نفسية دراسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في الفرقة الأولى كلية العلاج الطبيعي مشكلتي هو أني مش متكيفة مع الكلية لأنها لم تكن طموحي أنا كان طموحي أن أدخل كلية الطب البشري وهذا لأني الحمد لله من صغري وأنا متفوقة ودائماً أحقق المركز الأول أو الثاني
فلما تنسيق الثانوية ظهر أنا زعلت جداً أني ظُلِمْتُ مع العلم أني جبت مجموع صيدلة لكن لم أدخلها لأني مش حابة أني أتخرج وأقف في صيدلية وخلاص وفضلت كلية العلاج الطبيعي عنها ودخلتها الحمد لله.
أنا كان طموحي أن أدخل كلية الطب البشري وأقدر أتعامل مع مرضى وأساعدهم وبعد كده أبقى أفكر في التخصص ولكن شاء قدر الله عز وجل أن أدخل كلية العلاج الطبيعي،
مشكلتي أنى حاسة أني مش مرتاحة مش عندي التشجيع والحماس اللي كان عندي من قبل للمذاكرة والتحصيل لأني أفكر كثيراً في الموضوع ويوصل بي التفكير أنى أقول أن زملائي اللي دخلوا طب كانوا أقل مني في التحصيل نظراتهم لي بقت مجرد شفقة لدرجة أنهم بيشجعوني ويقولوا (اجتهدي في الكلية نحن عارفين مستواك وعاوزينك تبقي دكتورة في الكلية )وبصراحة أنا نفسي أكون دكتورة في الكلية وأعوض إن شاء الله، بالله عليكم عاوزة حل للتفكير اللي أنا فيه ده، وازاي أقترب من ربنا أكثر على شان يوفقني وأكون الأولى على دفعتي زي ما كنت في الثانوي والإعدادية.
مع العلم أنى أتممت حفظ القرآن الكريم بفضل الله الحمد لله في الصف الثاني الثانوي.
وشكراً جزيلاً لحضراتكم
17/4/2017
وبعد 3 أيام أرسلت السطر التالي 3 مرات :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجوا الرد على رسالتي التي أرسلتها لأني متوترة جداً وشكراً جزيلاً لكم. 😍😍
20/4/2017
رد المستشار
السلام عليكم أختنا "yarab" ومرحباً بك على موقع مجانين.
ومبارك أختي ختمك لحفظ القرآن، وأدام نعمة التفوّق عليك.
ما فهمتُ أن الثانوية وضعت لك احتمال الصيدلة وكلية العلاج الطبيعي Physical therapy أو العلاج الفيزيائي (إن لم أخطئ) فاخترت العلاج الطبيعي. وتريدين أن تتفوقي رغم إحباطك لعدم وُلوجك لكلية الطبّ.
ولكن السؤال المطروح الآن، هل تودّين أن تستمرّي حقّاً في كلية العلاج الطبيعيّ؟ وهل تتصورين نفسك فيها طالبة ومتخرجة ومعالجة بشكل ترضين فيه عن نفسك في نظرة مشرقة للمستقبل؟
بعد اتخاذ القرار وتوطين نفسِك، يُمكنِك بسهولة خلق عزيمة لوجود هدف تريدين أن تبلغيه، وما أسهل انبثاق العزم إذا كانت أعيننا صوبَ هدف نراه ولو عن بُعد.
لكنّي أراك تتساءلين عن وضعك كشيء محتّم وقد وقع ولا يُمكن تغييره، فهل هذا صحيح ابتداء؟
في المغرب مثلا يمكن الولوج لكلية الطب، بباكالوريا حرّة، لنيل درجة أعلى من السابقة، بالتالي التقدم بها لكلية الطبّ، على ألا يتجاوز صاحبها سنّاً معيّناً، فهل هذه الإمكانية موجودة في مصر عندكم؟
إن كان بإمكانك فعل ذلك، فلا تترددي، تضحية سنتين (إن كانت السنة الأولى) أفضل من تضحية عمر قد لا تتحمّلينها إلا على مضض. وتلقائياً إن دخلت كليّة الطبّ ستعود لك ثقتك بنفسك وتقدير ذاتك، وعزيمتك للاستمرار في الدراسة والتفوق فيها، أما مع عدم اقتناعك بكلية العلاج الطبيعيّ فقد يصعُب عليك على المدى البعيد الحفاظ على وتيرة جيدة للتفوق..
وإن كان لا بدّ من كلية العلاج الطبيعي ولا مناص منها، آنذاك يجب أن تتعاملي مع وضعك بالتركيز على إيجابياته المهنية والمادية والاجتماعية، وعدم التركيز على سلبياته ومقارنته بكلية الطب وخرّيجيها.(المقارنة دائما تكون محطّمّة، ففوق كل ذي نعمَة مُنعّم !) ولعلّ بعد هذا المكروه يُحدث الله خيرا. ولكن تأكّدي قبل ذلك هل هناك إمكانيّة في كلية الطب أو لا. وبديل التدريس في الكلية بصفتك دكتورة، بديل جيد أيضا فقد يكون التدريس ممتعاً وذو أفق واسع مفتوح على الأبحاث والعلوم، مع فارق الدّخل المادّي طبعا.
بالنسبة لسؤالك كيف أتقرّب إلى الله تعالى لكي يوفّقك. اعلمي أننا نعبد الله سبحانه من أجل العبادة لا من أجل المصالح العاجلة التي تتحقق أو لا تتحقق تَبَعا لقوانين وضعها الله بصرف النّظر عن إيمان الإنسان من عدمه.. وهذا من عدله تعالى حتى يحصد كل عامل ما زرع. لتبقى قضية التعبد والإنابة في مجال حريّة لا تؤثّر على العباد ومصالحهم. والخطر في نظرة التعبّد التي تندرج ضمنيا في السؤال، هو أن التعبّد يتلاشى إذا ما أصاب المؤمن بلاء، تضيع معه الضمانة التي افترضها في العبادة والتقرّب ! أو يؤدي إلى فتور وتكاسل وتضييع لحقوق الله بمجرد نيل ما نُحب، والوصول إلى منتهى ما نأمل.
وما أجد أفضل من نصيحة النبي صلى الله عليه وسلّم: "اعقلها وتوكّل" فجعل ربط الدابة جزءً مرتبطا بالأسباب والقوانين الحاكمة في عالمنا، والتوكّل مرتبطا بقوانين العبادة والتقرّب واليقين في مشيئة الله العليا ولُطفه. لذا ادرسي واجتهدي ما استطعت دون إهلاك نفسك، واستغلي وقتك ونظّميه جيدا، وقلبُك ممتلئ شكرا لله على نعمة العقل والتفوق وتيسير العلم والدراسة، ونفسُك مخبتة لله، ففضله سابق وشامل في التفوق وغيره، قبله وبعده، واعلمي أنّ أحب الأعمال إلى الله الفرائض ثم ما استطعت من النوافل دون مشقة.
أنتِ لها، فيسّر الله أمرك.