هل أنا موسوس وأزاي أرجع قوي الشخصية وثابت وحر؟
السلام عليكم، أنا محمد من مصر 26 سنة، مشكلتي هى التشتت وقلة التركيز ده غير أحلام اليقظة زي مثلا أني أكون مشهور أو فنان أو بطل وده بيخلني مكسوف من نفسي وحاسس أني ساذج.......
غير أني لما بلاقي فرصة أكون فيها لوحدي بكلم نفسي بصوت مش مسموع وأخترع مواقف أكون فيها دمي خفيف زي ما كنت زمان أو شخصية مشهورة وفي برنامج مثلاً أو لقاء وحاجات من دي كثيرة وبنفعل أوي فيها وبقيت بحب كده وبقت الطريقة ديه تروق لي وتريحني
المهم حاولت أوقفها بأني أعرف سببها أنا ليه متطرف أوي كده في أحلامي ولما بحلم أني أكون ناجح.. مثلاً بحلم أني نجحت نجاح صعب حد يوصله
أو بشكل عام ببقى أوفر أوي في أحلامي
بدأت اكتب أحلام اليقظة التي بتجيلي لقيت أن معظم اللي بحلم بيه سببه مشاكل ومواقف زي الزفت حصلت معايا زمان يعنى مثلاً أهلي اتهموني بالشذوذ وأنا لسه صغير عندي مثلاً 4 أو خمس سنين مش فاكر حتى الأحداث بالضبط
المهم عدى الموضوع ده وبعد ماكبرت شوية ودخلت إعدادي كنا فالسويس ساكنين في منطقة زبالة كفر يعني بدأت العيال اللي كنت مصاحبهم يعاملوني باستهتار وكانوا يكلموا أختي الصغيرة والهبلة كانت هي كمان تكلمهم فاستهتروا أكثر بقوا يضربوني ويتكثروا عليّ ويعيروني بأختي ويطلعوا عليّ أنا وأختي حتى والدتي كلام ويقولوه في وجهي وبعد كده يتخانقوا معايا ويضربوني
وبرضو جت منهم حته اتهامي بالشذوذ دي طبعا
كذلك الامر في المدرسة كان مستقصدني عيل لطخ وأنا كنت أبيضاني ومتختخ شوية ويعني متدلع بحب الهزار وبموت فاللعب وبالذات الجري وبحب الناس والوسط اللي كنا فيه كانوا من اللي هم فاكرين أن السجن والحبس مدرسة ويا.. على الرجولة لما تكون حبسجي فبرضو من ضمن المضايقات حتة الشذوذ دي حتى حاولوا يتحرشوا بي أكثر من مرة لحد مابقيت أشك في نفسي خصوصاً أني مش فاكر الأحداث بتاعت الموقف وأنا صغير بس بقى فيه صراع جوايا بس لأني كنت عارف أني سليم كنت بعدي الموضوع مابيخدش معايا وقت كبير لحد ماجتلي القاضية
راجع فى يوم من المدرسة حسيت أن البيت واقف على رجل بس مختش في بالي دخلت الحمام راحت والدتي الله يرحمها بقى دخلت ورائي وبحدة شديدة قالت لي إقلع البنطلون وكشفت علي قدام أبويا وأخواتي، كان قمة في الإحراج.. طبعاً ملقتش فيه حاجة قعدت تصمم شوية أني شاذ وأنا رفضت طبعا بس كان باين عليّ التوتر، بتمنى يرجع بي الوقت وأكون حاد أكثر في الرد عليها حتى لو أوصلها لخناقة كبييييرة
المهم بعد الموقف ده جالي يقين أني بدي للناس انطباع أني شاذ وبدأت أنطوي على نفسي أوي بعد ماكنت دمي خفيف والناس تحبني وأنا أحب الناس بقيت مكسوف من الناس ومكسوف من نفسي فترة طوييييلة معنديش أصحاب لحد دلوقتي بقيت سلبي أو ودائما اللي قدامي هو اللي صح واحتمال كبير أن أنا اللي غلط لحد ما بطلت كلام بقيت صامت ارتحت لصامت فترة صغيرة بس بدأت أبقى عايز أعبر عن نفسي بس بقي فيه حاجز مش عارف أحدده بقيت خائف من الناس وحاسس أنهم دائما فاهمني وعارفين الأفكار اللي في دماغي ويعاملوني أني ساذج حتى بقيت حاسس أن اللي يعاملني كويس يعاملني بشفقة فبقيت مبعرفش أفرض شخصيتي وأثبت وجودي وكل ما أظهر في موقف أو حد يأخذ رأيي في وسط الناس أتوتر وأنكسف وأبقى عايز أسيبهم وأطلع أجري..
ضحكتي بقت مزيفة أوي وبقي المهم عندي لو تتكلم معي أني أجاملك مش أفهمك
فبقيت أعبر عن نفسي مع نفسي ودماغي انشغلت بمية مليون حاجة والمية مليون حاجة مالهموش ثلاثين لازمة بس مش قادر أركز ده كمان مش عارف أركز كل ما أفكر في موضوع وأحاول أركز فيه شوية كده وألاقي نفسي بفكر في حاجة ثانية خالص وأنسى الموضوع المهم ولما أفتكره أزهق من كثرة ما كنت أدور أنا أفكر فيه
ده غير أني لما أبقى ماشي في الشارع وتيجيلي أحلام اليقظة أنفعل معاها لدرجة أني ممكن أبتسم وأنا ماشي أو أكتم الضحكة بالعافية وهاتك بقى "هي الناس ببتبصلي كده ليه هما فاكرني مجنون ،هو أنا باين عليا" وتوتر كثير وأنا ماشي.
لما كبرت عرفت أني مظلوم بالذات فالموقف بتاع والدتي والسبب أن والدتي كانت بتعمل مشاكل كثييرة في البيت ودائما موقفة البيت على رجل لحد ما انفصلت هي ووالدي بس تأكدت أنها كانت تعمل بي حوار عشان تغطي على غلطة عملتها أو تقلق البيت وخلاص
المشكلة عندي أني نفسي نجمي يعلي ثانية وثقتي بنفسي ترجع خصوصاً أني كنت معروف بأني ألمعي وذكي وبلقط بسرعة دلوقتي تقعد تتكلم قدامي ساعة محصلش منك حاجة... أصلا مبقاش فارق معايا طعم أي حاجة
ده غير أني متسرع ومبركزش أصلاً بس أهلي كانوا دائما يقولوا لي كده من وأنا صغير
حاولت أتعلم أرتب دماغي بأني أكتب وأقرأ، أكتب اللي أحسه واللي يضايقني واللي نفسي فيه زي مثلاً أحب وأتحب ..أنجح في حياتي وكده، ومن ناحية ثانية أحاول أقرأ على أساس أن القراءة هاتعلمني إزاي أرتب الكلام وأعرف أعبر عن نفسي
فأنا بس محتاج أعرف هل أنا موسوس أو مكتئب؟؟
ولو كان أزاي أخرج من الحالة دي ومن انعدام الثقة اللي بقيت فيها؟؟
2/5/2017
رد المستشار
الإجرام ليس سكيناً نقتل به شخصاً فنطعنه، ولكن هناك إجرام آخرا أعمق أثراً، وأقسى طريقة، ويقتل رغم وجودنا وسط الأحياء نذهب ونجييء؛ فما تحدثت عنه ووصلت له في النهاية يعرف لدينا "بكبش الفدا" حيث يتم اختيار أحد الأشخاص في أسرة ما ليكون كبش للفداء؛ فيلتصق به أسباب كل الصراعات، والمشكلات التي تحدث!
وأمك كانت قاتلة محترفة تمكنت لسنوات من إقحامك في صراعها مع والدك وفي النهاية تركته!؛ ووالدك كان قاتلاً صامتاً حين تشبث بلعب دور "المتخلي" ولم يدافع عنك، ولم يحميك من اتهامات، ومن إهمال تربوي خبيث تعرضت له، وتسأل الآن ماذا لديك، وأقول لك: أنك بسبب ما تعرضت له من صدمات نفسية تمكنت بذكاء شديد يستحق الفخر أن "تخلق" عالماً تعيش فيه بدلاً من تجرع ألم البقاء في الواقع المتخلف الغبي الذي كان حولك!؛
فكانت أحلام يقظتك صديقا آمنا يهدهد ألمك، ويحقق بعض مما تتمناه لنفسك من إقدام، وشجاعة، وظهور وتأثير، وكان هذا مهماً جداً لك في السابق ليحميك مما كنت تتعرض له من الهمز، واللمز، والتعدي النفسي لك، واتهامك والحكم عليك بتلك الوصمة الغبية، ولكن.... الآن أنت كبرت، ولم تعد تلك الطريقة تحميك، بل استمرارها سيجعلها وأنت في مثل هذا السن "عائقا" بينك وبين حياتك الواقعية، وستزيد من انطوائك الذي لم يعد مقبولاً، فلتحب أحلامك التي أنقذتك من براثن الألم، والمرض النفسي الذي كان مرشحاً لك إن لم تكن موجودة، واحترمها ودعها جانبا!!
فالآن أنت واعي لأثرها السلبي بعد ما كانت منقذة، والآن حان دور وجودك الحقيقي أن يتنفس ويظهر، ويواجه الماضي بكل إزعاجه، وألمه، وحتى يحدث ذلك تحتاج لتواصل متخصص ليساعدك في القيام بذلك بشكل صحي آمن يحميك من الوقوع في المزيد من الاكتئاب الذي يشتت تركيزك، ويفقدك طعم الحياة،
وحتى يحدث ذلك أقترح عليك هذه الخطوات المهمة:
1- كف عن الهروب من ذكرياتك المؤلمة، واقترب منها، واقترب من محمد الصغير وأعطه ما كان يحتاج إليه من قبول، وعطف، وحب، واحترام، وهذه الخطوة على صعوبتها، وربما استهتارك بقيمتها إلا أنها في غاية الأهمية؛ فمحمد الصغير كان محتاجا "لحضن"، "للقبول"، "للاحترام"، "للأمان"، "للعب"، فما فاتك ستعيد أخذه بحديثك مع نفسك كما تعودت، وبعلاقة ولو واحدة فقط في حياتك فيها تطمئن على نفسك، وتتمكن من الحديث معها براحة دون خوف، دون خجل فقد يكون صديق قديم، أو مدرس، أو شيخ في قريتك، أو أي شخص تطمئن له، أو حتى هنا معنا.
2- أن تعطي لنفسك حق أن تتألم، وتغضب لأن ما حدث يؤلم، ويغضب، ولكنك كنت دوما تهرب منهما بالأحلام، وعدم التفكير، ولكن اليوم لم يعد مناسباً، فلتتألم ألما حقيقياً شريفاً... لا يحولك لريشة يعتصرها الوجع، ويمنعها الحياة! فالألم الحقيقي لا يمنعنا الحياة، ولا يمنعنا الفرح، ولا يمنعنا من العلاقات، ولكنه يجعلنا نحترم رحلتنا في الحياة، ويعلمنا مهارات لم يكن لنا أن نتعلمها بدونه!.... وكذلك الغضب.... فاتهامك بتلك التهمة يغضب، وجعل ضعاف الخلق ضعاف النفوس يتطاولون عليك تلميحاً، وتصريحاً، ولكن هناك غضباً صحياً بعيداً
عن غضب "المعيلة"!... غضب بعيد عن الصريخ، والتكسير، والسب، والضرب..بعيد عن التجاهل، والقسوة، والعند ، والصمت..فأنت لم تعد صغيراً ؛ فلتغضب غضب الكبار؛ لأنه حقك... وتذهب لأمك وتحدثها عما آلمك منها، وكذلك أبوك بكل هدوء وحسم، بدون أن تقع في الحفرة التي وقعا فيها والتي كانت لا تعطي إلا الاتهام؛ فلتتحدث عن حقك في الدفء والطمأنة والحماية والقبول، وأنك كنت تحتاج منهما هذا... هذه خطوة فارقة.... وستؤلمك ولكنها ستحررك.
3- تحتاج بعد ذلك لقرار.... تقرر من داخلك أنك تستحق "الشوفان"-بفتح كل حروف الكلمة... أي الرؤية-، فأحلامك مغزاها هذا الاحتياج، وهو احتياج فطري عندنا جميعا بلا أي استثناء، ولا يحتاج ذلك فقط أن نكون نجوما، أو مشهورين، ولكن نحتاج أن نصدق في أنفسنا، وأن نعطيها حقوقها من الاحتياجات، وأن نصدق أننا من يستطيع أن يتغير حين نبذل الجهد، وستجد نفسك وحدك مقبلاً على العزف الذي تتمناه، وتكتب قصصا يقرأها غيرك.... وتذكر أنك كنت تحلم دائما بأنك تنجح نجاحات تصعب على الآخرين، وهذه حقيقة.
فحين تقوم بما قلته لك بتؤدة، وصبر، وجهد، وحيث لم يتمكن الكثير جدا ممن عرفتهم، أو بعض من عالجتهم- على رحلة التغيير تلك إلا "الجدعان"، فطريقك للتغير صار له ملامح على صعوبته فلتبدأ يا ولدي حتى تتواصل مع متخصص.... دمت بخير.