نفور جنسي
السلام عليكم، أعتذر عن إزعاجك يا دكتور، ولكن لدي مشكة أعاني منها، وأنشد مساعدتك،
أنا شاب في أوائل الثلاثينيات من عمري، ومتزوج منذ سنة وشهرين. وأفكر جدياً بالطلاق في حال لم أجد حل جذري لمشكلتي.
تقدمت بالزواج من فتاة تصغرني بعشرة أعوام. وبحكم عاداتنا وتقاليدنا عند الخطبة التي استغرقت دقائق معدودة ولم أكن متأكداً من رغبتي بالزواج منها أو لا. ثم بعدها بأشهر في حفل الملكة استطعت رؤيتها والتحدث معها، وأول ما تبادر إلى ذهني أني وقعت في ورطه كبيرة، فالفتاة لم أحس أنها تناسبني لا شكلاً ولا سناً ولا أ فكاراً. شرحت الموضوع لأمي بإحساسي أنها لا تناسبني ولم أعجب بها. لكنها ضغطت علي كثيراً حتى أتزوج وهذا خطئي، لأني لم أملك الشجاعة الكافية لأواجه الأمر وأقرر الانفصال المبكر في فترة الملكة والذي كان سيقلل من الخسائر كثيراً.
مررت بنوبات إحباط حادة قبل زواجي بأسابيع، فزواجي كان أشبه بكابوس بالنسبة لي، كنت أتصنع أمام الآخرين أني سعيد ومن داخلي أتعذب وأتألم ومحبط. تم الزواج بعد ضغوطات أمي ونصائح معارفي بأني سوف أتخطى حالة الإحباط وسأعتاد على وزوجتي مع الوقت وتصبح حياتنا سعيدة.
وفعلاً تعودت عليها، ولكن المصيبة أني لم أستطع ممارسة الجنس معها، رغم أني حاولت عدة مرات وذلك بسبب أني لا أشتهيها مطلقاً وأشعر بنفور جنسي منها، بغض النظر عن الجانب الجنسي نحن متحابين ومتفاهمين ولا يوجد بيننا مشاكل إلا المشكلة الجنسية. أحس أني أعيش مع أختي أو صديقي وليست أمرأة أشتهيها، عندما تكون لدي الرغبة الجنسية لا أستطيع أن أمارس معها، فعندما أهم بفعل أي شيء معها تذهب الشهوة وكأني أمارسا الجنس مع الشخص الخطأ. هي طال انتظارها وأنا لم أستطع أن أجد حلاً. ولا أستطيع مصارحتها بأنها لا تعجبني ولا تجذبني لكي لا أصدمها. وحالياً أفكر جدياً بالطلاق لنرتاح كلانا. مع العلم أني أشتهي النساء ولست منحرفاً، وأشعر بالضيق عندما أشتهي نساء غير زوجتي.
أنا لم أمارس الجنس قبل الزواج. وتركت العادة السرية بعد زواجي. فكرت أن أستعمل أدوية جنسية رغم أني لست عاجزاً جنسياً، وذلك لأجبر نفسي على إتيانها، لكن بعد التفكير ملياً لم أحب فكرة أن أجامعها مجاملة ومكرها وفي حال لم أحتمل الاستمرار أطلقها.
باختصار مشكلتي أني أكره وأنفر من ممارسة الجنس معها في حين أشتهي النساء الأخريات. وبدأت أتيقن أن الطلاق سيكون أفضل لي ولها.
نصحني شخصٌ سابقاً أن الطلاق هو الحل. لكني لا يمكنني أن أطلقها بعد أكثر من سنة ولم أجامعها وهذا الأمر سيشوه صورتي عند عائلتي وعائلتها وتعرفون أن كلام الناس لا يرحم. وأعرف أني سوف أعاني نفسيا فوق معاناتي السابقة... إلا في حال انتقلت للعيش خارجاً لأبدأ حياة جديدة.
أرجو مساعدتي بأسرع وقت
وأشكركم لجهودكم.
5/1/2017
رد المستشار
"مش هقدر"، "مش هينفع"، "مش ممكن"، تلك السجون هي حقيقة مشكلتك يا من تجاوزت الثلاثين؛ فلم تستطع أن تقول لأمك "لا" وهذا جعلك مسجوناً في علاقة حياة كاملة تتجرع فيها الحزن، والإحباط مع زوجة لا تحبها! ومش هينفع أن تصحح مسارك حين لم تجد أي بريق أمل في حب زوجتك وهذا جعلك تتمم العام معها بلا علاقة حميمة!، لتدخل من جديد في سجن عدم القدرة على تصحيح الوضع بالطلاق؛ لأن عاما قد مضى!! ولن تتمكن من البداية الجديدة في مكانك فلابد أن تترك المكان!!
فأي سجن جديد ستخلقه لنفسك وأنت لا تدري أن السجان الحقيقي هو أنت!! ما هذا؟؟ فلتفق من غيبوبتك التي تصور لك أنك لا تقدر، وأنك لا تستطيع، وكفاك تنازلا عن وجودك كما تريد؛ فوالدتك لن تفرض رأيها عليك إلا إذا سمحت أنت لها بذلك ولو نفسيا بلا كثير كلام، فمن يتمكن من السيطرة على آخر يصل له ضمنا بلا كثير كلام أن هناك بابا مفتوحا له بالسماح!
ولا أجد زوجتك مسكينة في صبرها على الحياة معك عذراء لمدة عام وترضى بعلاقة أخت، أو صديقة فقط؛ إلا إذا كانت لا تحترم بصدق وجودها، واحتياجاتها!، فأنت تعرف تصحيح مسارك، ولكنك لا تريد دفع ثمنه من المواجهة، والمسؤولية، والمبادرة؛ وقد يكون ردي هذا هو أول جهد حقيقي ستقوم به من أجل تحررك من سجونك التي تغلقها بإحكام على نفسك وتدعي أن غيرك هو السجان، أو تغضب، وتحزن ثم تنتظر السماء تأتي لك بحلول؛ لتتنصل من مسئوليتك ووجودك!
أما إن كنت ستقف عند رغبتك في معرفة سبب نفورك الجنسي تجاهها؛ فالأسباب كثيرة؛ فلقد وجدنا الزوج الذي ينفر من زوجة؛لأنها تذكره بأنثى له علاقة بها ولكنها مزمنة غير سوية من حيث الشكل، أو الخصال دون وعي منه-كأمه-، ووجدنا من ينفر زوجته بسبب غرقه في حبه من حبيبته الوحيدة التي أحبها وتصور أن زواجه مهرب منها، أو لمشكلة نفسية تخصه هو، وغيره من التفسيرات ما دامت رغبته، وقدرته الجنسية سليمة، أما في حدود ما ذكرت؛ أتصور أن السبب هو خوفك العميق من الإنجاب منها، وبناء أسرة وأنت لا تريدها زوجة لك؛ فتتعثر في علاقتك بها على المستوى الجنسي،
ولكن حقيقة مشكلتك ليست تلك النقطة، بل بالعكس طلاقك لها بدون أولاد؛ سيكون أفضل لك، ولها... ولكن هذا إن استطعت أن تتركها برجولة، ومسؤولية تجاه نفسك، وتجاهها.