وسواس قهري شديد في النظافة مرتبط بالدين
السلام عليكم ورحمة الله
أنا مصابة بوسواس قهري شديد منذ سنوات، وكنت ذهبت لدكتور للعلاج ولكنه لم يقل لي ما يجب فعله لعلاج الوسواس، كل ما فعله أنه أعطاني دواء أخذته مدة سنة ونصف ولم يفعل شيئاً، ولكن عندما بدأت أبحث بنفسي على حالات مشابهة على الإنترنت، وجدت موقعكم الذي ساعدني كثيراً-جزاكم الله خيراً- ولكن تظل مشاكل أخرى يبدو أنني أعاني منها وحدي، ولذا قررت الكتابة لكم بعد متابعة لمدة طويلة آملة أن يكتب الله لي الشفاء من خلال نصائحكم.
أصبت بالوسواس من عشر سنوات، وكان مرتبطاً بالخوف من المرض، فعندما ظهرت إنفلونزا الطيور ثم الخنازير مثلاً كنت أغسل يدي دائماً وأتحاشى لمس أي شيء وأي شخص، مما جعلني لسنتين أبدو كالمجانين لأني كنت أتصرف كما المرعوبة إن اقترب مني أي أحد بما فيهم أهلي، ولكن ذلك ذهب تدريجياً،
ثم ظهر وسواس العبادات والشك في طهارة كل شيء حولي، فكان لدي وسواس في الصلاة والوضوء والاغتسال، كنت أصلي الفرض في ساعة، وأكرر الوضوء أكثر من 15 مرة، ولكن عندما بدأت القراءة في موقعكم عن حالات مشابهة وفي كتب الدين، واتبعت فتاوى وسواس الصلاة والوضوء، ذهب الوسواس فيما يخص الصلاة والوضوء تماما بعد فترة، كما بدأت تدريجياً أتغلب على الشك في طهارة الملابس والفرش والأثاث بالأخذ بأيسر الفتاوى في ذلك.
لكن بقت لدي مشكلة واحدة لا زالت تنغص علي حياتي وتمنعني من مزاولة حياتي بشكل طبيعي، وهي لدي منذ أكثر من أربع سنوات. المشكلة أنني عندما بدأت قراءة في فتاوى الطهارة أصبت بوسواس آخر وهو وسواس الاستنجاء. فعندما بدأت القراءة في كتب الدين، شعرت أنني أستنجي بشكل خاطئ وأنني دائماً نجسة. كنت زمان أقضي حاجتي ثم أفتح الشطاف وأمرره ثلاثاً وأنشف نفسي دون أي مشكلة. لم أكن أستغرق أكثر من 10 دقائق، ولكن بعد أن قرأت كلام عن الرذاذ المرتد وعن أن البول إن خرج عن المحل لا ينفع معه مسح بالمناديل وأن الماء المنفصل عن نجاسة نجس، أصابني وسواس شديد، وأصبحت أشعر دائماً أنني أستنجي بشكل خاطئ وأنني غير نظيفة وأنشر القذارة في كل مكان ألمسه بعد الخروج من الحمام،
ولذلك أصبحت بعد كل قضاء حاجة أستحم بشكل كامل، وأغسل شعري وكل شيء لأنني لا أستطيع أن أرى الرذاذ الذي أصاب ظهري وشعري عند تنظيف الدبر فأعتبره نجساً لانفصاله عن نجاسة، كما أشك لا أدري هل ماء السيفون طاهر أم لا.
لذلك أصبحت أغتسل بشكل كامل بعد كل قضاء حاجة، أي أنني أستحم حوالي ثلاث مرات يومياً في المتوسط، أستغرق في الاستحمام نصف ساعة، ثم أخرج وأضع فوطة طبية لأنني دائماً ما يكون عندي شك في خروج بول مني بعد هذا الاستحمام!
بل إنني أحياناً أشك في خروج البول قبل أن أرتدي تلك الفوطة الطبية مما يجعلني أدخل وأعمم جسدي بالماء مرة أخرى. هلك شعري من الماء، فأحضرت بونيه لتغطية الشعر، ولكن بعد كام مرة، بدأ لدي الشك أن ماء الدوش الذي أستخدمه لتنظيف نفسي من الأسفل يندفع لفوق ويجد فراغا بين شعري والبونيه في المكان الذي أعتقد أن البونيه لا يلتصق فيه برأسي بسبب أذني!
تعبت من كل ذلك وأصبحت أحبس البول بالساعات مما قد يؤثر على الكليتين، وهلك شعري، وأصبحت أخاف السفر لأني لا أستطيع دخول الحمام خارج المنزل لأنني لا أستطيع أن أستحم بعدها، وأصبح ذلك يؤثر على عبادتي رغم أنني أريد أن أكون طاهرة للصلاة أصلاً وكما يجب دينيا! وأود نصيحتكم للخلاص من ذلك العذاب.
حاولت الاستنجاء كما كنت أفعل زمان، لكن دائماً ما يكون لدي إحساس قوي أن البول أصاب جانب الساق وخرج عن المحل وأصاب المقعدة، فلا ينفع في تلك الحالة استخدام الشطاف، كنت زمان استخدم المناديل المبللة في تنظيف تلك الأماكن، لكن قرأت فتوى أن ذلك لا يجوز لأن المناديل المبللة تنشر النجاسة، ثم بعثت مشكلتي لدار إفتاء قالوا لي (يكفيك استعمال المناديل المبللة ثم المجففة بعد ذلك، وإياك ثم إياك من الاغتسال، فذلك من التشدد في الدين والتنطع واتباع الوسواس، وكل ذلك لا يرضي الله تعالى)
فعندما قمت بذلك أصبحت أشعر أنني لا أصل لكل مكان، وأنني أنجس يدي بل ذراعي وأنا أستنجي، ولذا قررت أن أحدثكم في مشكلتي لكي أجد من يساعدني في التخلص من هذا العذاب إن أمكن... ماذا أفعل مع كل تلك المشاكل التي أشعر بها عند الاستنجاء بل وبعد الاستحمام؟
وعند الاستحمام، أمي قالت لي لا تلتفتي لشعورك بوصول الماء تحت البونيه، وأن غالباً هذا الماء يدخل لأذني من الدش من فوق عند تعميم جسدي وليس عند استخدام الدش في الاستنجاء لأن الماء المندفع لا يمكن أن يكون قوياً كفاية لذلك، فهل أتبع كلامها حتى وإن كان شعوري قوياً ووجدت ماء في البونيه بعدها؟
أخلع البونيه لغسل رأسي ثم أرش الماء على المحل مرة أخرى لإحساسي الدائم أثناء الاستحمام بتسرب قطرات بول، فأشك أن البول وصل للبونيه الموضوع على جانب البانيو، فهل أقول لنفسي أنه حتى لو وصله ماء استنجاء طهر بما تلاه من ماء؟
بدأت في ارتداء فوط صحية أصغر ثلاث مرات مما كنت أرتديه منذ شهر تمهيداً لخلعها عملاً بالنصيحة التي أعطيتموها لإحدى الفتيات هنا، ولكن ماذا أفعل في إحساسي القوي بنزول بول بعد الاستحمام دائماً. أخذت بنصيحتكم فلم أعد أنشف كي أقول لنفسي أن هذا ماء الاستحمام وليس بول، ولكن تأتيني تلك الأفكار أنه ربما يكون قطرات بول لكوني قضيت حاجتي ثم استحممت لمدة نصف ساعة. هل أتجاهله دائماً بعد الاستحمام مهما كان الشعور قويا؟
اعذروني للإطالة، كما ترون مشكلتي كبيرة وتستهلك قواي يومياً منذ أكثر من أربع سنوات، كما أنها تضايق أهلي الذين ذاقوا ذرعا بي، فقررت مجاهدتها وأعلم أنه قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، لذا أردت أن أواجه نفسي بكل مشاكلي وأسأل كل تلك الأسئلة حتى أجد لها حل وحتى يكون الرد حاضراً عندما تأتيني تلك الشكوك.
آسفة مرة أخرى للإطالة. جزاكم الله خيراً.
20/1/2017
رد المستشار
الزميلة الفاضلة "333" أهلاً وسهلاً بك على موقع مجانين وشكراً على ثقتك وإطرائك، وعلى استعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
عشر سنوات تقلب عليك الوسواس القهري فيها بوساوس الخوف من المرض ثم وساوس العبادات بأنواعها المختلفة فضلاً عن الشك والتكرار وما قصصت علينا وما لم تقصي، وبعد كم سنة من الستة الأول -لم تحددي- عرفت موقع مجانين فيسر لك الله من فوائده ما يسر ... لكن يبدو رغم أنك أحسنت كثيراً في قدرتك على التعافي والتجاوز ورغم جمال فعلك حين أخذت بأيسر الفتاوى ... رغم كل ذلك لم تكن المواد المنشورة على مجانين -وغيره ربما- كافية لتخليصك تماماً من الوسواس.
أكاد أصيح وقد قرأت ما حكيت من ترديك بعد ما سمعت من فتاوى التطهر في وساوس وقهورات الاستنجاء وما يلي الاستنجاء متعمقة في تحاشي النجاسة لكن دون تنطع والحمد لله لأن الله منَّ عليك بالقدرة على الأخذ بأيسر الفتاوى وفي هذا شفاء كل الموسوسين، أكاد أصيح بكل الذين أفتوا فتاوى التطهر (الضارة في حالتك) على رسلكم أرجوكم استثنوا الموسوسين أرجوكم قولوها واضحة إلا الموسوسين أو هذا لغير الموسوسين.... وأكرر ثانية يا مولانا 3% من سامعيك موسوسون
زميلة صيدلانية لعلها في مثل سنك كانت أول مريضة تعلمت منها ضرورة أن أسأل مريضاتي عن تفاصيل ما يفعلن في دورة المياه ومنه كيفية الاستنجاء، فقد كانت أكرمها الله أفصح من رأيت من الموسوسات وأكثرهن شجاعة في مناقشة هذه المشكلة المحرجة معي وأسأل الله أن يأجرها بما تعلمت منها وأفدت به كثيرات، بدأت هذه الصيدلانية وأحوالها تقارب أحوالك الحالية، وبعد ستة أشهر من العلاج المعرفي السلوكي العقاري المشترك أصبحت طبيعية تماماً أو تكاد وإن كانت أقل منك شجاعة في الأخذ بأيسر الفتاوى، والأهم أني شخصياً لم أكن أعرف برأي المالكية الذي ورد في الفواكه الدواني، ولو كنت أعرفه لخففت عنها كثيراً.
وملخص ذلك الرأي أن تحري التخلص من النجاسات بالنسبة للموسوس ليس واجباً عليه وإنما سنة فقط، وكذلك رأيهم بالنسبة للموسوس والصحيح على حد سواء إذ لا تشترط طهارة البدن والثياب والمكان لصحة الصلاة وذلك مع التذكر والقدرة (أي معرفة وتذكر الشخص لوجود نجاسة على بدنه أو ثيابه أو مكان صلاته وقدرته على إزالة تلك النجاسة) فصلاته صحيحة دون أن يزيلها، أظن رأياً كهذا ينهي كل مشكلاتك يا "333" شريطة أن يكون حرصك على التطهر للصلاة هو همك وسبب وسواسك من النجاسات.
عليك الاكتفاء بالاستنجاء بالماء طالما كان تيار الماء كافي الشدة لتنظيف المكان، ولا داعي حتى لمنديل، وعليك أن تنفذي ما نصحتك به الوالدة فلا تلتفتي لشعورك بوصول الماء تحت "البونيه"، وألا تلتفتي كذلك لشعورك بنزول قطرة بول.... ولا تنشغلي باحتمال أن يكون الإحساس حقيقياً فحتى لو كان حقيقياً وأنتِ أخذت بالرخصة، فصلاتك تبقى صحيحة فضلاً عن أنك تؤجرين لأخذك بالرخصة.
من المهم إن لم تنجحي في اجتياز كل مشكلاتك بعد قراءة ردي هذا وغيره من المنشور على مجانين أن تلجئي بعد الله إلى طبيب نفساني ذلك أن العلاج الذي لم يفدك في الماضي سيفيدك جداً إذا استخدمته بجرعة صغيرة تدعيماً لك في القيام بمهام العلاج المعرفي السلوكي .... نتمنى لك كل النجاح في العلاج وصولاً للشفاء وتابعينا بالأخبار الطيبة.
واقرئي أيضًا:
وسواس ليس بوسواس !
استنجاء البنات : متى تنتهي الوسوسات ؟
وسواس النظافة والقرف !
ويتبع>>>>>>>>> : 333 ووسواس الاستنجاء اللعين م