اضطراب شخصية حدية - فتاة مغتربة
سلام عليكم، أنا مغترب أقيم في إحدى الدول وتعرفت من فترة ثلاث سنوات على فتاة من نفس بلدي جاءت في زيارة كي تبحث عن عمل, عرفت أن ظروفها صعبة فقررت أن أقف معها وأساعدها, عرضت عليها الزواج لكنها رفضت ومن حينها أعاملها كأخت لي وخاصة عندما عرفت ما يلي عنها:
- والدها وأمها منفصلان عندما كانت في سن السادسة وكانت متعلقة بهم كثيراً,
- أمها تزوجت في بلد آخر وتركتهم
- أقامت هي وأختها عند أباهم حيث كان يعاملها بطريقة سيئة ويأخذ ما يحصلون عليه من عملهم في المحال.
- طفولة بائسة وغير صحية.
- تحرش عمها بها عندما كانت صغيرة
- طردها أباها من البيت عندما تخرجت من الجامعة هي وأختها وأقامت هي بالإنفاق على أختها حتى تزوجت أختها.
- حاولت الانتحار مرتين في السابق (في بلدها).
من ملاحظاتي عليها
- أنها عصبية وتفقد أعصابها من لاشيء وتختلق المشكلات في كل مكان (مطاعم , محلات, أصدقاء)
- كثيرة الملل والضجر
- تتبدل من حال لحال, على سبيل المثال ترتدي الحجاب أياماً وتلبس ملابس قصيرة في أحيان أخرى
- أقرت بأنه تأتيها أفكار سيئة حيث تريد إنهاء حياتها
- لم تستمر في أي عمل أكثر من أربعة أشهر
- ترفض الزواج , حاولت أن أشجعها بأن تتزوج من أي شخص مناسب وبأنني سأتكفل بكافة المصاريف بالنيابة عنها لكنها تتحجج بحجج واهية مثل لا أثق بالرجال , لا أهل لدي.....الخ.
- ترفض الذهاب للطبيب النفسي, في أحيان كثيرة تعد بأنها ستذهب ثم تغير رأيها.
- ذهبت لأكثر من طبيب لأسباب مختلفة مثل العظام, الأنف والحنجرة, الغدد وجميعهم نصحوها أنها ليست مريضة ونصحوها بالذهاب لطبيب نفسي.
من فترة وأنا متكفل بكافة مصاريفها لكني أشعر بأني في دوامة ولا أعرف ما الحل , إذا تركتها على ما هي عليه لا أحد لديها وخاصة بعد زواج أختها وفي الوقت نفسه لا أستطيع حمايتها من نفسها إن أقدمت على أي عمل أحمق.
حالياً تعيش في سكن مشترك مع بنات أخريات (قامت بتغيير السكن لأكثر من مرة خلال عام دون أسباب).
أتوقع أنه لديها اضطراب شخصية حدية
10/4/2017
رد المستشار
الأخ العزيز "أحمد":
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم توقعك بخصوص اضطراب الشخصية الحدية لدى تلك الفتاة له شواهد كثيرة مثل النشأة في ظروف قاسية وانفصال الوالدين وهجر الأم وقسوة وجفاء الوالد، إضافة إلى التقلبات الانفعالية الكثيرة والتقلبات في العمل وفي علاقاتها بالآخرين، ومحاولتها للانتحار، وعدم قبولها لفكرة الزواج لعدم ثقتها بالرجال حيث لديها نموذج سلبي في الأب الذي قسا عليها وطردها في النهاية، وعمها الذي تحرش بها.
هي فعلاً تحتاج لزيارة طبيب نفساني (أو معالج نفساني)، ليقدم لها مساعدة مهنية منضبطة ومتخصصة، وهناك برامج علاجية خاصة لاضطرابات الشخصية الحدية مثل العلاج الديالكتيكي السلوكي والذي صممته المعالجة النفسية "مارشا لينيهان" وهي نفسها كانت مصابة باضطراب الشخصية الحدية، وهذا العلاج يقوم أساساً على تقبل صاحبة الشخصية الحدية بكل تناقضاتها وتقلباتها والتعامل معها بقدر كبير من الطيبة والسماحة وأحياناً الحزم المحب والأهم هو طمـأنتها على استمرار العلاقة العلاجية الودودة على الرغم من أخطائها، فهي في أعماقها تخشى الهجر من الناس وتشعر بالنبذ وعدم الثقة في تعاملها مع الآخرين وفي نفس الوقت تحتاج إليهم وإلى رعايتهم في حالة رفضها للذهاب للطبيب (أو المعالج النفسي) فعليك الاستمرار في دعمها ومساندتها وأن يستمر عرضك للزواج بها مفتوحاً ( على الرغم من رفضها المبدئي له) فهي تبدأ بالتشكك في أي علاقة حتى تطمئن لصدقها ولو بعد حين لأنها تعودت على أن ترى الناس بشكل سلبي وعلى أنهم يرونها بشكل سلبي.
إذاً فالعنصر الأهم في مساعدة أصحاب الشخصية الحدية هو علاقة جيدة وثابتة ومطمئنة.
مع العلم بأن أصحاب الشخصيات الحدية لديهم صفات جيدة (على الرغم من كل الصفات السلبية التي ذكرتها) وهي أنهم يتصفون بالجاذبية وبالجرأة وحب المغامرة وتدفق المشاعر (حين شعورهن بالأمان) والثراء والتنوع الوجداني والرغبة في التجديد والمفأجاة.
واقرأ على مجانين:
مقالات عن الشخصية الحدية
العلاج الجدلي السلوكي، التجربة المصرية
استشارات عن الشخصية الحدية