الخجل مشكلتي وتكاد تكون عقدتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود في البداية أن أشكركم على هذا الموقع وهذه المساحة التي توفر لنا البوح بمشاكلنا دون الخوف من نظرة الناس إلينا، مشكلتي هي وكما ذكرتها بالعنوان تكاد تصبح عقدة هو خجلي من الجنس الآخر، أنا أرتبك في الكلام مع الجنس الآخر ولا أستطيع أن أكمل كلمتين بصورة صحيحة،
حتى بعد دخولي الجامعة وتخرجي منها دون التكلم مع الجنس الآخر إلا نادراً وبعد ذلك صاحبتني تلك المشكلة إلى عملي حيث يوجد الكثير منهن في عملي ولا أستطيع الكلام معهن حتى بأمور عامة وعادية جداً، فكيف ستصبح حالتي إذا أردت أن أعبر لشابة عن مشاعري علماً صادفتني هذه الحالة ولم أستطع أن أصارحها بمشاعري بسبب تلك العقدة اللعينة المسماة الخجل،
وكلما أتقدم بالعمر تصبح مشكلتي أصعب حتى أني قد وصلت إلى قناعة بأن مشكلتي ليس لها حل وأن علي أن أتقبل الأمر،
فهل من نصيحة أو حل لمشكلتي هذه
2/2/2017
رد المستشار
صديقي
الخجل ينشأ عن القلق من أن يكون رأي الآخر فيك هو رأي سلبي من أول كلمة أو لقاء أو حتى بدون أي تواصل أو تفاعل..هو افتراض لا واعي بأن الآخر سوف يرى فينا كل عيوبنا التي ندريها والتي لا ندريها..هو اعتقاد بأن الآخر سوف يحكم علينا حكماً سلبياً لا رجعة فيه أو من الصعوبة بمكان تغييره.. الخوف من كل هذا هو ما يسبب الخجل الشديد...هو الخوف من الرفض.
الحل يكمن من ناحية في أن نفكر بمنطق أنه من المستحيل أن يكون عنا الآخرون رأياً منطقياً وموضوعياً وحقيقياً بدون فترة طويلة من المعاملة والتفاعل.. بالتالي فليس هناك ما يخيف.. أيضاً، ماذا يهم؟ فليعتقد الآخرون ما يريدون اعتقاده طالما نحن نحرص على النزاهة والشرف والأخلاق الرفيعة..من المستحيل إرضاء جميع الآخرين.. فكر في الأمر: هل اتفق الجميع على أي شيء بنفس المقدار؟ إن كان بعض الناس قد رفضوا الله جل جلاله فلماذا لا يرفضون إنساناً؟؟ الرفض من البعض هو شيء يجب تقبله بصدر رحب.. سوف يعجب بنا البعض ويحبنا البعض ويرفضنا البعض ويتقبلنا البعض ويبغضنا البعض.
من ناحية أخرى، ومن ناحية الجنس الآخر تحديداً، الحل يكمن في تكوين صداقات أو معرفة ببعض زميلاتك وقريباتك والتعامل معهن و كأنهن رجال أو و كأنهن مجرد كائنات نحاول فهمها كل واحدة منهن على حدة.. هناك صفات عامة في الرجال وصفات عامة مختلفة في النساء وصفات مشتركة بين الجنسين... تذكر لقد خلق الرجل والمرأة من نفس واحدة..ويأتي هنا السؤال: ما الذي يخيفك من نفسك؟ ولماذا لديك رأي سلبي في نفسك.. إن خجلك يتمركز على رأيك السلبي في نفسك وفي احتمالات نجاحك وفي نفس الوقت على افتراضك (ربما بدون وعي) أن الآخرين سوف يرون كل هذه السلبيات بوضوح وأنك ستنكشف أمام الجميع ويصيبك الخزي والعار...
ما الذي تخجل منه في نفسك؟ أصلح هذا أولاً.. تقبل نفسك أولاً.. أحب نفسك أولاً ولن تعاني من الخجل مرة أخرى.
طالما أنت مشغول بمخاوفك فأنت لا تحاول أو لا تدع لنفسك فرصة لمعرفة الآخر... ركز على معرفة الآخر بدلاً من أن تركز على مخاوفك من انطباع الآخر عنك.
أنصحك بمراجعة معالج نفسي أو مدرب حياة لكي تناقش هذه الأمور وترسم خطة سلوكية عملية لتشجيع نفسك على التعامل والتفاعل.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرأ أيضًا:
الخجل و تشوش الأفكار مراهقةٌ أم رهاب ؟
رهاب الجنس الآخر
رهاب الإناث : الداء والدواء
أريد التخلص من خجلي : برنامج علاجي
حيرة أم خوفٌ أم خجل ؟
أريد التخلص من خجلي : مشاركة مستشار
الخجل من الجنس الآخر
ويتبع >>>>>>: الخجل من البنات : كفى ما فات ! م