أكره شخصيتي أتمنى أن أغيرها
أنا آنسة أبلغ من العمر 30 عام تعرضت لأزمة نفسية في الصغر, أختي كانت مريضة وتعالج مخ وأعصاب كانت أكبر مني وتعمل مصائب وتأتي تستعطفني وأعاقب أنا بدلاً منها كان في بادئ الأمر استعطاف بعد ذلك تحول الأمر إلى تهديد إن لم أسمع كلامها ستعمل جريمة على حد قولها, وكنت أخضع لأوامرها وأعاقب أيضاً من أشياء تفعلها استمر الحال بي في فترة الابتدائية والإعدادية جسدي للعقاب ودائماً في حالة ترقب وخوف من أي جديد.
كنت بعد أن أعاقب كنت أضرب نفسي وأنا أبكي على ما أنا فيه كان العقاب بالعصا والربط بالحبل والأكل في الأرض والتوبيخ الدائم وكان المنفس الوحيد لي هو ذهابي للمدرسة أتحايل على أصدقائي بمنح المودة لي وإظهار الأمان معهم والحب حتى جاءت اللحظة التي لم أعد أتحملها ذات يوم كان العقاب بحرماني من الذهاب إلى المدرسة أمسكت الدبوس وجرحت يدي بكتابة كلمة المدرسة عليها ولا أبالي بالألم أو بالدم وبعدها عوقبت أيضاً بسبب الكتابة بالدبوس على يدي, أصبحت أخرج همي في نفسي أضرب نفسي أعور فروة رأسي ألعب في حبوب وجهي.
انتهت المرحلة الإعدادية وبدأت أختي في حالة السكون والانتهاء من الجرائم ولكن أمي كانت تذكرني بها كلما أخطأت أي خطأ بأنني كنت سبباً لشقائها في حياتها, اعترفت لأمي بكل شيء بعد تخرجي من الجامعة وطلبت مني أسامح أختي لأنها كانت مريضة وسامحتها ولكي أثبت لنفسي بأنني سامحتها أهتم وأعتني بأولادها فترة الصباح لأنها تعمل, لكن مشكلتي هي نفسي لا أهتم بها أبداً دائماً أقلل منها وأوبخها, وعندما يشكرون في أي عمل أقوم به يقولون مثلاً لي أنني لي الفضل في تربية أولاد أختي والتفرغ لهم بعد ابتسامتي فرحاً أجد نفسي
تقول لي على إيه فرحانة أنتِ ولا حاجة, وأحياناً في التوتر ألعب بحبوب وجهي أظل أزيل طبقات من كعب قدمي أعض شفتاي لا أهتم أبداً مثل أي بنت في سن الزواج بالعناية الكاملة من شرب ماء أو وضع كريمات ترطيب لجسدي مع علمي بأنني بشرتي جفت من قللة الرعاية لا أهتم بنفسي, والذي صدمني أكثر أنني أحياناً أدخل لمواقع شات أستفز بعض الشباب كي يسبوني أو أتخيل مع نفسي أن أحدهم يضربني ويكون له السلطة علي وبعد ما أتعرض للسب من الشات أحزن جداً أنني فعلت في نفسي هكذا وتصعب علي نفسي أنني لا أهتم بها هل أنا جننت أم ماذا؟!.
بالله عليكم ساعدوني
أتمنى أن أتغير وأثق في نفسي وأقدرها وأهتم بها لا أعرف كيف!؟؟
10/1/2017
رد المستشار
معظم من وجدناهم يعانون من المازوخية بدرجاتها المتفاوتة كان ورائها يختبئ شعور عميق جداً، ومخزٍ جداً بالذنب واستحقاق العقاب، ووجدنا كذلك أن طريقة تربيتهم، وما تعرضوا له من تفاعلات نفسية غير سوية، وغير معلنة في نفس الوقت غالباً-تعرف اختصاراً بديناميات العلاقة- بين أفراد الأسرة هي ما يشكل هذا التكوين النفسي للشخص الذي يعاني من المازوخية؛ حيث يشعر الشخص في قرارة نفسه العميقة أنه يستحق الإهانة، والذل، والقهر، وربما الضرب، والقسوة، والظلم؛ فهو سبب كبير من أسباب بلاء الأسرة، حتى أن البعض يصل في درجات من المازوخية لطلب الصعق الكهربي، واللسع بنار، والتقييد، إلخ......
ورغم أن ذلك بعيداً عن الفطرة السوية التي فيها يعتز الإنسان بكرامته، ويأبى القهر، والظلم، ويتفادى الألم؛ إلا أنه الآن صار واقعا!، ولن يجدي كثيراً النوح على ما كان إلا بالقدر الذي يعينك على التغير؛ فأنت تحتاجين أن تشفقي على "طفلك الداخلي"!، نعم... بداخل كل منا طفله الذي احتاج للرعاية النفسية، والحب، والقبول، والاحترام، والثقة، والأمان، الخ، وكلما تمكن من الحصول على تلك الاحتياجات كلما زادت نفسيته صحة، واستواءاً، وكلما حرم من تلك الاحتياجات، كلما حدثت للشخص تشوهات نفسية، واعوجاج عن الفطرة السوية؛
فطفلك الداخلي لا يتحمل قسوتك بجانب ما قساه وأنت صغيرة بشكل متكرر، ضاغط، لذا عليك أن تتدربي على إعادة ضبط التعامل مع طفلك الداخلي؛ لتعطيه أنت ما أحتاج له ولم يحصل عليه!؛ فهو يحتاج جداً للحنان، ويحتاج جداً للرعاية، ويحتاج جداً للقبول، ويحتاج جداً للاحترام؛ فكل ذلك من حقوقه، وحتى يحدث ذلك يحتاج قبلهم أن "يصدق" أنه كان مضطراً لقبول ذلك قديماً؛ لأنه كان عاجزاً، تائهاً، وحيداً، غير مسؤول.
لكن الآن..... هو قادر- فهو بألمه، وضعفه لم يعقك عن الدراسة، وتربية أولادها بشهادة الجميع-، وهو ثابت؛ لأنه الآن يعلم أنه لم يستحق العقاب أبدا لأي شيء حدث، وهو الآن يستدفئ بعلاقته مع أولاد أختك، ونحن، وكل من يحبك ولم تحدثينا عنه، وهو الآن صار مسؤولاً عن وجوده الفطري السوي؛ لأنه قادر، ولم يعد ذلك العاجز الخائف القديم!، وأعلم جيداً أن ما أقوله صعبٌ عليك، وأعلم أنه يحتاج جهداً، ووقتا للشفاء النفسي، لذا حاولي فيما قلته حتى تتواصلي مع معالج نفسي ماهر يعينك على خوض رحلة العودة لفطرتك في مناخ آمن
واقرئي أيضًا:
استشارات عن المازوخية
السادية - المازوشية أسطورة في الطب النفسي