الوسواس في لفظ الكفر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو منكم مساعدتي لأجد حلاً لما أنا فيه.
منذ مدة بدأت أحاسب نفسي على كل ذنب أقترفه وعلى كل كلمة أتفوه بها. منذ مدة بدأت أتذوق حلاوة التقرب إلى الله. أصبت بالوسواس في الوضوء والصلاة ثم في الصوم. إلى أن أصبت بالوسواس في سب الله تبارك وتعالى. وبدأت أشعر بخوف شديد من غضب الله إلى أن اعتقدت أن ما صدر مني كفراً وبدأت أتحسر على ما كنت عليه من راحة.
بدأت أبحث عن فتاوى لأخفف من قلقي وأعرف ما إن كان علي تكفير. لكن كلما قرأت مشكلة تنتقل إلي. إلى أن أصبحت لا أتحمل العيش. كلما نطق أحد من حولي كلمة فيها سب أو شتم يبدأ الوسواس في تحويل ذلك الكلام. أصبحت حياتي مثل الجحيم. لم أعد أستطيع الحديث مع من حولي. لم أعد أستطيع سماع أي كلام.
تعبت كثيراً من حالتي هذه. كلما أفقت في الصباح أكون خائفة من أن أحدث نفسي بشيء فيه شتم أو استهزاء من الله تبارك وتعالى إلى أن يصل بي الأمر أن تأتي عبارة الاستهزاء ببالي حينها أشعر بيأس من نفسي.
وهذا الصباح أشعر أنني عندما فتحت عيني أول شي خطر ببالي تلك العبارة التي أصبحت تلازمني في كل خطوة وأظن أنني ذكرتها في نفسي عمداً. ومثل كل يوم يتعكر صفو نهاري من أوله. يئست من نفسي ومن حالتي كثيراً فلم أعد قادرة على مواجهة الله لما قد صدر مني من عبارات استهزاء وسب.
أيقنت أن هذا الوسواس كان يراودني من سنوات وبما أنني لم أكن أعيره اهتماماً لم يتمكن مني مثل الآن. لذلك أظن بأن ما أصبت به الآن من وسواس دائم إلى أن تمكن مني وسيطر على حياتي أنا السبب فيه لأنني بدأت أبحث عن فتاوي لإيجاد حل فزدت الطين بلة. حيث أنني كلما قرأت مشكلة أصبت بها.
أرجوكم أفيدوني بما يجب علي فعله علما أنني قد زرت طبيباً نفسياً ووصف لي دواء أولونزا 5مغ.
أريد ما حكم من حدث نفسه بكلام يقلل من شأن الله عز وجل ولا يعرف إن صدر منه عمداً.
شكراً على ما تقومون به من عمل.
29/1/2017
رد المستشار
الابنة الفاضلة "أسماء" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستخدامك موقع مجانين لطلب استشارتك.
سطور استشارتك تصف حالة نموذجية لاضطراب وسواس قهري ذي محتوى ديني (حسب ما ذكرت من أعراض)... بدأ مع بداية التزامك وهذا أمر شائع ، وعلاجه هو علاج الوسواس القهري بشقيه العقاري والمعرفي السلوكي.
يجب عليك من الناحية الفقهية أن توقني كذب الوسواس وألا تنزلقي إلى محاولات الرد عليه أو نكران ما يقتحم وعيك من أفكار أو تصورات كفرية سواء حدثت من تلقاء نفسها أو كرد فعل على كلام الآخرين أو سبابهم ببساطة لأن الفكرة الكفرية أو التشكيكية الواردة سواء بالسب المباشر أو بالربط بكلام الناس كل هذا من الوسواس ! ولست مسؤولة أنت بأي حال.
فكرة أنك السبب كما يفهم من قولك (أنا السبب فيه لأنني بدأت أبحث عن فتاوي لإيجاد حل فزدت الطين بلة. حيث أنني كلما قرأت مشكلة أصبت بها.) هي الأخرى فكرة من الوسواس، وأما قراءة المشكلات التي تؤدي إلى أن توسوسي بمثلها فهي مهمة سلوكية أنصح بها مرضاي وأؤكد أن التحاشي أو تجنب الموسوس قراءة مشكلات الموسوسين خطأ والعكس هو الصحيح أثناء العلاج فعليك أن تقرئي أكثر وأن تهملي الوساوس الجديدة الناتجة عن القراءة فهذا أحد أشكال التعرض ومنع الاستجابة التي ي أساس العلاج المعرفي السلوكي لمثل حالتك، وهذا مختلف عن تكرار طلب الطمأنة من المختصين فبينما الأول هو تعرض يفيد فإن الثاني هو فعل قهري من الوسواس يزيده حدة وقد يوقع المريض في فخ إدمان طلب الطمأنة.
عليك أن تحاولي إهمال الوسواس في كل حياتك على أن تعيشي بشكل طبيعي دون أي احتياطات تأمين أو سلوكيات احترازية وعلى رأسها التحاشي الذي يفسد التعرض
وفي نفس الوقت عليك السؤال عن إتاحة العلاج المعرفي السلوكي من طبيب نفساني ذي خبرة في علاج الوسواس القهري الديني.
أمرٌ مهم يستدعي التساؤل في إفادتك وهو العقار الذي وصف لك، فحقيقة لا أعرف عقار علاج وسواس جرعته 5 مجم وهو ما دفعني إلى البحث عن العقار الذي أشرت أنه وصف لك (أولونزا 5مغ) فوجدت أنه غالبا عقار أولانزا 5 مج أي أولانزابين Olanzapine 5 mg وإن كان كذلك فاعلمي أنه لا يناسب حالتك إن كانت كما وصلنا وإنما تحتاجين إلى أي من عقاقير الم.ا.س.ا .... اقرئي ما ستأخذك له ارتباطات الوساوس الكفرية وتابعينا بالتطورات