صدمة نفسية غيرت حياتي
السلام عليكم؛
تحية حب واحترام للقائمين على هذا المنتدى الأكثر من رائع الذي يحاول الوقوف مع الشباب العربي ومساعدته على الرجوع لرحب الحياة المتزنة وكذلك أشكر جميع القائمين على المنتديات الأخرى المماثلة أشكركم جميعا.
أحب أولا أن أعرف عن نفسي وسبب التجائي لكم، اسمي آدم وأبلغ 22 عام من المغرب بالضبط من شمال المغرب أعيش في عائلة مكونة من أب وأم و5 أبناء 3 ذكور وأختين وأنا الثاني في الترتيب. أسرتنا تعيش وفاقا اجتماعيا جيدا وليس هناك أي مشاكل حالتنا المادية جيدة لكن هناك من أبى إلا أن يفسد علينا سيرتنا الحسنة.
أكتب لكم اليوم بسبب أزمتي النفسية التي حدثت لي بسبب صدمة غير متوقعة حطمتني نفسيا، حدث هذا عندما كنت بـ 15 من عمري رأيت أمي مع عمي في منظر خليع كانا يمارسان الغرام لم أصدق وصدمت بقوة حتى أنني لم أستطع التحدث لأيام بسبب هول الصدمة، لم أصدق أن أمي خانتنا بهذه الطريقة البشعة وهي التي كانت أم الأخلاق وتعبت لتكرس فينا المثل الأخلاقية وتحسب نفسها ذات حسب ونسب وعائلة مشرفة؛
كنت أحاول طرد ذلك المنظر من خيالي وألا أتذكر لكنني لم أستطع، كيف تفعل معنا ذلك كيف تخوننا جميعا هكذا خيانة ومع من، مع عمي أخو أبي من لحمه ودمه، كان هو عمي الأصغر كان شابا في نهاية العشرينيات.
آثرت الصمت ولم أرد التكلم لأحد عما رأيت، فأنا أعرف أنه لو قلت شيئا سأكون سببا في سفك الدماء، فأبي وأعمامي وأسرة أبي عامة رغم سيرتهم الحسنة إلا أن دمائهم حارة ونحن من منطقة سكانها محافظون، ولا يمكنهم التهاون في مثل هذه الفضائح المنحطة كنت أعلم أنهم سيقتلونهما بدم بارد، أبي إنسان رائع لكن حين يفور دمه لا يرى شيئا، قررت أن أكبت رغبتي في البوح بما فعله هذان المنحطان من أجل مصلحة العائلة.
مرت الأيام وكنت أحاول أن أنسى، لكن الاحتقان والغضب ظل مشتعلا داخلي على الدوام، كرهت أمي كثيرا وكنت أراها مجرد عاهرة وزانية كنت أتحاشاها ولا أجالسها، تغيرت طباعي وصرت سريع الغضب ولا أحب الضوضاء، ومنذ تلك الفترة وأنا أعاني من ارتعاش طفيف في أصابع يدي يمتد هذا الارتعاش لكامل يدي وذراعي في حالة الغضب أو القلق أو الخوف، وأنا منذ أن كنت طفلا كانت لدي عادة سيئة وهي أنني عندما أغضب من أحد أو أتعرض للتوبيخ من والدي كنت أكتم غضبي داخلي ولا أخرجه حتى البكاء لا أستطيعه فكنت أضغط أحاسيسي كلها في الداخل وهذا كان يزيد من نوبات الربو عندي ويفاقمها؛
فطالما كان أبي أو أمي يشدانني ويخبرانني أن أبكي وأصرخ وألا أكبت رغبتي في البكاء كي لا تأتيني النوبة لكن بدون فائدة وجاءت هذه الصدمة لتزيد من احتقاني وغضبي الداخلي، وعندما كنت أرى أمي تعظنا أخلاقيا كانت تثور ثائرتي كليا من شدة الغضب والسخط عليها والكره والحقد وكل هذا دون أن أبين غضبي كنت أكبته داخليا وهذا فاقم من حالتي، مرت هكذا الأيام وتفاقمت حالتي، فصرت أعاني أحيانا من خدر في جهة وجهي اليمنى وأعاني من طنين في أذني اليمنى وأحيانا يمتد هذا الطنين لكلتا أذني.
تراجع تحصيلي الدراسي لكن ليس كثيرا فأنا كنت أحب الدراسة وكانت المدرسة هي فسحتي الوحيدة للنسيان، لكن أحد الأساتذة لاحظ تراجعي وكان صديق أبي، فأخبر أبي بذلك، فسألني أبي، في تلك اللحظة كدت أن أنهار وأبكي، لكنني تمالكت نفسي وأخبرته فقط بالأعراض التي تنتابني في أذني ووجهي وكذلك هذا ما أخبرت به الطبيب وهذا هو الخطأ الجسيم الذي ارتكبته لم أخبره بالحقيقة، عملت تصوير مقطعي وكذلك تصوير بالرنين فظهر عندي التهاب طفيف بالعصب السابع لم يكن فيروسيا؛
أخبرني الطبيب أنه قبل المعالجة يجب التوقف عند الأسباب المؤدية للالتهاب لأن التهاب العصب الغير فيروسي دائما ما يكون مرتبطا بالحالة النفسية كالأعصاب والقلق وفي هذه الحالة لا يمكن إعطاء الكورتيزون، وبالفعل أخبرته أنني أعاني من القلق والتوتر العصبي وأنه تأتيني هذه الأعراض حين أكون متوترا فأرسلني لطبيب أعصاب، وصف لي الطبيب diazepam 2mg لمدة ستة أسابيع، ارتحت للدواء كثيرا وذهبت الأعراض وتحسنت حالتي لكن المشكلة هي أنني أدمنت هذا الدواء فكلما تركته تأتيني أعراض انسحابية وتنتكس حالتي فأرجعه ثانية لكن دون علم أبي.
أنا أحب عائلتي باستثناء أمي، أحب إخوتي كثيرا وأبي أكثر، علاقتي مع إخوتي أكثر من رائعة وكنت أحاول في هذه الفترة ألا أفسد معهم علاقتي أو أدخلهم في توتري مع أمي، كنت أكرهها كثيرا وأمقتها لدرجة لا توصف وأتمنى أحيانا أن لا أراها أبدا، ازداد هذا الكره حين أفكر أنها دائما ما كانت تنام مع عمي طيلة الصيف وأنها كانت تستغل وقت نزولنا إلى البحر مع أبي فيفعلان ما يشاءان كنت متأكدا جدا من هذا وبعض المواقف السابقة أثبتت لي هذا، لأن عمي السافل هذا لم يكن يحب مرافقتنا إلى البحر ويبقى في المنزل بعكس عمي الآخر وبقي موقف يدور في ذهني ويمرضني عندما أتذكره.
أفكر فيه كثيرا فأصاب بحالة إحباط وغضب وتوتر، وهو أنه مرة في نفس الصيف وفي يوم حارق ومشمس كانت الحرارة مرتفعة، أخبر أبي أمي إذا كانت تريد مرافقتنا للشاطئ للاستمتاع بالبحر، لكنها رفضت وعللت رفضها بأنها متعبة ولا زال لديها الكثير من العمل، وكذلك سأل عمي فلم يرد كذلك، قال له أبي ما بك يا فتى ستبقى أنت الوحيد في المدينة الذي لن يستمتع بالسباحة، والآن أفقد صوابي حين أفكر أنهما استغلا ذلك اليوم بكل أريحة ليستمتعا لأننا تأخرنا في البحر كثيرا وحين أتذكر مهاتفتها لأبي تستقصيه عن إذا كنا سنتأخر أم لا، أكاد أفقد صوابي حين أتذكر فتنتكس حالتي ثانية، أما عمي المنحط فلم أكن أكلمه بالمرة وحين يأتي إلى البيت أخرج لأتفادى أن يلاحظ أحد أني لا أكلمه، وبدأت أمي تلاحظ هذا وانتابها الارتياب والارتباك.
فيما بعد حين علمت أنني لا أكلم عمي، كانت تسألني لماذا فلا أرد عليها أبدا وأخرج كنت أراها ضعيفة ومرتبكة وكنت أنا أنتشي هكذا، بدأت ألاعب أعصابها وأحببت هذا كثيرا، كانت أحيانا تتكلم معي حول الدراسة والمستقبل فأبتسم وأضحك عليها وهكذا كلما تحدثت معي أبتسم لها دون أن أرد عليها لا أقترب منها ولا أحادثها كانت تفقد أعصابها شيئا فشيئا.
أما أنا فقد تحسنت حالتي وصرت أحسن جراء رؤيتي لها تتحطم كنت أحس أنني أرد اعتباري وأسترد شرفي بهذا الانتقام الرائع، حتى أنني لم أعد أكره عمي كنت أركز كل كرهي عليها هي فقط باعتبارها أفعى استدرجت عمي لفخها. حتى جاء يوم بعد نجاحي في السنة الأخيرة من الثانوية حيث وقع نقاش حاد بيني وبينها حول مستقبلي الدراسي وأي التخصصات التي يجب أن أتبع وهي كانت تصر على البقاء في مدينتي لأدرس التمريض فغضبت كثيرا وتصاعدت الدماء حنقا في رأسي فلم أستطع الصبر هذه المرة فقلت لها : إن آخر شيء أفكر فيه بشأن مستقبلي هو أن آخذ نصائح من عاهرة منحطة وسافلة.
انصدمت كثيرا بكلامي وجحظت عيونها وامتقع لونها وشحبت ولست أدري لكن أعجبني الحال كثيرا وانتشيت بلذة لم أعرف مثيلا لها بقيت واقفة ومشلولة اقتربت وقلت لها كيف كان عمي معك في الفراش، هل هو أحسن من أبي، هل متعك جيدا. وسألتها هل عضوه كبير، وسألتها لماذا تجشم عناء مناداة عمي، فعضوي الذكري أكبر من عضوه وقلت لها ما دمت تزنين مع أخ زوجك فلا بأس أن تفعليها معي وسأمتعك أحسن منه، هنا انهارت كليا وصارت تبكي وكنت أقول لها ابكي أيتها العاهرة أجل ابكي فقد أفسدت حياتي كلها، لا أدري لماذا كنت منتشيا هكذا وأحسست أني انتصرت عليها.
عندها خرجت من المنزل وتركتها تبكي لكن سرعان ما تلاشى ذلك الإحساس بالنشوة وحل مكانه إحساس بالذنب وصرت أؤنب نفسي وأتمنى لو لم أقل لها شيئا وتمنيت لو تركت الأوضاع كما كانت استغربت من نفسي كيف أقول لها هذا الكلام وصار قلبي يأكلني ولا أدري كيف صرت أبكي استغربت من ساديتي معها ومن وحشيتي رغم كرهي لها، وكنت أتمنى لو أنني لم أرى ذلك المنظر بل لو أنني لم أولد، كنت أخرج من البيت صباحا ولا آكل شيئا كنت أرى أمي شاحبة ولا تكاد تقف على رجليها ولا تتكلم، كنت أتألم كثيرا، ليس عليها بل على أبي وإخوتي خصوصا أختي الصغرى، وخفت أن تؤثر حالتها عليهم.
توجهت إليها مرة وجلست معها، كنت أريد أن أخبرها بأن تنسى ما بدر مني لكنها لم تتمالك نفسها وخرت باكية في حضني بكت كثيرا إلى أن بللت ملابسي بدمعها، جرحني بكائها كثيرا ولم أحس إلى أن بكيت حتى أنا، أخبرتها أن تنسى ما حدث وأنه من جانبي سأنسى تأسفت كثيرا لما كانت تفعل مع عمي وقالت أن كل شيء حدث بسرعة وأن عمي عرف نقطة ضعفها فاستغلها لكنها أقسمت أن الأمر لم يتعدى المرتين وأنها أوقفته عند حده منذ ذلك الوقت، أخبرتها أنني أصدقها، قلت لها بأن أولادها ما يزالون في حاجتها ويجب أن تكون قوية من أجلهم وأن تنسى الماضي تماما وأن تهتم بزوجها، هكذا تم الأمر ومرت الأيام وتعدلت حالتها ونسيت، وأنا كذلك صرت أحسن قليلا وتحسنت علاقتي بأمي.
لكن لم أشفى تماما فما زلت متأثرا بما حدث وصرت أعتقد أن جميع النساء والفتيات خائنات وأنفر منهن ولا أبني علاقات معهن أبدا، رغم أنني معروف بحسن خلقى وأخلاقي ولطافتي إلا أنني دائما ما كنت عندما أتحدث مع فتاة مثلا أو صديقة فقط سطحيا تخبرني أنني أتعالى بنفسي وأتكبر وسمعت هذا الكلام من أكثر من فتاة وصديق لي لأنني حتى مع الأصدقاء لست اجتماعيا كثيرا ولا يستهويني نمط حياتهم ولا اجتماعاتهم ونقاشاتهم ولا صداقتهم كثيرا.
أنا أدخن منذ عمر 17 ولم أقطعه منذ ذلك الوقت وصرت الآن أشرب الكحول وأحيانا تأتيني نوبة بكاء حادة وحزن عندما أسكر وأفكر في أمي ومستقبلي مع الزواج أحس أنني لا أستطيع أن أثق في أي فتاة أبدا أبدا مهما بينت لي من حسن نية وأفكر أنها ستخونني كما فعلت معنا أمي وهذا يجعلني أكره النساء ويعود كرهي لأمي، وكذلك لا زالت أصابع يدي ترتعش خصوصا عندما أحمل شيئا بين أصابعي فلا أستطيع السيطرة على هذا الارتعاش وعندما أقلق أو أغضب يمتد هذا الارتعاش لكامل يدي وذراعي وأحيانا قدمي لكن ليس بذلك الارتعاش الذي قد يلاحظه أحد.
راحت حالة الخدر التي كانت تأتيني في وجهي لكن أحيانا أحس بضغط في مقدمة رأسي بدون ألم يأتي الضغط لثوان ثم يذهب.
آسف على الإطالة وأرجو أن يصل موضوعي لكم، أرجو كذلك أن تخبروني ماذا أفعل كي أحسن من حالتي وكي أنسى الماضي وأمضي قدما فكلي ثقة بكم
شكرا جزيلا لكم
19/9/2016
رد المستشار
أيها السائل الكريم؛
نشكر لك لجوءك للموقع وثقتك بنا ونأمل أن نكون عونا لك في أزمتك.
آه من هذه القصة الكلاسيكية.. هذه التيمة المكررة ولا أقول هذا مُهَوِّنَةً من شأن ألمك أو مسفهة من معاناتك وإنما أعني أن تنظر إليها في سياق أكثر عمومية.. بني آدم خطاء ولست وحدك ! تجاوز الماضي الذي أنت محتجز فيه. أنظر لهذه الأزمة على أنها فرصة للنضوج واستقبال الحياة بأوجهها المختلفة وطيفها الرمادي المتعدد.
التسامح والغفران بداية موفقة رغم صعوبتهما. لقد أخطأت أمك بلا شك.. لا ندري شيئا عن لحظات الضعف التي أدت إلى هذا الخطأ ونعم لا شيء يبرر تلك الخيانة إلا أننا نوقن بأن باب العفو الإلهي مفتوح أبدا لا يغلق في وجه تائب وطريق الإنابة معبد لأصحاب التوبة النصوحة، وأن رحمة الله وسعت كل شئ كما قال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم.
حاول ألا ترد آلامك الجسمانية إلى سبب نفسي.
حاول ألا تعمم تجربتك على كل النساء فيتولد لديك مشاكل فيما يتعلق بالثقة.
استشر مختصا فيما يتعلق بأعراض الاكتئاب والقلق لديك وقد تحتاج لعلاج نفسي بالكلام -جلسات نفسية-.
وفقك الله وتابعنا بأخبارك.
واقرأ أيضًا:
أخي يضاجع أختي وخالي ضاجع أمي
المتاهة اللعينة