أشعر أني في دائرة مفرغة لا أعلم ما حدث لي
بداية أشكركم على هذا الموقع الرائع.... لا أعلم من أين أبدأ حدث لي من قبل كما قال لي طبيب الباطنة نوبة هلع من حوالي سنة وكم شهر, ناتجة عن ضغوطات كثيرة جدا في حياتي, سواء من امتحانات الدكتوراة وكورسات خاصة بها أو ضغوطات شغل كثيرة, بالإضافة لحدوث حالة وفاة, وأخدت سيبرالكس 5 مجم لمدة 7 شهور تحسنت فيها حالتي بعد معاناتي الشديدة من الآثار الجانبية للدواء, ولكني تحملت أملا بالشفاء والحمد لله سحبت الدواء بعد تحسن حالتي.
بعد سحب الدواء سحبت معه أدوية منع الحمل ومنذ ذلك الوقت حدث عندي لخبطة في الهرمونات كما وصفها طبيب النساء, حيث الدورة الشهرية غير منتظمة وكلما تأخرت أخاف أن أصبح حاملا فأنا لا أريد الحمل فلدي طفلتان الحمد لله, وأخاف كثيرا عليهن من ضغوطات الحياة وارتفاع الأسعار وغيرها من المشاكل الاجتماعية, وأحاول أن أجد حل لهذا التأخير ولكن ذكرت ذلك لأنها أثرت على حالتي النفسية مرة أخرى, وكنت خائفة جدا أن تعود لي حالة الهلع أو التعب مرة أخرى.
فلقد مررت بأيام أتمنى ألا تعود ونصحني الطبيب بعدم التعرض لأي ضغوط أو عصبية فبين الحين والآخر تأتيني نوبات توتر أحاول السيطرة عليها أو أتجنبها حتى أهدأ, ولكن في الفترة الأخيرة مع اضطرابات الدورة وكذلك التعرض لدخول ابنتي إلى مدرسة جديدة ومحاولة فصلها عني حتى تتعود مررت بأيام سيئة جدا من ضغط عصبي حتى انهرت وظللت أبكي كثيرا وتحملت حتى شعرت ابنتي بالأمان في مدرستها, ولكن بعد ضغط استمر لأكثر من شهر والحمد لله بدأت أشعر بتحسن, ولكن في هذا الوقت كان زوجي معرض للسفر إلى الخارج مأمورية عمل فبدأت أقلق من تحمل المسؤولية وهذا ليس من طبعي, فأنا من يتحمل مسؤولية كل شيء في المنزل وكنت قلقة إلى حد ما ولكني فكرت كيف سأتدبر أموري.
ولكن بعدها بدأت أشعر بتوتر مستمر وقلق مع قيء وعدم رغبة في الأكل وأحيانا دوخة فسألت طبيبي قال هذا من أثر تغير الهرمونات, ولكي تستقر الحالة أنصحك ببوسبار نصف حبة ليلا وإذا لم تتحسني خذي نصف آخر صباحا, وبالفعل أنا على هذه الحالة من حوالي 25 يوما ولكني أشعر بدوخة وثقل برأسي, ولكن تحسنت إلى حد ما حيث أقيسها بأن القيء قل وبدأت آكل وجبة حتى ولو قليلة, ولكني أشعر أني لست أنا فيومي أشعره طويل جدا وعندي مشكلة مع الوقت فهو يمر ببطء, بدأت أستيقظ في بعض الأوقات بمزاج سيء جدا وأشعر أنه لا يوجد هدف ولا أعلم ماذا سأفعل أو لماذا أشعر هكذا, فأوقات أحاول أن أسيطر على اليوم وأوقات أخرى لا أستطيع ويكون مزاجي سيء طوال اليوم ولا أعلم ماذا أفعل.
الحمد لله أنا ملتزمة دينيا أؤدي صلواتي في أوقاتها أحافظ على أذكاري الليلية وأداوم على وردي القرآني أحب أطفالي جدا وأخاف عليهم جدا, علاقتي مع زوجي جيدة جدا إلا أني أشعر في الفترة الأخيرة بفتور بيننا لا أعلم سببه الضغوط النفسية أم ماذا؟ بالرغم من محاولاتي الكلام معه إلا أنه دائما يقول لي أنها ضغوطات وفي بعض الأحيان أشعر أن لديه اكتئاب يحاول السيطرة عليه وفي أيام أخرى أجده بتحسن.
عزيزي المستشار أرجو منك مساعدتي, فأنا لا أعلم كيف أتحكم وكيف أستطيع التغلب على تلك الأفكار السلبية, بالرغم من محاولات عدة بعضها أنجح وبعضها أفشل فيمر يومي ثقيلا جدا بحالة قيء وعدم رغبة بالأكل, كذلك لدي مشكلة مع النوم فأنا أنام من الساعة 12 أو 1 حتى الفجر وأستيقظ أصلي وأنام أستيقظ ال7 حتى أرسل أطفالي للمدرسة وأنزل عملي في ال10 وأعود الساعة 1 وأحاول أن أسيطر على باقي اليوم, أو أنام مرة أخرى عصرا حتى لو نصف ساعة ولكن أشعر باضطرابات حول نومي فلا أعلم أنام أو لا وإذا نمت حتى لو 10 ق أستيقظ وأشعر أني أبدأ يوم جديد.
في بعض الأحيان أشعر أني سأجن مما يحدث لي..... أشعر أني في دائرة مغلقة أحاول السيطرة على ما يحدث, هناك أيضا بعض ما أراه أنه في بعض الأحيان أشعر بالا مبالاة من أي شيء حولي ما عدا أولاي أو بيتي من الدنيا عامة, ولا أستمتع بشيء إلا قليلا أو لا أشعر بشيء, أحس أني أطلت عليك الحديث كثيرا, ولكن لا أعلم ماذا أفعل إلا طلب الاستشارة منكم حيث هناك الكثير الذي أشعر به ولا أستطيع كيف أصفه أو ما هذا الذي أشعر به.
مع العلم أحاول المداومة على تمارين الاسترخاء وأذهب لعملي مشيا لتعويض الرياضة كذلك اشتركت في مدرسة لتعليم القيادة لأملأ فراغي حيث لا رغبة لي بملئها بأعمالي المكتبية
ماذا أفعل أكثر من ذلك..؟؟.
أشيروا علي
5/12/2016
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
1 - بدأت رحلتك النفسية مع ضغوط بيئية وفترة حداد تطورت إلى قلق ونوبة هلع وأعراض اكتئابية.
2 -استعملت عقار مضاد للاكتئاب بجرعة قليلة وربما كان هناك الخليط من أعراض جانبية للعقار وترسبات أعراض اكتئابية
3 -استمرت الضغوط البيئية من مختلف الجهات وكان هناك الخوف من الحمل واضطراب العادة الشهرية بالإضافة إلى القلق على الأطفال. هذه الأفكار بدأ تغليفها بإطار اكتئابي.
4 -رغم أن الضغوط البيئية والظروف الاجتماعية لا تعكس بالضرورة إصابة الفرد بالاكتئاب ولكن تأثيرها والقلق منها يتضاعف أمره مع حالة وجدانية اكتئابية.
5 -استمر عدم الانتظام الوجداني وتحول إلى توتر عصبي وأعراض اكتئاب بيولوجية وتأثير ذلك على العادة الشهرية.
6 -ثم هناك تأثير الحالة الوجدانية على العلاقة الزوجية وحدوث بعص التنافر المعرفي.
7 -في نهاية الأمر تضاعفت أعراض الاكتئاب وبدأت تتوجهين تدريجيا نحو عتبة الانصهار النفسي والعصبي.
ما هو الاستنتاج؟
* اضطراب الاكتئاب الجسيم الذي تم علاجه جزئيا ولم يصل إلى مرحلة الشفاء.
* لا بد من علاجه بعقار أو أكثر للسيطرة عليه.
* مدة العلاج يجب أن لا تقل عن عام واحد ولا بد من قياس درجته للتأكد من دخولك مرحلة الهدأة ومن ثم الشفاء.
* بعد أن تتحسن الحالة الوجدانية من الأفضل الدخول في علاج معرفي سلوكي.
* تذكري بأن الاكتئاب قد يتحسن تلقائيا ولكن بدون علاجه سيزورك أكثر من مرة في المستقبل.
* تناقشي مع طبيبك المعالج حول العقار المفضل فهناك أكثر من اختيار.
وفقك الله ورعاك.
واقرئي أيضًا:
نوبات هلع فقلق متعمم .. قبل الاكتئاب
الاكتئاب الجسيم الرديد وصاحبه القلق
اضطراب القلق الاكتئابي
الاكتئاب الجسيم أهداف ومفهوم العلاج