أريد حلاً
أولا وقبل كل شيء أحب أتوجه لكم بكامل الشكر والتقدير لهذا الصرح ولما تقدموه من استشارات واسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم...
أنا عمري 23 عام بدأت مشكلتي منذ 5 سنوات حيث كنت في الثانوية العامة أنا شخصية بطبعي كما يقال لي موسوسة وآخذ كل شيء على أعصابي... حيث جاءت الاختبارات وجاء معها الأرق والصعوبة في النوم والتوتر الشديد وكنت أخاف أن لا أنام وأقول لنفسي ماذا لو لم أنام كيف سأذهب للامتحان وبالفعل كنت أظل بالساعات على السرير لدرجة جعلتني أبحث عن مهدئ كي أستطيع أنام وأذاكر بشكل طبيعي...
تجاوزت فترة الاختبارات على هذا الحال من التوتر الشديد وبعد آخر يوم في الاختبارات جاءني شعور كأني بعالم آخر غير العالم وشعور وكأن كل من حولي غير حقيقي وكأن مخي مفصول أو نائم لدرجة جعلتني أنام يومين كاملين وبدأت تتدرج الأعراض إلى نوبات أشعر فيها وكأني سوف أموت وزيادة في ضربات القلب وكأني أحتضر وتعرق ودوخة إلى وساوس وأفكار غير منطقية تتداخل إلى رأسي وسببت لي إزعاجاً شديدا مًع استبصاري الشديد بسخافة هذه الأفكار ومن فكرة إلى فكرة أخرى وكنت أشتكي لأبي وأمي يقولون لي من الإجهاد والاختبارات وسوف تتحسنين وكان كل من حولي يراني طبيعية لكن لا أحد يشعر فيما كنت أشعر فيه إلى أن انتهى بي الأمر إلى أن ذهبت لطبيب نفسي بعد إقناع شديد من جانبي أني بحاجة لطبيب نفسي,
وشخَّص حالتي أنها حالة قلق وأعطاني سبراليكس 10 وبوسبار وبدأت في تناول الدواء كي أستطيع أن أكمل السنة الثالثة من الثانوية ولكن لم أستطيع أن أكمل المتابعة مع الطبيب واستمريت على الدواء من تلقاء نفسي حوالي 9 أشهر إلى أن جاء موعد الاختبارات مرة أخرى وبدأت أفكر بالحالة التي كنت عليها وخوف من أن تأتيني الأعراض وبالفعل بدأت أعراض الخوف والقلق تأتيني بالتدريج ولكن والحمد لله استطعت أن أسيطر عليها وتجاوزت فترة الاختبارات على خير وأوقفت الدواء ولكن ليست بطريقة تدريجية صحيحة...
تبقى القليل من الأعراض واستطعت أن أتعايش معها ودخلت الجامعة ومنذ أول يوم في الجامعة كان ينتابني شعور بعد القدرة على التفاعل والدراسة كما كنت من قبل وكنت أشعر أن الدراسة حمل ثقيل على قلبي أو بمعنى أصح عقدة نفسية منذ الثانوية وكأن عقلي ليس لديه أي قدرة لبذل مجهود في فهم واستيعاب ومذاكرة ولكن حاولت التأقلم مع هذا الشعور وتجاوزت أول سنتين إلى أن جاءت لي فترة في السنة الثالثة تعبت مرة أخرى قرب فترة الاختبارات.
وذهبت مرة أخرى لطبيب نفسي آخر وقام بتشخيص حالتي على أنها اكتئاب مزمن وأعطاني دواء سيروكسات 25 وريميرون 15 ليلاً وتحسنت على الدواء وتابعت مع الدكتور وأمرني بإيقاف الدواء بعد 3 أشهر ولكني كنت متخوفة من إيقافه من عودة الأعراض وكنت أريد إنهاء مرحلتي الجامعية بسلام في استمريت على الدواء من تلقاء نفسي حوالي سنة وثلاثة أشهر إلى نهاية السنة الرابعة من الجامعة وقمت بإيقافه بالتدريج والحمد لله لم أعاني من أي أعراض لمدة سنة تقريباً وتخرجت وعملت في كذا وظيفة لكن حدثت لي بعض الأحداث والمشاكل التي جعلتني أتوتر ووساوس وبدأت أشعر بعودة الأعراض مرة أخرى و"هي عدم الشعور بالواقع وزيادة ضربات القلب وعدم الارتياح وعدم التفاعل مع من حولي وكأني لست بشر مثلهم واستغراب لكل من حولي وعدم تركيز واستيعاب "مما جعلني أحزن لماذا عادت الأعراض مرة أخرى..
الآن أنا رجعت لدوائي مرة أخرى سيروكسات وأخذت نفس الجرعة التي كتبها لي الطبيب منذ سنتين.. سؤالي ماهو تشخيص حالتي بالضبط حيث أني يومياً أتصفح باحثة في الأمراض النفسية وأخشى أن أصاب بمرض نفسي خطير كالفصام أو الاضطراب الوجداني حيث أن هذا الأمر معكر صفو حياتي وهو شعوري أني مريضة وأني سوف أتناول الدواء مدى الحياة.. أريد تشخيص حالتي حيث لا أستطيع لزيارة طبيب مرة أخرى.. وهل رجوعي للسيروكسات أمر صائب أم لا؟؟ ولو نعم إلى متى سوف أستمر على الدواء علماً بأني الآن أتناوله منذ أسبوعين وشعرت بتحسن.
وشكراً على الرد مقدماً
وجزاكم الله خيراً
28/4/2017
رد المستشار
السلام عليكم و رحمة الله
ما تصفه السائلة هو شكل من أشكال القلق المرضي العام المصحوب ببعض نوبات الذعر وأعراض الاغتراب عن الذات والواقع ، وهي كلها أعراض مصاحبة للقلق، فيمكننا أن نقول إن التشخيص هو اضطراب القلق المتعمم (العام) Generalized Anxiety Disorder، وهو اضطراب يصيب بعض الأشخاص الذين يتميزون بحساسية نفسية عالية تجعل من ضغوط الحياة اليومية وأعباء الدراسة والعمل أمراً يصعب التكيف معه، فيصاب الإنسان بأعراض نفس جسمانية واضطرابات بالنوم وأحيانا ببعض نوبات الذعر عند اشتداد الضغوط الحياتية، وهو ما حدث مع السائلة ،
ومن القواعد المعمول بها في الطب النفسي أن المريض إذا تحسن على الدواء فإنه يستمر عليه فترة طويلة نسبياً تطول مع كل مرة تعاوده فيها الأعراض، فيستمر ستة أشهر مثلا بعد المرض الأول ثم سنتان بعد المرض الثاني وهكذا، فننصح السائلة بالاستمرار على الدواء الذي ترتاح عليه سنتان على الأقل قبل أن تحاول الاستغناء عنه، كما أنه من المفيد إتباع بعض تعليمات العلاج المعرفي السلوكي كتمرينات الاسترخاء والتأمل، والعلاج التعرضي الذي ينزع حساسية المريض تجاه مخاوفه تدريجياً،
وكلها أمور يمكن أن تقرأ عنها السائلة على العديد من المواقع الالكترونية إذا لم تستطع الالتحاق بأحد برامج العلاج المعرفي السلوكي، ونطمئن السائلة بأنه لا تعاني من أي أعراض للفصام ولا الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ولله الحمد
واقرئي أيضاً:
نفسي عصابي: خلطة قلق Mixed Anxiety