هل أنا خائنة؟
عمري 26 سنة مخطوبة ... أحب خطيبي وهو كمان يقول أنه يحبني لكن هو غلط فيَّ كثيراً وفي أهلي..وفي مرة تخنقنا قال لي كلام صعب وغلط فيَّ وقررت أفسخ الخطوبة وقال لي في ستين داهية وأنا اللي أصلاً مش عايز أكمل معكِ... يومها حكيت لواحد زميلي كل المشاكل التي حصلت بينا لحد قراري بإنهاء الخطوبة عشان أخذ رأيه كأخ لي والله مش أكتر ومفيش في نيتي أي حاجة وحشة وزميلي كمان نفس الموضوع مفيش جواه حاجة من ناحيتي وهو أصلاً مرتبط...
هو نصحني كأخ وقال لي استخيري ربنا ... بعدها خطيبي صالحني ورفض أننا نسيب بعض ومفسخناش الخطوبة لحد دلوقتي لكن المشكلة أن خطيبي عرف أني حكيت لزميلي ومن ساعتها كل شوية في أي موقف وأي مشكلة يجيب سيرة الموضوع ده ويشتمني بأبشع الألفاظ مينفعش أذكرها هنا (الألفاظ التي تقال على البنت اللي مش مؤدبة) ويقول لي أنتي واحدة خائنة وخنتيني يا كذا يا كذا ومثلاً لو طلبت منه أنه ميحكيش لمامته حاجة خاصة بينا يقول لي أنتي حكيتي لفلان يا كذا كذا ...
أعمل أيه معه؟؟ أنا عارفه أني غلطت أني حكيت لزميلي بس أنا محكيتلوش مشاكلنا ونحن مخطوبين نحن كنا قررنا نفسخ الخطوبة وأنا كنت عايزة أخد رأي حد يقول لي أنا غلطانة ولا لأ في قراري لأن أنا بحب خطيبي جداً ومكنتش عايزة أسيبه ومكنتش قادرة أصدق أن خلاص هنسيب بعض وكان نفسي بس حد يقول لي أعمل أيه عشان أصلح الموضوع بينا وهو كان دائماً يحملني مسؤولية أي خلاف بينا وأني المفروض أعمل كذا فكنت عايزة أخد رأي حد يقول لي أنا كنت غلطانة في الخلافات فعلاً ولا لأ أخذت رأيه كأخ ومفيش بيني وبينه أي حاجة ...
أنا عارفه أني غلطت ... بس هل أنا أستأهل الشتايم دي كلها وأنه يقول عليا خائنة؟ هل ربنا سيعاقبني ؟؟ هل أنا فعلاً غير مؤهلة أبقى زوجة صالحة ... خطيبي يقول لي أني مينفعش أبقى زوجة صالحة أحفظ رَجُلي وبيتي وأولادي ...أنا طلبت منه لو هو شايفني بالشكل ده يسيبني ويفسخ الخطوبة ويشوف واحدة غيري تنفع زوجة صالحة ... يرفض يسيبني ويعتذر ويقول أنه يحبني وأن مفيش في أخلاقي وأدبي وأنه مصر يكمل معايا .....
لكن كل ما تحصل مشكلة أو أطلب منه مامته متدخلش في حياتنا يقول لي أنت بالذات متكلميش عن الخصوصية أمي دي لحمي ودمي لكن أنت خليت الغريب ينهش في عرضي
أعمل إيه أنا احترت
28/3/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخت العزيزة "رنا"
بالطبع السلوك الذي عملته بغض النظر عن أنه صحيح أم خاطئ هو ليس خيانة لكن بالنسبة لزوجك أصبح هذا الأمر جرحاً عاطفياً لا يلتئم.
وإذا بقي ينزف من هذا الأمر بالطبع استمرار حياتكما بسلام ومحبة سوف يكون أمراً صعب التحقيق.
لذلك يجب أن توضحي له بهدوء ودون عصبية بأنك متألم من هذا الموضوع وغير قادر على التكيف معه ولذلك تجرحني باستمرار. فإما تتسامح مع هذا الموضوع وتتوقف عن التطرق له إلى أن يخف تأثيره عليك بالتدريج أو تراجع استشارياً لمساعدتك على التغلب عليه أو سوف نستمر بجرح بعض إلى أن ينتهي الحب بيننا وينمو النفور.
واسمحي له أن يأخذ الوقت الكافي كي يقرر الاختيار الذي يريده واسأليه هل لديك اختيار آخر ؟ وفي ضوء اختياره أنتِ تقررين هل تستمرين معه أم لا.
تمنياتي لك بالتوفيق
التعليق: السلام عليكم أختي رنا، والمستشارة الكريمة زهراء الموسوي
لي إضافة (كمسشار أيضاً) بعد ما تقدّمت به الأستاذة زهراء ونصحتْكِ به. إن تصرّفات خطيبك تُنبِئ عن شخصيّته المهتزّة غير المسؤولة، المتحسّسة لدرجة يريد أن يعيش معه الآخر (وهو أنت هنا) أحاسيس الذنب والقرف مثله. دعينا من الحبّ، فمن كثرة ما أسمع عن قصصه في الأوساط العربية بدأت أشكّ بتعريفه أصلا!
مع أنّي موقن بشعورك القوي اتّجاهه، ولكن التجارب والحياة كلما زادت يزيد معها "انحصار" مفهوم الحب، فيبدأ في المراهقة بمجرد الإعجاب، ويتقلص بشكل تدريجي في دائرة "الحب الحقيقي المعقول" ويطرد من مفهوم الحبّ أحاسيسَ دخيلة عليه مثل: الإحساس بذنب الفراق، الخوف من الوحدة، التعلّق بأول منقذ، محاولات الهروب من الأهل، حبّ الاستقلالية، توْق لإشباع الرغبات في أقرب وقت... إلخ...
أنا لا أقول أنّ هذه دوافعك في حبّ خطيبك، ولكني أتحدّث بصفة عامة هنا. إضافة إلى أن تلك المطالب ليست عيبا في ذاتها، العيب هو عدم تقدير الشخص المناسب الذي نأملها منه. فالزواج الجيد والطيب يوفّر هذا كلّه، ولكن توفير بعض هذه الشروط لا يعني توفير زواج صالح سليم.
- أختاه، نفرض أنّك أخطأت في استنصاح ذلك الشاب، وهو شيء نسبيّ حقيقة، والحمد لله أنّه كان إنسانا طيّبا غير انتهازيّ، لأن الأفضل في هذه الحالات هو استشارة شخص من الجنس نفسه كي لا تتحول النصيحة لدراما أخرى. ونتحرّى الكفاءة طبعا في المنصوح. ذاك "الخطأ" الذي لم يستوعب أنّه كان بسببه، وأنّه كان في فترة فسخ الخطوبة يعني بعيدا عن مسؤوليته ونطاقه... لماذا يضغط عليك به كلّ مرّة؟
هل تظنين أن استخدامه كورقة رابحة لسحق خصوصيتك مع أمّه سيتوقف بسرعة بعد زواجكم ؟! اسألي نفسك هل تستطيعين العيش مع زوج يقول لك "أمي لحمي ودمي" في سياق تقديمها عليك في كل شيء حتى مما ليس من حقّها كأمّ ؟ علاوة على هذا أرى مبالغة كبيرة في قوله (لكن أنتي خليتي الغريب ينهش في عرضي) فهو اعتبر مجرّد المشاورة وتجاوزِه "نهش في عرض سّي سيّد" ! كيف سيكون معك في الخلافات الحادة والقرارات الصعبة ؟
بل كيف سيكون تصوّره لعمليّة التغيير إن كان مخطئا؟ الظاهر أنّه من النوع الذي يبني سدّا منيعا لسيادته حتى لا يقربه أحد من أقربائه ولا من أولاده ولا زوجته.. مدّعيا أنّه محق وليس لأحد عليه حقّ !
إن هذه النصيحة التي طلبتها وذاك الشجار بينكما قد وضّح معالم كثيرة من شخصيّته: - فهو رجل ذو عقليّة ذكوريّة، يقدّس أمّه بالمطلق ويعطيها الحق في التدخّل (فإن كانت طيبة فقد نجت زوجته، وإلا فالجحيم) - يرى الزوجة مجرّد شخص خاضع له ولنفسيته وتقلباته المزاجية. - لا يحترم المرأة بدليل أنّه يسبّ مرارا وتكرار وجُزافا بأي لفظ سواء كنت تستحقينه أو لا (مع أنّي أرى السبّ سبّا كيفما كان) - متقلّب في اتخاذ قراراته وتحمّل تبعاتِها، وهذا ليس الأخطر، إنما الأخطر هو رمي اللائمة على الخطيبة حتى يُشعرها بالذنب ويخضِعها له، ولا يضطرّ للاعتراف بخطئه. - غالبا سيمنعك من إدخال أي شخص مستقبلا في مشاكلكم بدعوى "الخصوصية" وعدم تدخّل الغريب، بل حتى أمّك قد يمنع تدخّلها، في حين قد يقبل بتدخّل أمّه حتى مع غياب الكفاءة في الإصلاح والنّصح، وفي بعض المواضيع قد لا يقبل بتدخل أحد إطلاقا، مبرّرا ذلك بأنّه قادر على حلّ المشكل والتغيير بنفسه، تغييرٌ لن يسعى له بسهولة! فهل تريدين العيش مع أحد يسبّك ويرى ذلك من حقّه، ومن يسبّ المرأة التي ينام معها ويعاشرها، فهو أقرب لسبّ أولاده أيضا بما أنّه أب لهم والقائم على تربيتهم وتقويم سلوكهم ! فهل تصبرين ؟
أنصحك أن تفسخي معه الخطوبة، فلا ضمانة معه بعد الزواج، يومها قد لا ينفع النّدم خصوصا بعد الإنجاب، وسيكون الفراق أثقل على صدرك من الآن... فكّري مليّا وهدانا وإياك إلى أحسن الاختيارات
حياك الله