وسواس قهري جنسي ورهاب اجتماعي
السلام عليكم ورحمة الله ...
عندي 21 سنة أدرس بكلية الهندسة ... القصة من البداية أن والدي توفي وأنا في سن السابعة تولت أمي تربيتي أنا وأختي ... كانت تخاف عليَّ من الخروج إلى الشارع أو اللعب مع الأطفال بصورة شديدة ...في الغالب العيلة كلها كانوا يعاملوني بطريقة خاصة مختلفة المزيد من العطف على حالي والخوف الغير مبرر عليَّ بل وكل من أعرفهم كذلك ...مرت فترة وتوالت الوفيات جدتي لأبي -وكنت شديد التعلق بها -بعد أبي ب5 شهور ..مرت الحياة ومرت فترة الابتدائية والإعدادية ... وكنت بطبعي غير اجتماعي ولكن كان لي أصدقاء وحاولت التمرد وترك البيت أكثر من مرة ... وجاءت مرحلة الثانوية العامة وتعرضت لحالة اكتئاب شديدة ثم انتهت بانتهاء الثانوية...
جاءت مرحلة الكلية وجدت نفسي وحيداً بدون أصدقاء حيث كنت عصبياً بطريقة هيسترية لأتفه الأسباب مما جعلني أترك أصدقاء الطفولة أو بالأحرى هم تركوني ...وجدت نفسي انطوائياً أكره المناسبات العائلية وغيرها ..أكره تجمع الأقارب والأهل .كنت في هذه الفترة أسكن في مدينة جامعية ..في هذه الفترة تعرضت لضغط شديد جداً بالنهار أسير وحيداً وبالليل لا أتوقف عن البكاء أظن للبعد عن البيت وعن أمي وأختي ولسكن مع شخص لا أعرفه وكنت أفضل الجلوس وحيداً خاصة عندما يأخذ رفيقي في الغرفة إجازته _وقالوا لي أن هذا طبيعي في أول سنين الدراسة والسكن ..ثم مرت الأيام وكنت لا أزال أكره التجمعات العائلية ..ولكن التجمع مع بعض الأصدقاء كان عادياً ولكن لا أفضله ..أفضل فقط الجلوس وحيداً ..
ومرت السنة الثانية سكنت بالمدينة ترم وتركتها الترم الثاني (أحسست ببعض الراحة )...بعد هذه الفترة كان ملاذي الأول والأخير هو الإباحيات والعادة ..خاصة وأني لم أكن أحب كرة القدم أو أي رياضة ولا أخرج من المنزل إلا للصلاة أو قضاء حاجات البيت ..ظللت أشاهد فترة وأجاهد نفسي وأتوقف فترة وهكذا تتابعت الأيام إلى بداية هذه السنة الدراسية الجديدة 2016/2017...
حاولت أن أقرأ كتب في التنمية الذاتية وبالفعل بدأت أكون صداقات أغلبها سطحية إلا اثنين ...وبالفعل انتهزت الفرصة وسكنا معنا في شقة خارجية ولكن استمرت معي نفس المعاناة وهي أني أفضل المنزل ولا أكون في أفضل حالاتي وشبة مكتئب طول اليوم ووجدت نفسي وحيداً بين ساكني الشقة بما فيهم من أعدهم أصدقائي ..قررت فوراً ترك الشقة ورجعت إلى المنزل ...زاد إدماني على الإباحيات وكنت أمارس العادة يومياً بل أكثر من مرة يومياً ..
ثم قررت أن أتوقف وبالفعل توقفت قرابة الستين يوماً ..هنا ظهرت المشكلة الرئيسية وهي وسواس وأفكار تأتيني كلما تحدثت مع أي شخص رجلاً أو امرأة بل حتى أهلي وأمي وتخيلات جنسية وفعل تلقائي بالنظر للعورات ..عقلي يعلم خطأ الفعل وعيني لا تستجيب ..أظن أن من أحد الأسباب قبلها بقترة أني رأيت شخصاً بهذه التصرفات وكنت أعاتبه ولا أعلم لماذا يفعل هذا ..استمرت المشكلة 3 أشهر وسواس قهرياً جنسياً لكل من أقابله ..ثم تطور الوضع برهاب اجتماعي (أخاف من مقابلة الأغراب ..أخاف من أي تجمع ..أفكر مرراً وتكراراً في ماذا سيحدث وماذا سأقول وماذا سيكون رد الفعل وأنشئ تخيلاً وحديثاً كاملاً لأي موقف ..في هذه الفترة طبيعياً انعزلت حوالي شهر لم أذهب إلى الكلية لا أخرج من الغرفة ..شعرت بالاكتئاب الشديد وتوابعه ..
ثم جاءت الطامة الكبرى وهي أني منذ أسبوع وأشعر بصداع متوسط الشدة لا أتحمل الضوضاء لا أتحمل أي صوت ..ويزداد عند التعرض للشمس ..ووجع بالمعدة وأتهيج بالقولون_نسيت أن اذكر أني مصاب منذ الصف السادس الابتدائي بالقولون العصبي الوراثي _ وصعوبة بالتنفس وقتياً ..ولا أعرف الآن ما لحل .. بحثت كثيراً على الإنترنت ولا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي لظروف محافظتي لا يوجد بها إلا القليل وليسوا ذوي خبرة ..أخاف من إدمان العلاج الدوائي وزيادة مدته ... التمس من حضراتكم ألا يتم نشر الاستشارة على مواقع التواصل الاجتماعي لما بها من تفاصيل شخصية
28/3/2017
رد المستشار
أيها السائل الكريم أشكر لك ثقتك بالموقع وأتمنى أن أفيدك.
لدينا خلطة قلق هنا. وما لفت انتباهي ليس موضوع العادة السرية في ذاته (فترة المراهقة مع ممارسة شبه يومية أو أكثر من مرة يومياً قد تكون مقبولة للبعض) رغم أنك لم تبين لنا لم كان إلحاحك على البقاء في المنزل ورجوعك له أكثر راحة من الاختلاط برفاق السكن. هل تجد خصوصية في المنزل تتيح لك ممارسة العادة السرية بشكل أكثر أماناً وبمعدلات أعلى؟! ما طبيعة علاقتك بأهلك في المنزل؟
ما أستطيع أن أستشفه هو أن تلك الممارسة التي تعكس انطواءك ويسمونها استمناء المنطوي أو استمناء المحبط وقد تكون فعلاً تتم ممارسته لتخفيف القلق الذي لديك أو نوع من العلاج الذاتي لمجموعة من اضطرابات القلق التي نراها هنا. كل هذا يحتاج إلى فحص متأن من طبيب نفسي وجهاً لوجه.
هناك الرهاب الاجتماعي أو ربما هو صورة من صور التجنب avoidance التي تميز اضطرابات القلق، فوجودك مع الناس يستدعي التفكير الجنسي فيهم وقد تتخيل أو لا تمنع نفسك من مطالعة عوراتهم وتخاف أن يظهر هذا عليك أو يظن أحد بك هذا ولذلك فأنت تتجنب المواقف المقلقة التي تجمعك بالناس. أنت أجدت في تشخيص حالتك ووضعت يديك على تشخيص الوسواس الجنسي أيضاً ووصفت كثيراً من الأعراض الاكتئابية بدقة. الشعور بالصداع مع عدم احتمال الضوضاء وتفضيل الجلوس في الظلام عوارض نصادفها في مرضى الاكتئاب لكننا بحاجة أيضاً لاستبعاد الصداع النصفي على سبيل المثال.
أعتقد أنك بحاجة لمراجعة حكمك على بعض الأمور:
1- الخوف من إدمان العلاج الدوائي وزيادة مدته. يجب أن تعلم أن الاختيار الأول للعقاقير في حالتك هي مثبطات استعادة السيروتونين الانتقائية SSRIs وهي ليست مهدئات ومخدرات ولا تسبب الإدمان. بل هي علاجات تعمل على ضبط اختلال النواقل العصبية داخل المخ. أما عن الحديث عن مدة العلاج فهو سابق لأوانه. نحن نفضل أن يستمر العلاج لفترة بعد زوال الأعراض منعا للانتكاسات التي تكثر في أول سنة بعد إيقاف العلاج. اجعل همك الأول هو التعافي وأجل موضوع مدة العلاج إلى الوقت الملائم.
2- تستطيع الذهاب لطبيب نفسي في محافظة أخرى لأنك بالفعل في أمس الحاجة لطبيب نفسي يفحصك جيداً ويصف لك أدوية نفسية وربما معالج نفسي يخضعك للعلاج بالجلسات النفسية أيضاً. كما أنه لا يمكنك إطلاق الأحكام جزافا على أطباء محافظتك بأنهم قليلوا الخبرة. لا تفترض أن حالتك صعبة أو مستحيلة وتحتاج لطبيب استثنائي. حالتك شائعة وتستقر مع العلاج المناسب. توكل على الله وثق في الطبيب.
يمكنك مطالعة الروابط التالية للاستزادة المعرفية
الرهاب الاجتماعي
العادة السرية عند الموسوسين!
الاستمناء بين الطب والدين:
وفقك الله وتابعنا بأخبارك