاص القدماء في حياتي، حتى وأنا صغيرة جداً بدون مقدمات واستمرت الأعراض أربعة شهور متواصلة، أشعر بشيء بجسمي يشبه سكرات الموت، وأصبحت أبكي باستمرار، ولا آكل، فهذا الشيء يمنعني من الأكل، من الكلام، من النوم، حتى لا أستطيع الجلوس في مكان لمدة طويلة، خائفة منه، ولا أعلم ما هو فعلاً، لا يمكن وصفه.
أنظر إلى أولادي وأنا من داخلي خائفة، ولهذه اللحظه لم أخبر أي أحد بما حصل معي، نزل وزني بشكل كبير، الأحلام كانت تأتيني بالمنام، ويكون تفسيرها الموت، وعندما أقرا التفسير تزداد حالتي. قرأت عنها فوجدت بالنت أنها حالة هلع واكتئاب، ولكنها ليست شعور كانت حقيقةً حرقة في صدري، من معدتي حتى رأسي، زغللة عيون، وارتخاء في جسمي، حتى كنت لا أستطيع حمل إبرة.
كنت أنيم أولادي وأضع حرامات على الشبابيك، لا أريدهم أن يستيقظو، لأني كنت غير قادرة على تلبيه طلباتهم، وكنت أخبئ عن زوجي كل هذا، وأتظاهر أني بخير، لأنَّه غير متفهم، ولأن بالعائلة لدينا أخت مريضة نفسياً، وحالتها ميؤسٌ منها، ولأن وضعه المادي غير قادر على علاجي، فلجات لشخص مقرب من عائلة زوجي، أخذني عند دكتور، ووصف لي إيفكسور ولكن للأسف لم أستفد أي شيء، بالعكس زادت حالتي، ذهبت لمشايخ.. أخبروني أنه مس، وبعدها عين وحسد، وقرين، وللأسف الجميع استغلني كوني وحيدة، لا يوجد لي أهل بالأردن، ولا كنت قادرة أن أخبر زوجي بحالتي، عادَ هذا الشخص المقرب وأخذني على مركز طب نفسي، فيه وصفلي الدكتور دواء بيرلكس وتابعت عند دكتور سلوك معرفي.
في هذه المرحلة، أصبحت الحالة متقطعة ولكنها لم تنتهي. أصبحت تأتي على فترات، ولكن ما بين الفترات أنا لم أكن طبيعة، تأنيب ضمير، شعور بالتقصير من ناحيه الدين، أشعر لو أني لجأت للدين، لا أستفيد ولا حتى للدواء، بعد فتره أجبرت نفسي على ترك العلاج لأن الشخص المقرب حاول استغلالي جنسياً وأنا أرفض.
الطبيب السلوكي قدَّر ظرفي، لكنه ساعدني بالبدايه بثمن الجلسات، وعندما عدت للعلاج طلب نسبة من الكشفية، وأنا لا أملك ثمن العلاج. قطعت الدواء لمدة، ومن فتره عادت الأعراض، ولكن بشكل أخف، ومع ذلك نفسيتي مدمرة، عندما عادت حاولت أن أتصرف ولكن لم أستطع.
أصبحت أشعر أني أريد الصراخ والخروج من البيت، في داخلي صراع كبير، وأمام الجميع طبيعيَّة أدخل الحمام للهروب من أمامهم حتى أبكي أو أجلس وحيدة بحجه استخدامه لمده يومين، لم انم أبداً. شيء يمنعني من النوم، لا أستطيع وصفه. فكرت بالانتحار لأن الموت أرحم من شعوري هذا، إحدى عشر سنة لم أعيش حياتي طبيعية مثلي مثل باقي البنات’ لا أعرف كيف الناس تفرح، ولا أعرف أنا أستمتع بالنعمه التي لدي، أربع أولاد متل الزهور.
تعبت أقسم بالله تعبت تلخيص إحدى عشر سنة بكل تفاصيله صعب، ساعدوني جزاكم الله الخير هل أنا سوف أجن بيوم من حالتي، لو كان الموت -مش زعلانة- لأنه ربنا رحمن رحيم. بس أنا تعبت، وربنا تعبت، لو كانوا الناس ما رحموني اكيد ربنا رحيم، وأعلم بحالتي.
حاولت إخبر أهلي بس برضوا ما فهموني، وصارو يحكولي بدك تعملي بحالك متل ما إختك عملت بحالها، ما حدا فهمني، رميت نفسي بيد عالم ما بتخاف ربنا لو الإحساس هاد الي بشعر فيه يروح. كل شي بينحل، بس أنا بعاني منو شي غريب ما بعرف اوصفه، دمر حياتي كلها. تصورو مرة وحدة بتحكي عن الحشيش أمامي أنو بنسي طلبت منها تعطيني منو. واخدتو بس والله استغفرت ربي لكن من يأسي صرت أتخبط، بدي أرتاح.
يا ريت تكونوا فهمتوا علي وما بتمنى أي شي غير إني أرجع طبيعية أهتم بولادي وزوجي، متلي متل أي حدا، وأنو يكون ربنا غفرلي من إلي مريت فيه، ويكون بميزان حسناتي، صراحه في تفاصيل كتيرة انا ما حكيتها لأنها كتيرة، قصتي طويلة مو يوم أو شهر’ بس أنا مستعدة أجاوب على أي سؤال مطلوب مني في سبيل إني أشفى، والله المستعان، والحمد لله على كل حال، أرجو الرد.. أنا بحاجة أي كلمة تخفف وجعي، وربنا أعلم وشكراً.
6/8/2016
رد المستشار
سيدتي الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أدعو الله لك بموفور الصحة ودوام العافية. أقدر جداً معاناتكم الطويلة عبر السنين, والألم الجسدي والنفسي الذي تعانين منه منذ فترة ليست بالقصيرة.
أعرف أن جزء كبيراً من معاناتك يتمثل في عدم وجود تفسير مقنع لما تعانين منه, ولكي لا أطيلَ عليك, أود إبلاغك أن ما تعانين منه هي أعراض لاضطراب نفسي معروف طبياً, ومتفق عليه, ويسمى اضطراب الفزع أو الهلع Panic disorder وللأسف فإن الوعي الجمعي لدينا ينسب المرض النفسي غالباً إما للضغوط النفسية أو الاجتماعية أو الأسرية, وفي أحيانٍ كثيرة يعزيه لضعف الإيمان بالله أو التقصير في الواجبات الدينية, وهذا للأسف به من الظلم الكثير, ولا يساعد على تحسن الحالة الصحيَّة, ولا التعافي من المرض النفسي أو العضوي.
وعلى سبيل المثال، فما تعانين منه هو اضطراب نفسي يُعزى إلى اضطراب دقيق في بعض الموصلات العصبية التي يفرزها المخ, وأهمها إلى السيروتونين, وهو اضطراب لحظي أو يأخذ صورة نوبات يحس خلالها الشخص إحساساً حقيقياً بدنو الأجل, أو سكرات الموت, أو خروج الروح إضافة إلى زيادة في نبضات القلب, وصعوبة التنفس, وتنميل الأطراف, والخوف والفزع الشديدين, إضافة إلى مجموعة من الأعراض التي تزيد أو تقل حدتها من شخص لآخر.
لا شك أن الضغوط النفسية تؤثر في حدة النوبة, ولكنها وبشكل كبير ليست سبباً في نشوء أو ظهور الحالة بداية، كما أنَّ تعاطي مواد مخدرة كالحشيش وخلافه, يزيد من حدة وتتابع النوبات عكس ما يظن البعض.
أنصحك -حال استمرار هذه النوبات- بعرض نفسك على أحد الأطباء / الطبيبات في مجال الطب النفسي، وسيقوم باستبعاد الأمراض العضوية ذات الأعراض المشابهة كأمراض القلب والغدد الصماء كإجراء وقائي، ثم يلي ذلك وصف بعض العلاجات الطبية التي تعمل على ثبات تركيز السيروتونين كموصل عصبي بالمخ, وهي أدوية معروفة ومقننة طبياً ومثبتة الفاعلية في هذا المرض, إضافة إلى درجة أمانها العالي, وعدم وجود أي خطورة تجاه إدمانها أو تأثيرها على حالة الوعي, أو الكفاءة في العمل، وإلى جانب العلاج الدوائي يستطيع الطبيب حسب تقديره للحالة الآنية لك تقرير مدى استفادتكم من الجلسات النفسية المعروفة بجلسات العلاج السلوكي المعرفي، وبإذن الله سيكون هناك تحسناً ملحوظاً مع العلاجات الطبية أو جلسات العلاج السلوكي المعرفي.
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، وأن يصلني خبر تعافيكم في القريب العاجل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرأ أيضًا:
مقالات عن اضطراب الهلع
نفسي عصابي: اضطراب هلع Panic Disorder
نفسي عصابي: نوبة هلع Panic Attack