مساعدة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، جزاكم الله خيراً على مساعدتكم.
هذه وصف لبياناتي وحالتي:
- النوم الكثير عند الإجازة أو عدم وجود عمل.
- أكل وشهية متقلبة.
- أفكار غريبة: كالشك في بعض الناس، نعم أشك أن الناس يستغولنني.
- أفكار غير منطقية حيث أشعر بالتوتر من أقل المواقف، مثل: تفكير في مواقف معينة مثل الجواز وأتخيَّل مواقف سيِّئة ستحدث.
- الشعور بالعظمة لا
- الشعور بالاضطهاد بعض الأحيان أو أفكار غريبة عن الدين لا الحمد لله
- تهيؤات، أو هلاوس سمعيَّة أو بصرية لا
- سلوكيات غريبة كالإهمال في نظافتك وملبسك بعض الأحيان أشعر بعدم الرغبه في فعل أي شيء, أحب النظام, وترتيب الأشياء جداً.
عائلتك (بالتفصيل): العلاقة مع الوالد، الوالدة، الأخوة، الأخوات. الوالدين منفصلين منذ كان عمري 3 سنوات, وأمكث مع الوالدة في بيت جدي وجدتي, وقد توفوا ولم يتبقي الآن إلا أنا وأمي وخالتي فقط, وأكلم والدي قليلاً, لايوجد لديَّ أخوات من الأم. يوجد لدي إخوه من الأب. وبالنسبه للأم فهي طيبة جداً ولاتستطيع التصرف في المواقف.
- أي مرض عضوي كالصرع أو مرض بالقلب أو ربو أو سكر قولون عصبي صداع نصفي.
- منذ متى وأنت مريض؟
- أريد وصفاً أكثر تفصيلا للاكتئاب (بالتفصيل) أو القلق بدايته، زيادته، ما يقلله أو يزيده، مدته، شدته، كثرة لوم النفس وتأنيب الضمير، طبيعة نومك، هل لديك قلق وتوتر وخوف من المستقبل، رهاب اجتماعي.
مذ أن كنتُ صغيراً, كان لدي رهاب, وأخاف من التكلم مع الناس, والأقارب, أو الغُرباء, وفي مرة عام 2011م كنت أدرس, وكان يجب أن أتكلم أمام الزملاء, فلم أذهب وتغيبت وتحججت بالمرض, فقررت أن أذهب للطبيب, وشرحت له الحالة, وقال أن عندي رهاب اجتماعي مع قلق, ووصف لي دواء لوسترال قرص لمدَّة سنة, وشعرت بالتحسن. خاصة أعراض جسدية للرهاب, من تعرُّق شديد, وخوف, والتزمت بالجرعة لمدَّة سنة.
ثم سته شهور أخرى, جرعة تنازلية, ثم توقفت عن الدواء. وبعد فترة أحسست بعودة بسيطة للرهاب, ولكن وجود حزن شديد وعصبية وقلق, ورغبة في البكاء, وشعور بالضعف, وخوف من المستقبل, وتخيل أشياء سيئة, وشعور بأنني أقل من الناس. فذهبت إلى طبيب آخر, فوصف لي دواء مودابكس قرص واحد يوميَّاً وقال لي يمكنكَ أن تأخده طوال حياتك, وهذا كان في 2013م, ومنذ ذلك الحين آخذ الدواء.
المشكلة أنه يأتيني بعض الأعراض من فترة لأخرى, وهي حزنٌ شديد ويأس من الحياة وتمني الموت, وقلق وتوتر وعصبية, وشعور بالغضب, وشعور أنَّ بداخلي شخصيتين: شخصيَّة تعلم الصواب ولكن لا تستطيع اقناع نفسي بذلك مثل أنني أعلم أنني أفضل من آخرين في مستوى علمي, وكل شيء وأحمد الله على ذلك, ولكن لا أستطيع أن أشعر بذلك, فيأتيني حزن أستطيع أن أنصح الناس الذين أعرفهم, ومتعوِّد على الكلام معهم, ولكن لا أستطيع نصح نفسي.
أريد أن أقدم على الزواج, ولكن يوقفني خوفي من المقابلة للرهاب, ورهاب أن أخبر أهلي بأني أريد الزواج, مع أنه عندي 28 عاماً، عندي سرعه تقلب للحزن مثل أن أكون في رحلة, وأكون سعيداً, ويأتي لي تفكير سيء فأشعر بالحزن, سرعة التململ من أي شيء سريعاً, إرهاق وتعب شديدين, أغلب الأوقات, تعرق شديد عند التوتر, والرغبة في الموت أو الانتحار (بالتفصيل), يحدث في بعض الأوقات يأس شديد, ورغبة وتمني الموت ولكن لم يحدث أي محاولة.
- هل تتعاطى أي نوع من المخدرات: لا إطلاقاً
- هل لديك نوبات هوس: انبساط زائد ومرضي وغير طبيعي مع قلة نوم، وزيادة في الرغبة الجنسية، ونقد للآخرين، وعدم أكل، وشعورك أنك فوق كل الناس وأعظم منهم، وأنك مضطهد وشكاك في كل من حولك عند الحزن الشديد أشعر بالغضب الشديد, والرغبه في ضرب أي شيء, ولكن لم يحدث شيء.
- هل لديك وساوس، ما هي، منذ متى، وكم من الوقت تقضيه في الأفكار الوسواسية، وكم من الوقت تقضيه في الأفعال القهرية، وهل تلك الوساوس أو الأفعال القهرية تؤثر على عملك أو دراستك أو علاقاتك الاجتماعية مع الناس، وإلى أي مدى تؤثر على حياتك. يوجد وساوس كثيرة وخاصة وقت الفراغ أو قبل النوم, وخوف من المسقبل.
- هل لديك نوبات هلع، توهم مرضي؟
يحدث توهم مرضي عندما أقرأ عن تفاصيل أي مرض, فأشعر أنه لديَّ, وعندما أكون مريضاً أخافُ أن آخذَ أي دواء إلا بعد قراءة النشرة, ومعرفه أعراض جانبيَّة. وأوقات أتوهم أنها جاءت لي.
- ما هو تصورك لنوعية المساعدة التي يمكنني أن أقدمها لك؟
تفسير ما يوجد عندي، هل رهاب أم اكتئاب أم قلق, وعلاجه وسببه، وهل يجب أن أستمر على العلاج طوال عمري, وما هو العلاج المناسب لحالتي، وهل هناك نقص في بعض مواد الجسم تؤدِّي إلي الاكتئاب مثل أوميجا 3 أو حديد أو أي مادة أخرى.
28/8/2016
رد المستشار
أخي الكريم ا.أحمد، السلام عليكم.
أدعو الله لكم بدوام الصحة والشفاء بإذن الله.
بعد قراءة شكواك استطيع أن أوجز المشكلة عندك في الرهاب الاجتماعي أو ما يطلق عليه Social Anxiety Disorder، وما يترتب عليه من أعراض اكتئابية وميل للعزلة ويأس من حدوث أي نقلة نوعية في مسار حياتك نتيجة الخوف من التفاعل مع العالم الخارجي.
مشكلة الرهاب الاجتماعي Social Anxiety Disor der هي متلازمة يشكو فيها الفرد من الشعور بالقلق والتوتر الشديد, عند قيامه بتقديم نشاط معين كتقديم محاضرة أو القاء خطبة أو حتى تناول الطعام أمام جماعة من الأشخاص, رغم الأهلية والكفاءة التامة, وربما القدرة الاستثنائية للقيام بتلك المهارات أو المهمات عندما يكون الشخص بمفرده مما يؤدي في النهاية إلى مزيد من العزلة لهذا الشخص, إضافة إلى خسارته للعديد من الوظائف أو المراتب الاجتماعية التي يكون هو أهل لها لقدرته, أو مهارته أو مؤهلاته إلا أن ذلك الرهاب أو الخجل يكون سببا أساسيا وربما وحيداً لذلك.
أضف إلى ذلك جزئية تعاظم الشعور بالمرض أو التوجس والخوف الشديد من أي تغير جسدي كنبضات القلب أو التقلصات، وما يتبع ذلك من فحص ومراجعة أي علاجات رغم الإقرار من الطبيب المعالج المتخصص لهذا العلاج غالبا تحتاج لنوع من التطمين المستمر وهذه مشكلة يمكن حلها باذن الله.
أبشرك أخي الكريم بأن ما تعاني منه هو اضطراب نفسي لأعراض معروفة طبيا ولها علاجات محددة تعطي نتائج مبشرة، هذه العلاجات تشتمل على نوعين من العلاج هم العلاج السلوكي المعرفي وهو علاج نفسي لا يعتمد العقاقير الطبية علاجاً وإنما يشتمل على جلسات نفسية مع الطبيب المعالج لتعديل المفاهيم والأفكار التلقائية التي يكونها الشخص عن مرضه وعن الآخرين، إضافة إلى التدريب على مزيد من المهارات النفسية التي تمكن الشخص على التعامل مع المواقف الصعب.
أما النوع الثاني من العلاجات فهو العلاجات بالعقاقير الطبية وهي أدوية آمنة ولها نتائج مبشرة أيضا إذا ما تم العلاج والمتابعة من قبل طبيب نفسي متخصص، من هذه العلاجات عقار السيروكسات وقد أثبت هذا العقار إضافة إلى عقاقير أخرى نجاعة كبيرة في مثل تلك الأعراض إضافة إلى عدم خطورته من ناحية قابلية التعود أو الإدمان، إلا أنه وشأن الكثير من العقاقير يحتاج لإرشاد ومتابعة الطبيب المعالج أثناء العلاج, وحتى نهاية الاستخدام سواء عند التوقف أو الاستبدال بعقار آخر حسب الحالة.
تحتاج أيضا إلى المتابعة الدورية مع طبيب نفسي واحد، وكسر الحلقة المفرغة المتمثلة في زيارة طبيب تلو الآخر لتأكيد أو نفي ما توصل إليه الطبيب الآخر أو إجراء فحوصات معادة أو مختلفة وهو ما يزيد وللأسف ترسخ فكرة التوجس المرضي وينزع الثقة في العلاج والعلاقة الطبيبة بين المريض وطبيبه.
في رأيي الطبي أفضل العلاج النفسي عن طريق جلسات العلاج السلوكي المعرفي أولا على الأقل، وأتوقع أن يحقق لك المزيد من التحسن سواء من ناحية القلق والاكتئاب أو الثقة بالنفس, عند التعامل مع الآخر مما أتوقع أن يكون له أبلغ الأثر في تحسن الحالة النفسية والاندماجية داخل المجتمع والإحساس بالقيمة الذاتية والقدرة على العمل والإبداع.
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، وأن يصلني خبر تعافيكم في القريب العاجل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.