حياتي أصبحت جحيم لا يطاق، كل ما أفعله الآن هو انتظار الموت
مرحبا، بدايةً أنا بأمسَّ الحاجة لمساعدتكم, ولا أريد استصغار مشكلتي, ومعاناتي, أو التهوين عليّ. أنا في جحيم حقيقي. بدايةً أنا فتاة قوية وذكية بالرغم من صغر سني، أطمح لأن أعمل, وأستقلَّ, وأسافر, وأن لا أجعل سعادتي مرتبطة بشخص ما, لم أكن لأعِر اهتماماً للحب كباقي الشباب والمراهقين، وما زلت.
تعرفت على الكثير من الشباب وبدلاً من أقع في غرام أحد منهم وجدت نفسي أختاً لهم وصديقة صدوقة, ولم أصدق أبداً كلاماً معسولاً من أحدهم، عموماً سأختصر عليكم وجدت شخصاً يعرفني بكل عيوبي وسيئاتي ويشبهني في كل شيء تقريباً، يقول أنه يحبني، بادلته الحب وبعد ذلك حدث سوء تفاهم بسيط, ولكن الشك دخل في عقلي ووجدت نفسي في مأزق حقيقي، كيف لي أن أثق بشخص وأصدقه, وأنا بالكاد أعرفه عن طريق الإنترنت، من قال أنه يحبني فعلاً، أنه مجرد كلام! وهذا سبب انهيار ثقتي به؛
ولم أعد أصدق أي كلمة يقولها. بعد فترة فراق طلب مني الرجوع وذكرني كم كان حبنا جميل وصداقتنا أجمل. عموماً قبل الرجوع صادف انفصالنا مع فراقي عن أمي، أمي مطلقة وأبي تركني منذ أن كنت رضيعة، تزوجت أمي وذهبت لأهلها لأنني لا أستطيع البقاء مع رجل غريب, فانقطعت صلتي بها تماماً، حينما فارقت حبيبي وصديقي وقتها أيضاً، بدأت التفكير بالانتحار، وأرغب بالموت، كرهت جميع البشر، كرهت الحياة كلها، كل شيء كان يمتعني فقدت متعتي به، وأنا على هذا الحال منذ حوالي 7 أشهر.
إلى الآن أرغب بالموت وتفكيري بالانتحار مستمر، أصبحت أكره كل البشر ولا أخالط أحداً، شكوكي تتضاعف بالشخص الذي أحبه ولم أعد أصدق أي كلمة منه، بدأت أصغر التفاصيل تثير شكوكي وتجعلني أتخيله يكذب علي مرةً أخرى عندما طلب الرجوع إليّ، أصبحت لا أثق بأحد، وخصوصاً هو، أراه يوماً صديق ويوماً عدو، أتخيل أنه يخونني مع كل بنت يعرفها، فتقتلني الظنون. أصبحت أكره نفسي وأكره النظر إلى وجهي في المرآة، كيف يمكن لفتاة بهذا المظهر أن تُحب.
أهملت نفسي ومظهري وأصبحت لا أبالي لأي شيء، لم يعد يفرحني شيء، أنا لا أملك أي أخت أو أخ وعندما وجدت نفسي وحيدة هكذا فجأة أصبت بالذعر وأصبحت أقضي كل ليلة في البكاء. يساورني القلق بأن أرى محبوبي يوماً ما يلبس خاتم الخطوبة مع فتاة أخرى أو ينجب طفل من فتاة أخرى. إنه حبيبي ونصفي الثاني وأخي وأبي، أعرف كل تفاصيله ويعرفني كلي كيف يتخلى عني ويذهب لغيري. الشك مستمر ولا يهدأ.
بدأت شهوتي تزداد وأحب إقامة علاقات عابرة مع معظم الشبان كما لو أنني أدمنت هذا، وكذلك فإن حياتي هنا دون أم ولا أب ولا أخ أو أخت، وكذلك مع انعدام تام لحريتي ولا أستطيع سوى أن أخرج للدراسة فقط, أمر يقتلني ببطئ ويقتل مشاعري ومبالاتي وأملي بالحياة، أعيش في سجن مظلم. منذ الـ7 أشهر أعاني من اضطرابات بالنوم، إفرط بالنوم كثيراً أو أصاب بالأرق أحياناً فلا أنام أكثر من 4ساعات بالليل.
وبعد تفكير وشكوك متواصلين، فقدان شهية، صداع متكرر، فقر دم وفقدان وزن وأعاني من الدوار والوهن من أقل مجهود، انعدمت ثقتي بنفسي وأصبحت أشعر أنني قبيحة ومنبوذة وأن أمي تخلت عني وحبيبي يخدعني ولا أحد يبالي لي مطلقاً، أصبحت أصرخ بوجه أي شخص يزعجني ولو قليلاً، وصلت لدرجة أن أمتلك الرغبة في قتل كل من يزعجني ولو بكلمة، لا أطيق البشرية ولا أطيق الأرض هذه، أصبت بالغثيان من كل شيء.
هذا أقصى ما استطعت التعبير عنه
شكراً
5/11/2016
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لا يمكن أن نستهين بمعاناة أحد مهما كان سببها. تحتاجين تعلم التعامل مع مشاعر غضبك والاعتراف لنفسك بما يزعجك والبحث بذكاء عن حلول عملية ومنطقية للتعامل معه. شكك وغضبك هو انعكاس لتراجع تقديرك لذاتك الذي قد يكون نتيجة انفصالك عن والدتك، برغم نضجك تبقى الأم ركيزة نفسية، بالاضافة إلى ضغط تغير أسلوب حياتك مع عيشك مع أهل والدتك وحرصهم عليك كأمانة والذي يدفعهم لتحديد حركتك.
المساعدة التي تحتاجينها لا يمكن أن يقدمها لك سوى نفسك. اعترفي لنفسك بأن تغييرات حياتك تزعجك أكثر مما تحبين الاعتراف به، ولا بأس بأن تحتفظي بهذه الأمور لنفسك دون أن تدعيها تفقدك ثقتك بنفسك أو تملؤك غضبا، وإن غضبت تعلمي التعامل مع هذا الغضب والتعبير عنه بصورة إيجابية كي لا يرتد عليك كما لابد أن تفعل هذه العلاقات في يوم ما.
وجهي طاقتك وتفكيرك نحو دراستك والتخطيط لمستقبلك. استثمري وجودك في المدرسة لبناء علاقات زمالة تؤنس وحدتك بدل علاقات الإنترنت. طوري لنفسك هوايات ممكنة في ظل الظروف التي تعيشين فيها، ومن الجيد أنك تحبين القراءة فهل جربت أن تلجئي للكتابة. الكتابة وإن لم تكن احترافية يمكنها أن تساعدك في التعبير عن نفسك بصورة إيجابية دون شعور بالذنب والاستغلال.
تعلمي التفكير في مزايا حياتك رغم ما فيها من مشكلات فانظري للوحدة على أنها مساحة من الحرية لنفسك وهواياتك.
شكك في صديقك وأخيك الافتراضي قد يكون في محله ولكن التعامل معه لا يكون بالانخراط في المزيد من العلاقات غير المثمرة فهي لن تؤذي سواك. بالنسبة لمشاعر الألفة التي تفتقدينها مع صديقك الافتراضي اقرئي المزيد عن مشكلات علاقات الإنترنت، فشكك قد لا يكون اضطرابا بقدر ما قد يكون ذكاء يحذرك من استغلال العابثين لك.
واقرئي أيضا:
أنا والعصبية ساعات وساعات
أمي امرأة متسلطة !
أمي المكتئبة : لا تمت للأمهات بصلة !
أمي أحبها أكرهها