غارقُ في الإباحية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قبل البلوغ -لعله 10 سنين عمري- وجدت أفلام إباحية في جهاز أخوي، وبدأت بالتدريج أُشاهد هذه الأمور، وأمارس العادة المقيتة.
بقيت أمارسها لبضع سنين، وعندما كبرت قليلاً علمت بأضرارها، وأنا كنت بعد كل ذنب أتوب منه ثم أعود إليه، ولا أبالغ إذ قلت بأن عدد المرات التي تبت فيها يصل إلى الألف!
المنحنى في حياتي كان لعله في عمر ال14 عندما سجلت في أحد المساجد، فوجدت الصحبة الصالحة والنشاطات الدينية والترفيهية، فكنت قد وصلت إلى مرحلة "العشق" بهم كنت أعشق هذه الأجواء الإيمانية، والأجواء الصالحة.. وكنت أستمر بالحضور، وهذا الشيء جعلني تلقائياً أترك هذه العادة السيئة، وكما قيل "النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك هي بالباطل" وأنا أقول "القلب إن لم تشغله بالحق شغلك هو بالباطل!"، وفعلاً عندما تعرفت على هؤلاء الأصدقاء زهدت في الحرام والأفلام الإباحية ومافيها.. بل وصلت إلى مرحلة بأني نويت لو كبرت سأؤلف كتاب في علاج العادة السرية، باعتبار {وأمَّا بِنِعْمَةِ رِبِكَ فَحَدّثْ} .. فكنت قد وصلت إلى مرحلة التوبة والزهد في الحرام. وكانت فترة توبتي ربما سنة كاملة لم أمارس فيها هذا الشيء أبداً، أو ربما نصف سنة.
المشكلة بعد فترة، المسجد صارت فيه بعض المشاكل، فرقة "الكشافة" قلّ عددها والحضور صار قليل، والسبب في ذلك التالي : الكشافة كان فيها بعض الشباب من مدمنين السجائر ومن عديمي الخلق، فالمسؤولين حذفوا الصف التاسع من الكشافة، بمعنى الصف التاسع الذي كان في مرحلة الفتيان أسفل الكشافة لن يصعد إلى الكشافة حتى لا يتأثر ببعض الشباب الفاسدين في الكشافة، وحتى يبنون جيل نظيف، المشكلة هنا بدأ برنامج الكشافة ونشاطات المسجد أصبحت ليست جميلة كالسابق، والسبب هو قلة العدد، وماشابه مما ذكرت
عندما تناقصت أجواء المسجد، ومع الأسف الشديد، وليتني لم أفعل ذلك، عدت إلى العادة مرة أخرى!! وهكذا دواليك ظليت أذنب وأتوب ورجعت إلى حالتي السابقة، مع حفاظي بحضور المسجد.
وقرأت حينها الكثير في علاج العادة السرية، من كتب مسيحية، وكتب إسلامية، ومقالات، وقرأت وقرأت.. وطبقت هذه الحلول، وحاولت، وتأثرت، و و.. ولكن لا شيء ينفع! أعود مرة أخرى.. ولا أبالغ، من شدة قراءتي في هذا الموضوع لو طُلب مني أن أكتب كتاباً أو كتيباً في هذا الموضوع لكتبته وبدون مراجعة خارجية، وما أريد أن أبينه هو أني قد قرأت الكثير في هذا الموضوع، وقرأت الكثير من الحلول، وجربت كل شيء، ومازلت أعاني من هذه المشكلة! ومع إرسالي لكم لهذه الرسالة، أيضاً أتوقع بأن رسالتكم لن تكون نافعة بالقدر الذي سيخرجني من هذه العادة وهذا الإدمان -إن كان يُعتبر إدماناً- .
الآن انقطعت عن المسجد من 4 أشهر تقريباً، لأن الآن المسجد أصبح الحضور فيه ربما فقط 10 أشخاص -وكانوا يصلون إلى 60 شخصاً - والآن رجع لي الخجل مرة أخرى! والآن أعيش في اكتئاب وعزلة، ولا صديق ولا رفيق ولا ولي حميم.. فأصبح الأهل يلاحظون علي ذلك وينتقدوني لماذا لا تصبح نشيط؟ ولماذا دائماً جالس في البيت؟ وهذا الأمر الذي جعلني أنقطع عن المسجد، فصرت أخجل أن أذهب إلى المسجد ويشاهدونني حزين ومكتئب، ولقد زرت المسجد مرة -من باب العودة إلى الحضور والخروج كلياً من حالتي- ولكن، أعتقد بأن الجميع لاحظ علي "صمتي"و"رجوع خجلي" ومع ذلك أيضاً.. لم أصبح متشوق لحضور المسجد -كما كنت سابقاً- وأشعر الآن بالوحدة، وماعندي أصدقاء فصرت عندما أشاهد الناس وأصدقائهم أتحسر وأتمنى لو كان لدي صديق أجلس معاه وأتحاور معه وهكذا، مع العلم بأني لم أكن كذلك، فلقد كان لدي أصدقاء ولم أكن أهتم بأصدقاء الناس، فأنا أعلم بمتعة وأهمية الصداقة، ولكن ما الحيلة؟!..
ملاحظات:
1- أنا كنت أعاني من الخجل لعل من الأسباب التي جعلتي أترك هذا الذنب هو علمي بأن هذا الذنب يسبب لي الخجل فكأن المانع الذي كان يمنعني من العادة ذهب لأن شخصيتي أصبحت أفضل فعدت مرة أخرى {فَلَمَّا نَجْيَّناهُمْ إلْى البَرِّ إذا هُم يُشْرِكِوْن}
2- فترة تسجيلي بالمسجد تغيرت كثيراً فلقد لوحظ علي تديني فحالتي هي سقوط من جبل! وإن كنت أرى نفسي مقصراً أشعر بأني أكثر شخص بالعالم مأثوم لأني ارتكب هذا الذنب على "بصيرة وإطلاع كبير" على عكس الناس
3- هذه الفترة من ترك المسجد ومزاولة الذنب تغيرت كثيراً فأصبحت قاسي القلب لا أخشع في الصلاة زاد وزني صرت آكل كثيراً من المطاعم وماشابه وأصبحت أهتم بالتوافه مع أني بالسابق كنت دقيق في وقتي فحتى ترويحي عن نفسي كان له توقيت محدد، ولي مقالات عديدة، منها في تحديد الأهداف، وتنظيم الوقت، ولكن انتكاسة شديدة! وهذا توفيق من الله في عمر صغير، ولكني جاحد بنعمة الله
4- أخي الأكبر كشفني وأنا صغير وأنا أشاهد الأفلام الإباحية مع العلم بأني حينها دخلت مقطع في الكمبيوتر لم أكن أعلم أنه موقع إباحي! وصدف أنه شاهدني وأنا دخلت هذا المقطع فضربني وأخذ مني الانترنت! وأصبحت أخاف منه وأخجل منه وإن كان ذلك من زمن طويل
5- كنت والعياذ بالله أصور النساء خصوصاً عند دخولهن الحمام وثم أشاهد الصور وأمارس هذه العادة! وكذلك كنت قد مارست العادة أمام بنت أصغر مني سناً وهي نائمة ولكن دون أن ألمسها أو ماشابه لكن من بعيد وكل هذه الممارسات قد تركتها كلياً ولله الحمد! إلا أنني مازلت أمارس هذه العادة
6- صار لي موقف وهو إني شعرت برغبة شديدة في ارتكاب الذنب وتذكرت بأن لدي مباراة مهمة أشاهدها غداً وهذه المباراة كنت متشوق لها كثيراً، فبمجرد أني تذكرت ذلك زهدت مباشرةً في الحرام، ولم أشتهي فعله! ماتفسير ذلك؟
7- لعلي أعاني من القليل من الوسوسة.
8- عندي أهداف رسالية، ولكن هذه الانتكاسة أفقدتني المتعة بكل شيء
9- لا أفكر بتاتاً بأخذ دواء أو علاج نفسي إلا عن طريق الإنترنت، لأني صغير في العمر ولا أستطيع إخبار أهلي
10- وأنا أعتقد بأني بعد التخرج سأترك هذا الذنب لأني حينها سيصبح لدي سيارة وسأملأ وقتي مما يساعدني على ترك هذه العادة ولكني أريد تركها الآن بطبيعة الحال ولا أريد التسويف!
أتمنى منكم دراسة حالتي
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
27/2/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
مرحلة المراهقة هي من أكثر المراحل الحرجة التي يمر بها الإنسان٫ ويبدأ فيها بمواجهة تحديات عدة من فكرية وأخلاقية واجتماعية وروحية. لا توجد مرحلة مراهقة طبيعية وغير طبيعية إلا إذا كان المراهق مصاباً باضطراب نفسي جسيم٫ ومن خلال قراءة رسالتك لا يوجد دليلٌ مقنع بأنك تعاني من أعراض نفسية وصلت إلى عتبة الاضطراب النفسي.
مرحلة المراهقة هي أيضاً المرحلة التي يبدأ فيها المراهق رحلته نحو النضوج٫ وهي مسيرة لا تخلو من العقبة بعد الأخرى٫ ولكن هناك في رسالتك إشارة إلى أنك على أهبة الاستعداد للانتقال إلى مرحلة النضوج في المستقبل القريب وتصفية أزماتك النفسية والاجتماعية. السبب في ذلك يعود إلى استعمالك عمليات نفسية ناضجة وهي:-
1- مراقبة الذات Self- Observance.
٢- توكيد الذات Self- Assertion.
تعاملك مع العادة السرية ليس بالغير الطبيعي٫ ولا يختلف عن سلوك أي مراهق طبيعي جداً٫ ولكنك تختلف عن الكثير في صراحتك عن الصراع معها. الظرافة Humour في الحديث عنها لا يعكس إلا درجة عالية من النضوج النفسي والفكري٫ ولا يبشر ذلك إلا بالخير. ستحسم أمرها بطريقتك الخاصة٫ ولا أشجعك عليها ولا أنهاك عنها.
هناك الحرص الشديد من جانبك على تلبية احتياجاتك الروحية٫ ولكنك أيضاً في حيرة من أمرك في تحديد مساحة الوقت الذي تعطيه لممارسة الطقوس الدينية سواء في البيت أو المسجد. تلبية الاحتياجات الروحية لا مفر منها٫ ولكن ليس هناك أفضل من الاعتدال. تخصص الوقت الذي تذهب فيه للمسجد٫ ولكن ليس على حساب احتياجاتك التعليمية وعلاقاتك الاجتماعية المتعددة.
الاندفاع لممارسة ما تسميه الذنوب يواجهك الآن وفي المستقبل٫ والإنسان يتعامل مع ذلك لحماية ضميره وكيانه والآخرين. الشعور بالرغبة الشديدة لممارسة الذنب ليس بالغير الطبيعي٫ وتعاملك مع هذه الرغبة كان طبيعياً ونجحت في كبتها٫ وستفعل ذلك في المستقبل أيضاً. هذه علامة أخرى من علامات النضوج.
الخجل بحد ذاته ليس علامة مرضية٫ والصراع بين العزلة والانتماء إلى شبكة اجتماعية تلبي احتياجاتك الشخصية لا يزال جاري المفعول. لا تجهد نفسك في الانتماء إلى شبكة ما إلا إذا كنت واثقاً منها ومقتنعاً بها. يعتزل الإنسان الآخرين بين الحين والآخر ولكن لا يعتزل تعليمه وتطوير نفسه والمحافظة على إيقاع يومي منتظم ولياقة بدنية عالية.
أنت شاب طبيعي جداً وعلى مقدرة عالية من الكفاءة.
توجه صوب أحلامك ومن الله التوفيق.
واقرأ أيضًا:
تصوير البغاء وإدمانه
نفسجنسي PsychoSexual أفلام جنسية Porno Exposure