ابنتي المراهقة تنوي الهروب من المنزل
ابنتي المراهقة كانت ملتزمة تصلي وتحفظ القرآن عندما انتقلت للمرحلة الثانوية بدأت تتغير إلى الأسوأ من ألفاظ ومحادثات مع شباب وطول الوقت تبلغنا أنها تكرهنا. عرضناها على كذا أخصائي نفسي أخبرنا أن البنت لديها اضطرابا في الشخصية لأن شخصيتها توقفت عند حد معين ولابد من دخولها المصحة النفسية في القاهرة ولكننا تخوفنا وعرضناها على دكتورة نفسية أبلغتنا أن المشكلة كلها بسبب المراهقة وليست اضطرابا.
وجلست معها كذا جلسة أبلغتنا أنها تفتقد للحب والاهتمام وشعرت بعد بدء الجلسات بتحولها لشخصية تكرهني وتكره أباها حتى أخاها الصغير تكرهه وبعد عودتنا الإمارات اكتشفنا أنها تكتب في دفترها محادثة بينها وبين طالب في نفس عمرها كانت تكلمه من قبل، وعندما اكتشفنا منعنا عنها كل وسائل التواصل وسحبنا منها التليفون وكلمته في خلسة لتتفق معه عند العودة للإمارات أنها تنوي الهرب معه للزواج مع العلم أن الولد عمره 16 سنة وكلما حاولنا التفاهم معها ترفض وطول الوقت تبلغنا أنها لا تريد العيش معنا وتكرهنا والآن لا أعرف كيف أتصرف مع ابنتي وأنا منهارة تماما وبيتنا على وشك الخراب.
هل أنزل بها لمصحة نفسية وأستقيل وأترك باقي أخوتها أم ماذا أفعل.
جزاكم الله كل الخير
11/9/2016
رد المستشار
صديقتي؛
إن كانت ابنتك تقول أنها تفتقد الحب والحنان والاهتمام فهذه أسباب جيدة ومنطقية لانجذابها لهذا الطفل المراهق والرغبة في الهرب معه والزواج منه. افتقادها للاهتمام بها منك ومن أبيها، وليس فقط الاهتمام بأدائها الدراسي والعائلي، هو احتمال جيد في أن يكون سببا في كل هذا الغضب والتمرد.
لقد أدى ما فعلته وقالته إلى أنها أصبحت محور الاهتمام والتركيز من الجميع. هي لم تخطط لهذا ولكنها طريقة عقلها الباطن في الحصول على ما تريد وتخفيف الألم النفسي الذي تحاول هي إنكاره عن نفسها وأمام نفسها أغلب الوقت. هي تحتاج لمن يستمع لها ويتفهم مشاعرها بدون إعطائها نصائح وتوجيهات وزجر أو تحذير من العار.
إذا وجدت نفسك تقولين أنك لم تقصري في شيء على الإطلاق فهذه مشكلة في حد ذاتها. إن لم تقصري فكيف تضطرب الشخصية، كلنا بشر ومن المستحيل أن نفعل الصواب دائما ما قد يكون صوابا في موقف ما مع شخص ما قد يكون خطأ فادحا مع شخص آخر في موقف آخر. قد تكون الطريقة التي نستخدمها مع أولادنا غير مناسبة بالنسبة لهم وتجلب نتائج عكسية، بالرغم من أن نفس الطريقة ساعدتنا نحن في الوصول إلى ما نرضى عنه في أنفسنا وأدائنا. محاولتكم للتفاهم معها تعني أنكم تريدون إقناعها بالعزوف عن فكرة الارتباط والزواج من صديقها المراهق.
أنصحك بالآتي: اعرضي عليها أن تقول هي له أنكم تريدون مقابلته والاتفاق معه على خطوات ارتباطهما المستقبلية، حتى وإن كان هذا سيحدث في المستقبل البعيد نوعا إلا أنكم كأهل تريدون أن تعرفوا من تحبه ابنتكم حق المعرفة وتريدون ضمه للعائلة من الآن استعدادا لارتباطهما في المستقبل.
قولي لها أنها إن هربت معه فلن يكون لها اتصال معكم مطلقا في المستقبل وليس هناك ما يستدعي كل هذا، خصوصا أنكم راجعتم أنفسكم واقتنعتم بأن الشيء الصائب هو أن تتبنوا حبهما وترعونه وتنمونه معهما وتحت أعينكم في النور وليس في الخفاء أو بالهروب والاختفاء.
أعتقد أن أحدهما، هي أو الولد، سوف يصرف النظر عن فكرة الارتباط إذا ما أديتم هذا الموقف بحكمة وبجدية وبدون استسهال. هي من الذكاء بحيث تستطيع اختبار جديتكم. مثلا سوف تطلب الاتصال به ويجب أن توافقوا وتسمحوا لها بالخصوصية، للأسف ليس من الحكمة مراقبة الاتصالات بدون علمها.
من المهم أيضا أن تتابعوا جميعا مع معالج نفسي ليساعدكم على كيفية التواصل الصحي بينكم، وفقكم الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.