أريد أن أتخلص من مثليتي
أنا شاب مثلي أريد التخلص من مثليتي حيث أنه اعْتُدِيَ عليَّ جنسياً في 13 من عمري ومارست الجنس بدافع مني وصرت أريد ذلك من الحين والآخر وصرت أبحث عن علاقات عميقة في هذا المجال
كما أنني أقوم بالعادة السرية ولم أعد أستطيع التوقف عنها وعن اشتياقي للجنس
وأريد حلاً أرجوكم في أقرب وقت
1/4/2017
رد المستشار
السلام عليكم صديقي "مِستِر" ومرحباً بك في موقع مجانين سائلا وزائرا
بالنسبة لقولك الذي بدأت به رسالتك: أنا شاب مثليّ، كيف عرَفتَ وشخّصتَ نفْسَك بالمثليّة؟ خصوصاً أنّ التشخيص الصحيح للمثليّة لا يكون إلا بعد تقديم بديل طبيعيّ وهو الزواج، أو على الأقّل علاقة مع أنثى بصرف النّظر عن حُكم ذلك، كي تظهَر المُيولات الحقيقية والمُمارسات الطبيعية في إطاره، ولا يُمكن الجزم بميول مثليّ وشذوذ جنسيّ إن كان يؤدّي مهمّة الإشباع في ظروف سهلة غير مشبوهة! فالمجتمعات العربيّة المحافظة (ظاهريا على الأقلّ) تُنكر العلاقات بين الجنسين في الأعمار المختلفة، وتُراقب وتتوجّس من كل اقتراب أو تقرّب من الذكر للأنثى أو العكس،
وبما أنّ هذا يضع جدارا منيعاً في وجه كلّ محاولة لإشباع الغريزة الجنسية، خصوصا أنّ هذه الغريزة تشتعل وتحرق صاحبها الذي يغذّيها بمشاهدة الإباحيات والتركيز على مواضيع الجنس والإثارة وتتبعها. فيجد المراهقون أو الشباب مرتَعا وفُسحة في المغامرات الجنسيّة في صداقاتهم التي لا يشتبه فيها الأهل ولا المجتمع ولا يحرّمونها، فلا أحد يتّهم ذكرا مع ذكر أو أنثى مع أنثى! وعندما تقع حادثة يكتشف فيها الصديقان متعة الجنس وأنّه "ممكن" جدا مع شخص من الجنس نفسه، مع إمكانيّة تحقّقها ملء العين والآذان... يبدأ الإدمان!
بعدها قد تمرّ سنواتٌ على المُمارسات وترتبط المُتعة الجنسية والميول النفسيّ بالممارسات المثليّة، في عزوف عن الجنس الآخر، لِما في التقرّب إليه والطمع فيه من إكراهات وفضائحَ ورفض وتكاليفَ نفسية وماديّة أحيانا! فيتسرّب إلى النّفس إحساسٌ بحب وعشق للمثلية ونفور من الجنس الآخر وما هو إلاّ حرمان قد عُوّض بشكل مشوّه من الإمتاع والتمتّع. كانت هذه نقطة مهمّة في رسالتك وجب التفصيل فيها شيئاً ما.
أما عن الاعتداء جنسيا، لم تذْكُر لنا كيف تمّ الاعتداء عليك، مع علمنا أنّ تقليب الأوجاع في هذا الباب صعب كثيرا على النفس، ولكنّ الوصف الدقيق يضمن نصائحَ أكثر دقّة، فالاعتداءات الجنسية تختلف كمّا وكيفا.. فهل تمّت عملية جنسية كاملة، وهل تكرّرت حتى تصير سببا في نظرك على حالتك الآن؟
ربّما قد عجَزْتَ عن التخلّص من وقع التجربة وتوحّدت مع المعتدي، لدرجة أنّك سعيت لإشباع رغبتك بالطريقة نفسها التي تمّ فيها الاعتداء.
وكيف كانت بدايات العلاقات التي أقمتها برغبة منك؟ هل كانت مع المعتدي أو مع غيره؟ وقولك "علاقات عميقة" ماذا تقصد بها؟ هل تقصد بها علاقات عاطفية جنسية، أم تقصد الممارسة نفسها، وكأنّ العلاقات التي قبلها كانت سطحيّة؟
أمّا عن الحلّ.. أحببتُ معرفة طريقة تعاملك مع "الأزمة" والتي حسَب سنّك قد أخذتْ نِصْف عُمُرك تقريباً، فهل حاولتَ شيئاً خلال 15 عاما؟ فلا يُمكن اعتبار الأمر مشكلة مع ترْكِه دون تدخّل ولا محاولةٍ سنوات عدّة؟!
ولديّ لك توصيات قد تُفيدُك في الإقلاع مبدئيّا، مع أنني أرى حاجتك لمختص نفسي وخطة علاجية:
1- ينبغي الإقلاع عن رؤية الإباحيات إن كان الوضع كذلك، وغالباً إن كُنتَ تشاهدها فستختار المشاهد المثليّة. وإنْ صعُبَ عليك الإقلاع عليها عموماً فيجب على الأقل تفادي المشاهد المثليّة كي لا تكرّس لميولك وتربط رغبتك بما هو مثليّ. وقد تحتاج علاجاً للإقلاع من إدمانِها إن كنتَ مدمناً عليها.
2- قطع العلاقات مع أصدقائك المثليين، سواءً الافتراضيين أو الواقعيين. فلا يُمكنك أن تعتبر المثلية مشكلاً في حياتك، دون اعتبار مكوّناتها من أصدقاء ومواضيع ومعارف مشكلة أيضاً يجب التخلّص منها.
3- الزواج... نعم الزواج قد يكون حلاّ لجزء كبير من مثليّتك، إذ ستكتشف أنّك لم تُخلق مثلياً وتكتشف المتعة الطبيعيّة وستعلَم أنّك كنتَ مثل الذي عَكَف على أكل السّمك بسبب توفّره ومجانيّته وكرِه اللحم وهو لم يذُقه! وأقنعَ نفسَه أنّ السمك وحده ما يستطيع أكلَه. لكنّ خطوة الزواج، لا يُمكنها أن تتمّ إلا بعد عمل تكسب منه قوتك وتقوى به على تحمّل تبعاته.
اللهم إلاّ إن كُنْت بلا عمَل وتنعم بالغِنى، لكنّك رفضت الزواج، فذلك موضوع آخر، يقتضي تشخيصاً آخر عند المعالج النفسي.
قد تبدو هذه النصائح سهلة لكاتبها وقارئها، ولكنّها صعبة على مطبّقها ونحن نعلم ذلك، لكنّها ضرورية من أجل الخروج من مشكلتك التي تطلب لها حلاً عاجلاً قبل الآجل. الحلّ الذي قد يكون الآن وفي اللحظة، ولكنّ تطبيقه هو الذي يحتاج وقتاً وصبرا.
واقرأ كذلك:
اضطرابات الخطل : الشذوذات الجنسية(2) The Paraphilias
وهذه التجربة ملهمة جدّا وتبعث الأمل على التغيير.
تحول التوجه الجنسي Transformation of Sexual Orientation
علاج الشذوذ الجنسي ممكن إن أردت !
لجوع للأبوة.. مفتاح الشذوذ الجنسي
محمد ورحلة علاجه من المثلية قصة نجاح
وهذه تجربة رائعة للحزم وإكرام الذات بالتعلّم والتثقيف.
الخروج من سجن المثلية: ما ظهر وما بطن!
وهذه تتمّة قصّته بعد ثلاث سنوات، لتعلم أنّ الأمر ليس لعنة حتميّة.
الشذوذ .. سجن صنعته بيديك ..قصة نجاح
وهذه روابط عن الوسواس القهريّ بخصوص المثليّة، والتي قد تكون احتمالا واردا في وضعك بسبب قولك (أقوم بالعادة السرية ولم أعد أستطيع التوقف عنها وعن اشتياقي للجنس):
الاستمناء القهري اضطراب متعلق بالخطل الجنسي - الشذوذات الجنسية
هل أنا مثلي؟ أريد حلا!!
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: وسواس المثلية
المثلية أو الشذوذ الجنسي هل من علاج ؟ نعم !
وهذا برنامج علاجي للشذوذ الجنسيّ للدكتور محمد المهدي:
برنامج علاجي لحالات الشذوذ الجنسي :
وأخيراً أقول، أخشى أن يكون الفراغ وتدنّي تقدير الذات عندك، هما العدوّان الأكبر لك في طريقك للتغيير، فاسعَ إلى تغيير وضعك المعنوي والماديّ والقيام بمهنة مهما كانت قليلة الدّخل، ولعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمراً. وأمنياتنا لك بالشفاء والمعافاة ويسّر الله أمرك.