وسواس الشذوذ والإلحاد منذ بداية الالتزام ! م1
أحاسيس استجدت علي
السلام عليكم دكتور وائل أتمنى أن تحول رسالتي للدكتورة رانيا
في مستجدات علي بهذه الفترة، هأنا أعود من جديد لأصف لك شعوري الذي أحسه أنا كأنني أتغير شيئاً فشيئاً أنا أصاب بالهلع الداخلي تارة وتارةً لا أشعر بشيء وكأنني بلا مشكلة أنا لا أقصد بأنني أتأقلم مع فكرة الشذوذ والإلحاد بل لا أشعر أنني هكذا فأنا إذا استيقظت الصباح أحس كأنني عدت لحياتي القديمة لكن ما هي إلا دقائق معدودة ويعود لي أنني في مشكلة وهي بأنني سأصبح شاذة وتعود أسئلتي لي عن الوجود والله ووو....
أنا لا أعلم ما أحتاج أنا أخاف أن يتغير تفكيري وأتقبل هذه الأشياء فمثلاً أمس كنت ألوم نفسي وأقول بأنه من حظ والداي السيئ بأنني أصبحت ابنه لهما حيث أنني خيبت توقعاتهم بي وبعدها يأتيني شيء يقول لي بأنه ما لداعٍ لطاعة الوالدان ويجب عليهم تقبلك كما أنتي يا لله أنا لا أرغب بهذه الحياة لا أعلم ما لذي جرى التفكير لدي يتغير، أريد أن أضيف شيئاً استنتجته بعد بحثي الطويل في عالم الانترنت أنا يوجد لدي نقص حاد في فيتامين دال هل هذا هو سبب ما أعيشه الآن هل إذا عالجته وعاد إلى مستواه الطبيعي أعود كما كنت أم سأظل بتفكيري هذا ؟
أنا أرغب أيضاً أن أخبركم أنني أفكر بأشياء كانت من ضمن المسلمَات في حياتي، أصبحت أسأل من الذي أخبرنا أن هذا الصح هو الصح وليس الصحيح هو الخطأ ؟ ومن الذي جعل أن هذا الفعل هو فعل صحيح وهذا الفعل خاطئ ؟ وماذا لو أن أصلا العالم كله شواذ وأن العلاقة بين المرأة والرجل هي العلاقة الشاذة لديهم !! أنا لا أدري لما أفكر هكذا لا أدري لما أبرر ؟
جل ما أتمنى أن أنتهي من هذه الحياة لا أرغب في العيش ولا أرغب في جنة ولا شيء اختلطت الأمور لدي لم أعد أعرف الصح من الخطأ إن من المحزن لدي أن تكون هذه نهايتي الغير متوقعة أنه لشيء مؤسف لا أعلم ما العلاج الذي أحتاج أنا أرى أنني لست مصابة بالوسواس القهري الآن ربما كانت بدايته وسواس لكن الآن لا أعلم ما هو اسمه ؟ إما تبلد أو شيء آخر، فعلاً كانت بداياتي وساوس قهرية لكن الآن ما هي كيف أعرف وصف حالتي لا أشعر بأن لدي مشكلة وربما أنا أتوهم أنني بمشكلة كيف أستطيع معرفة ما بي هل أنا الآن مشكلتي مشكلة اعتقادات ويستطاع حلها يعني لو تكلمت مع دكتورة تستطيع إقناعي وأعود لما كنت عليه كمثال سابقاً كنت أؤمن بالأنبياء ومعجزاتهم الآن ما إن أقرأ شيئاً مثلاً للنبي سليمان مع النمل أقول من الغبي الذي يصدقه لكن أردع نفسي أن أصدق ما أقوله عنه يعني أنا أتمرجح بين التقبل وبين عدم التقبل إن سألتني هل أنتي ملحدة سأقول لا وإن سألتني هل أنتي مسلمة سأقول لا أعلم وإن سألتني هل أنتي شاذة سأقول لا وإن سألتني هل أنتي طبيعية بالعلاقة الجنسية سأقول لا أعلم !! أقوى من هذه الحيرة لم أرى وكما أرفقت في استشارتي السابقة أن لا أرغب بتناول أية علاجات أرغب بمعرفة هل هناك علاج لحالتي وكيف يتم ؟
أيضا عندما أقابل الفتاة التي أحب يقول لا يناسبكما إلا أن تكونا في علاقة مثل المثليين فسببهم هم ضعفاء مشكلة العالم في محاربتهم أنهم يحبون بعضهم من قلب أنا لم أعد أستطيع أن أعرف ما هو الحب الذي أعرفه إنني لا أرغب أن أكون شاذة لا أرغب بأن أكون ملحدة أرغب بأن تعود حياتي كما كانت لا أرغب حتى أن أحب أحد فأنا بين كل فترة يذكرني بها ويقول أنتي تحبينها ! لا أرغب بهذا الحب أرغب بنسيانها يعني حتى إن رأيتها لا يتبادر إلى ذهني الجنس لكن ما إن تذهب إلا يقول لي ذلك وأيضا أريد أن أقول أنه ليست لدي مشكلات مع الدين بل كانت حياتي سعيدة جداً به لأن أغلب من يلحدوا تكون لديهم مشكلات في الدين معهم أنا لم أعد أستطيع إيجاد الإيمان في قلبي كما كان قد قال لي الدكتور وائل لا تتركي الصلاة لكن أنا لم أعد أصدق لم يعد هناك بقلبي أي إيمان وهذه مشكلتي كل ما سمعت عن الجنة أو النار أو أغلب أمور الدين أقول كيف كنت أصدق هذا الخيال أنا في مصيبة إن لم أعد كما كنت وأعيد أنا أرغب أن أعود كما كنت لأني أرى أني كنت في الدرب الصحيح.
أنا أعتذر جداً إن أطلت وكررت لكن من حزني على نفسي ومن دافع في صدري لا أعلم ما هو أرغب بكل ما أوتيت بحياتي السابقة لا أرغب أن أتغير لا أرغب أن أكون خيبة والداي ولا أرغب أنا بالجنة الآن لأن بحالتي هذه يقول إن دخلتي الجنة ستطلبين من الله أن تكون بينكما علاقة في الجنة وأنا لا أريد هذا أبداً لذلك هذا من أسباب نفوري من فكرة الجنة
أتمنى أتمنى أتمنى أنكم فهمتموني وما الذي علي فعله وسأرفق بأني لا أستطيع الذهاب لعيادة نفسيه أبداً ولا أرغب أنا شخصياً بأخذ علاجات فمثلاً العلاج المعرفي السلوكي ينفع معي؟
أو تستطيعوا كتابة شيء يقنعني بالدين !
21/4/2017
رد المستشار
الوساوس من هذا النوع تعالج سلوكياً من خلال الإغلاق عليها، لا تناقش الفكرة, وحتى الحديث النبوي واضح في هذا السياق, فقد ورد فيما معناه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم– قد ذكر بأن الشيطان يأتي إلى أحدكم, ويقول من خلق كذا من خلق كذا، حتى يقول من خلق ربك، فإن كان هكذا فليستعذ الإنسان بالله تعالى من الشيطان الرجيم ولينتهي، وليس أكثر من ذلك، وهذه إشارة قوية جداً لئلا تدخل في أي نقاش حول هذه الأفكار، لا تخضعها أبداً للمنطق؛ لأن إخضاعها للمنطق -وهي غير منطقية بالطبع- سوف يولّد وساوس وأفكاراً جديدة، وعلاجها الانتهاء والإعراض عنها.
هذه الوساوس تعالج أيضاً بما نسميه بإيقاف الفكرة، وهذا تمرين نفسي بسيط جدّاً، فحين تأتيك هذه الفكرة: خاطب الفكرة مباشرة (قف قف قف) خاطبها بعزيمة وقوة وتركيز، والمخاطبة الثانية لهذا النوع من الأفكار هي (أنت فكرة وسواسية لعينة حقيرة، أنت فكرة وسواسية لعينة، لن أناقشك أبداً، لن أعطيك أي نوع من الاعتبار) هذا يكفي تماماً.
وهنالك تمرين سلوكي ثالث وهو: أن تربط الفكرة الوسواسية بنوع من المنفر أو المقزز، مثلاً حين تتسلط عليك الفكرة اربطها بحدث مؤلم في الحياة، تذكر أي حدث مؤلم، وحاول أن توثق الربط بين الاثنين (الفكرة الوسواسية، والحدث المؤلم) يجب أن يكون التفكير من هذا النوع لمدة عشر دقائق على الأقل مرتين في اليوم.
وهنالك تمرين آخر – تمرين عملي بسيط لكنه مفيد جدّاً – وهو أن توقع نوعاً من الألم الجسدي على نفسك، مثلاً استجلب هذه الفكرة الوسواسية حتى وإن لم تأتِك، وفي نفس الوقت قم بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تحس بألم شديد, هذا التمرين يكرر عشر مرات متتالية، والقصد والهدف من ورائه هو أن الربط بين الفكرة الوسواسية وإيقاع الألم الجسدي على النفس يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، وهذا يجعل الفكرة الوسواسية تضعف وتتلاشى بإذن الله تعالى.
كما أنصحك بالعلاج الدوائي مهم جداً لك، فإن العلاج الدوائي له خطة معينة نبدأ بما نسميه بجرعة البداية, أو الجرعة التمهيدية، ثم ننتقل إلى الجرعة العلاجية، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة جرعة الوقاية, والتوقف التدريجي عن الدواء.
أريد أن أقول لك وبكل وضوح إن العلاج الدوائي مهم جدّاً، والوساوس غالباً مهما اجتهد الإنسان سلوكياً يصعب أن تنقطع دون تناول العلاج الدوائي، لا أقول في كل الوساوس، لكن في بعض الوساوس أو الكثير منها، والنوع الذي تعاني منه يتطلب الدواء، والأدوية وجد أنها تعمل على تنظيم المكونات الكيميائية الموجودة في الدماغ، والتي يُعتقد أن اضطرابها هو واحد من الأسباب الرئيسية لاستمرار هذه وأنا أؤكد لك أن هذا الدواء العلاجي دواء ممتاز، ولا يسبب الإدمان، فأرجو أن لا تحرمي نفسك أبداً من نعمة العلاج, فالدواء له فائدة معينة، هو أنه يمهد ويساعد في تقبل العلاج السلوكي, والإقدام عليه بحماس ودافعية، وهذا أيضاً عامل مهم جدّاً في علاج الوساوس.
نقطة أخيرة وهي: أن ما تحس به من ألم نفسي دليل واضح على أنكي إنسانة خيِّرة بإذن الله تعالى، لأن مكوّن هذا النوع من الوسواس الذي تعاني منه يتعارض تماماً مع قيمك الإسلامية السمحة، وتسلط هذه الأفكار وتعارضها مع قيمك, وتصادمها مع وجدانك لا شك أنه يؤدي – وقد أدى – إلى الشعور الشديد بعدم الارتياح النفسي، لذا العلاج مهم, ومهم جدّاً، وأسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.
ويتبع >>>>>>> وسواس الشذوذ والإلحاد منذ بداية الالتزام ! م3