لا أستطيع فهم زوجتي
السلام عليكم، كنت واثقاً بنفسي إلى حد كبير. إلى درجة أظن أنني قادر على حل أعقد المشكلات بالنقاش والتفاهم مع أي شخص كان. لكن الصدمة أنني فشلت بأبسط اختبار وهو التفاهم مع زوجتي. في الحقيقة حدثت المشكلة منذ أوائل أيام زواجي وتطورت مع الأيام حتى ضحيت كارها لوجودي في المنزل وأبحث عن حلول للابتعاد عن زوجتي بأقل الخسائر. أنا إنسان درست في الخارج وتزوجت متأخراً بعمر 35 عاماً، لا أخفي وجود علاقات سابقة لي في بلاد الغربة وجميعها كانت ناجحة نسبياً حيث لم تواجهني مشاكل في التفاهم وكنت دائماً أجد الحلول.
تزوجت مع بداية الأزمة في سوريا ومررنا بفترة صعبة نتيجة ظروف الحرب والتشرد. المشكلة أن زوجتي كانت دائماً في تلك الفترة تشكو من عدم اهتمامي بها، رغم أنني كنت أفعل كل ما يرضيها، العكس هو أنها لم تكن تهتم بي. فكثير من الأيام عدت من العمل وتكون نائمة ولا يوجد طعام في البيت، حتى أنها في أيام رمضان كثيراً ما كانت تتركني بدون طعام الإفطار وأضطر لتحضير شيء ما سريعاً لنفسي طبعاً، صباحاً أنا أستيقظ بمفردي وأذهب إلى عملي بينما تكون هي نائمة. إذا حدث أي خلاف بيننا تبادر فوراً برفع صوتها والبدء بالصراخ وتطلق كلمات تهينني.
بعد فترة اضطررنا للعيش في منزل متواضع بعد أن هجرنا منزلنا الأصلي، انقلبت حياتي لجحيم حيث كل يوم أعود من عملي تبدأ بالتذمر وإطلاق عبارات الإهانة إنني لست بشخص كفء ولا أستطيع أن أؤمن لها حياة جيدة في منزل مناسب.
في هذه الأثناء ولد طفلنا الأول، ورغم الواقع الاقتصادي الصعب فقد سعيت لتأمين كل متطلبات الحياة. أحياناً كان يأتيني أصدقائي في زيارة، كل مرة يأتي زوار كانت ترفع صوتها وتصرخ علي أنها ليست خادمة وليست مضطرة لاستقبال ضيوفي. بعد ذلك انتقلنا إلى العيش في تركيا، الحمد لله وفقت في عملي بدخل مناسب، لكن عادت تختلق المشاكل لتعبر عن تذمرها. حيث بداية حملتني مسؤولية فشل دراستها لأنني لم أساعدها للدراسة في سوريا. ثم بدأت تشكو أنها ليست سعيدة في هذه المدينة وتريد الانتقال إلى مدينة أخرى.
استيقاظي وحيداً استمر، لم تحضر لي يوماً طعام الإفطار، إذا حدث شجار فيمكن أن تشتمني أو تهينني. أنا لا أؤمن بالضرب لذلك لم أبادر إلى ضربها رغم إهانتها لي. عندما كنت أناقشها محاولاً تبيين الوقائع تقول أنت لم تقدم لي شيء ولم تساعدني. عند ذلك أنا أنسحب وأجلس في غرفة أخرى. عندها تستشيط غيظاً وقد ضربتني أكثر من مرة. جاء أهلي لزيارتي فافتعلت المشكلة بعد الأخرى وتكلمت بحقهم كلاماً سيئاً. أحسها أنانية تحب فقط نفسها ولا يهمها أمري إلا أن أجلب لها النقود. حتى عندما نختلف تقول لي ماذا جلبت لي أنت. تكلمت مع والدتها مرتين. ففهمت والدتها كلامي على أنه تهديد لهم مع أنني كنت أريد منها أن تنصح ابنتها. وعندما شكوت لأبيها أن ابنته ترفض أن يزورني أخي، اتصل بابنته وقال لها أنت لست خادمة ومن حقك ألا تستقبلي أحداً.
أكثر من مرة حاولت الانفصال عنها، كانت فوراً تقع في حالة عصبية ونوبات التشنج، فأخاف وأتراجع. مرة أمسكت بها تخونني مع عشيق سابق لها عبر الهاتف طلقتها، لكن أعدتها بدون أن أخبر أحداً. حالياً أنا لا أطيقها، المشكلة أهلها ليسو في وضع يسمح لهم باستقبال ابنتهم وستكون نذالة إن أرسلتها إلى أهلها، إضافة إلى أنني أحب أطفالي إلى درجة الموت ولا أريد لهم أن يعانوا. لا أستطيع الابتعاد عنهم ولا أريد إبعادهم عن أمهم. من ناحية ثانية أنا أحس أنني لا أعيش. إنما ميت أعمل وأتلقى الإهانات. لا أحصل على أي حنان أنثى. مؤخراً بدأت أحاول الكلام مع فتيات كنت أعرفهم سابقاً. لأنني أكاد أنفجر. زوجتي حالياً لا تهتم بي نهائياً حتى أنني طلبت منها كثيراً أن تهتم بجسدها وتزيل الشعر. فقالت لي أنا حرة لن أزيل شيء. المفارقة عندما مرضت أردت آخذها إلى الطبيب فرفضت لأنها لا تريد أن تظهر أمام أحد بهذا الشكل.- أما أمامي فلا يهم -
حاولت الكلام بالعقل والمنطق فزادت الأمور سوءاً، أتنازل وأصالحها فتزداد سوءاً. وأنا صراحة لم أعد راغباً بالحياة معها. فقط الأطفال والواقع الذي يعيشه السوريون هنا هو ما يمنعني من الانفصال عنها.
بصراحة هي متنمردة وأحس نفسي فاقد للرجولة عندما تكلمني بأسلوبها المهين
كيف تفسرون سلوكها كيف أتعامل مع الحالة
24/2/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح والتوفيق
يجب الابتعاد عن إطلاق مواعظ خيالية في هذا المجال والتركيز على ما يحدث على أرض الواقع.
5% من الرجال على أقل تقدير هم من ضحايا العنف المنزلي في الحياة الزوجية وهذا العنف قد يكون إطاره جسدي أو عاطفي. أنت واحد من هؤلاء الضحايا ولا أظن أن زوجتك ستتغير بسرعة وستعيد الكرة نفسها لو انفصلت عنها وتزوجت رجل آخر ولن توافق على الدخول في علاج الأزواج. إذا نويت الاستمرار في هذه العلاقة والتضحية من أجل الأطفال فأملك الوحيد هو أن سلوكها العدواني قد يصبح أقل شدة مع تقدم العمر ولكن لا تتوقع المعجزات أو حدوث تغيير جذري في مشاعرها نحوك.
هناك تحالف بين زوجتك الفاضلة وأهلها ومثل هذه التحالفات توحي بأنها ترعرعت في نظام عائلي متصلب لا يتحمل دخول عنصر غريب مثل الزوج. هذا التحالف لا يشير إلى إمكانية تجاوز أزمتك عن طريق التفاوض مع الأهل والأقرباء.
أمامك ما يلي:
1- تهتم بحياتك وسعادتك وعملك وتجنب الأزمات داخل البيت. من الأفضل أن تقضي أطول فترة ممكنة خارج البيت يومياً.
2- تحدث معها بصراحة عن عدم سعادتك واطلب منها المقترحات لتحسين العلاقة الزوجية.
3- وهناك بالطبع الانفصال عنها ان كنت تقوى على ذلك. يجب دراسة هذه الخطوة بحكمة وتناقش الطلاق ورعاية الأطفال معها.
القرار في النهاية هو قرارك ولا يوجد حل نفسي دون مشاركة زوجتك في خطوات علاجية.
أعانك الله.