تحليل حالة الشذوذ لدي وإعانة على الخروج منها
السلام عليكم، أنا من تونس العاصمة أعزب عمري 48 سنة أعيش وحيداً على وجه الكراء بعيداً عن أهلي منذ ما يفوق 25 سنة، مشكلتي تتمثل في عشقي للأولاد المرد المراهقين
بدأت مشكلتي منذ الصغر حيت تعرضت لمشاهدة ذكر رجل بالصدفة في عمر 3 أو 4 سنوات ...بعد ذلك وفي عمر 5 أو 6سنوات طلب مني ولد الجيران وهو في نفس عمري أن نتحرش ببعضنا البعض لم أكن أفهم شيء وربما استفسرته ولكن وقعت مداهمتنا من طرف أولاد عمومتي وخالاتي وربما فهموا ما كان دار بيننا المهم افتضح أمرنا ووصل الخبر لبعض إخوتي ولقد أحس بالفضيحة ثم طلب مني هذا الطفل أن نلعب بقضيبينا في يوم آخر فاستجبت له. بعد ذالك شاء الأمر أن ننتقل إلى المدينة وأبتعد عنه . ولكني في المدينة شاءت الأقدار أن أرى بعض أطفال حينا وهم يفوقونني ب3 أو 4 سنوات وهم يستمنون وشاهدت أول مرة خروج المني لديهم ولم أكن أعرف عنه شيئاً ...
بعد ذلك شاءت الأقدار أن أخرج مع بعض أولاد حيينا إلى ضواحي المدينة أين تم التحرش بنا من طرف أولاد في عمر 15سنة و16سنة تقريباً حيث كان عمري تقريباً 8 أو 9 سنوات وكان أكبرنا لا يفوق 14سنة تقريبا...مع العلم أن التحرش خارجي من دون إيلاج بعد أن طلبوا منا نزع ملابسنا...بعد ذلك انتقلنا أو رجعنا من جديد إلى الريف(مع العلم كان ذلك نتيجة خصومات أبي وأمي المتكررة مع العلم أن أبي قاسي جداً مع أمي ومعنا رغم محبته لها ولنا )
المهم رجعت وجدت ذلك الطفل قد توفي ولكنني وجدت نفسي أريد أن أفعل ذلك مع أخيه الذي يصغره ويصغرني بسنتين (كان عمري آنذاك 10أو11 سنة ...مارسنا بعض السلوكيات الجنسية المداعبة واللعب بقضيبينا وتكررت لبعض المرات فقط أظن أنها كانت للتسلية ليس إلا لأنها انقطعت بعد ذلك...مع البلوغ بدأت أحس أني أميل للأولاد رفاقي في المعهد 15 و16 سنة وبدأت شيئاً فشيئاً تزداد أصبحت أشتهي بعض الأولاد في الحي وأتخيلهم في الاستمناء ولكني كنت أخفي وأجيد الإخفاء لكنني أتألم وأريد أن أخرج من هذا المستنقع ... اشتغلت وبقي يلازمني هذا الموضوع كنت أتهرب من البنات لأنني لا أشتهيهم وأقلقتني كثيراً إلحاحات أمي وأبي وإخوتي على الزواج مما جعلني أهرب من مناسبات الأعراس ... وأطيل الغياب عنهم ...
مع العلم أنني نسيت أن أقول لكم أنني أصبت باكتئاب في سن 20 سنة وأخفيت الأمر على كل الناس إلا عائلتي وبعد 5 سنوات بعد أن اشتغلت ذهبت إلى أطباء نفسيين أعانوني في بعض الأجزاء كالرهاب من الناس وبعض الوساوس لكن لاحظت أنهم ليس لهم المعرفة في الجانب الشذوذ ولم يفيدونني .إلا مع أحد الأخصائيين النفسيين الذي قال يلزمك برمجة جديدة لكن في ذلك الوقت لم أكن أفهم العقل الباطني ... المهم مشكلتي تطورت في 4 سنوات الأخيرة مع وجود الانترنت والفيسبوك وجدت نفسي غير قادر على كبح هذه الشهوة حيث أصبحت أدمن المواقع الإباحية للشذوذ ثم انتقلت للفيسبوك وأصبحت أتواصل مباشرة مع الشباب وانزلقت في هذا المستنقع ومارست الجنسsoft مع 3 شباب 22و22و16سنة وأحسست أنني أضعت كل السنين التي كنت فيها صابرا وأضعت ديني وتدنى مستوى عملي ...باختصار أثر فيَّ مادياً واجتماعياً ودينياً وعملياً ...على جميع المستويات ..الآن قطعت صلتي بكل رفاق الفيسبوك وأريد منكم تحليل لحالتي بكل عمق وإعانتي على الخروج من هذا المستنقع
ملاحظة قرأت تحليل يقول أن الشاذ الموجب هو فاقد للذكورة فهو شكلاً بدون ذكورة لم أفهم كيف موجب فاقد للذكورة على عكس السالب الذي يفتقد الشكل؟؟؟؟
أرجوكم أعينوني ...
ابتعدت على أهلي كثيرا ولم أرى أمي منذ 6 سنوات بحكم الانغلاق والعزلة التي تزداد .. لم أعن أهلي ولم أفدهم أحس وجودي سلبي ...لكنني لن أستسلم
3/5/2017
رد المستشار
السلام عليكم أخي "محمد بن محمد"، وأهلاً بأهل تونس على الموقع. وأعتَذِرُ لك عن التأخير الحاصل بسبب المرض.
أعلم أنّ كثيراً من الأفكار تحوم حول تخصص علم النّفس وأهله، ولعلّ أكثَرَها انتشاراً هي قضية "التحليل" هذه.... فما إن يُسمع عن أحد أنّه مختص نفساني أو طبيب نفسانيّ (وبينهما فرق) إلا ويتبادر للذهن أنّه يُحلل الشّخصيات ويسبر أغوار النفوس ويقرأ متاهات الصدور وكأنها كتاب مفتوح!
تحليل الحالة بعمق تحتاج لمعطيات معمّقة ومتابعة مباشرة مع المريض وأخذ ورد (سؤال وجواب) مع ما فيها من ذاتيّة المحلّل والمفسّر الذي يُعطي حسب مرجعيّته وتجاربه ورؤيته (حتى إن كان خبيراً) معنى معيّنا للأحداث. ولكن الحق يُقال عمل المختصّ أفضل وأكثر جدارة وعلميّة من المحاولات الارتجالية التي هي أقرب للأبراج منها للعلوم.
بالنسبة لميولك للذكور.. أرى أنّ أغلب من يمارس ممارسات مثلية تبدأ عنده القصة من هنا. مع أنّ تفكيك ذلك الشعور والانجذاب، هو أساس تفكيك أيّ سلوك جنسي يقوم به صاحب الميول.
فليْس بمجرد النفور من الإناث والميول للذكور نبدأ في تغذية خيالاتنا بالمردان والتمتع مع الذكور! وتعزيز النفور من الإناث بأفكار سلبية ونمطيّة عنهنّ. وفكرة أنّ الإحساس حقيقة وحتميّة يجب التعاطي معها في الواقع بالإرضاء، فكرة خاطئة ومنتشرة... فكم نتمنى أن نعنّف الناس أو نضربهم أو نشتمهم. ولكن لا نفعل. وكم يتمنى الرجال امرأة أخرى والنساء رجلا آخر ولا يخونون. وكم نشعر بأننا بحاجة إلى هجر أهلنا والشجار معهم ولكنْ لا نفعل ذلك..... المهم أنّنا نستطيع تطويع مشاعرنا وميولنا ووساوسنا لعكس ما تُمليه علينا.
ماذا لو كان ميولَك للذّكور نابعاً من تجربتك في الصغّر ظلّتْ يتيمة بعدها دون تجربة مع فتيات تُزاحِمُها وتدافعها وتعيد الأمور لنصابها الطبيعيّ. أي حب وعشق الإناث !
تقول (وبدأت شيئا فشيئا تزداد أصبحت أشتهي بعض الأولاد في الحي وأتخيلهم في الاستمناء ولكني كنت أخفي وأجيد الإخفاء لكنني أتألم وأريد أن أخرج من هذا المستنقع) فأنت تشتهي وفي الوقت نفسه تُخْفي جيّدا وتتألّم وتريد أن تخرج من هذا المستنقعْ..... فأنت لا تحبّه ولا تبدي إعجابك وتقرّبك من الذكور... أليس لهذا علاقة بالوسواس؟ فرُبّما حبّك وانتباهك للتفاصيل الذكُوريّة نابع من وساوسك وانحصار أفكارك في ذاك الموضوع.
نأتي لقضية التهرب من البنات (كنت أتهرب من البنات لأنني لا أشتهيهم) هلْ تساءَلت لم تهرب منهم؟! هَلْ مُجرُّد تحاشيك لهم جعلك تعتقد بأنّك تُحب الذكور جنسيّا ! ماذا لو كان تحاشيك لهم نابع عن ثقتك المهتزّة، عن غياب مهارات "المُعاكسة" عندك! عن إحْسَاسِك بالحَرَج والغرَابة من النساء وعقلياتهنّ وطريقة تفسيرهنّ للمواقف، واختلاف هواياتهن ومُتعهن مما لم تستطع مُجاراته ولا فهمَه !؟ خصوصا أنّ نفسيّتك ذات الطابع الاكتئابي الوسواسي، لا بد أن تكون ذات أثر في ذلك. ولعل طبيعة عملك والذي يظهر أنّه لا يكفيك حتى تفكّر جدياً ببناء أسرة طبيعية مع زوجة تحبّها زاد إحساس الغربة عندك من النساء وما يتطلّبه ذلك من نفقة وقدرة ومكانة اجتماعية. إضافة إلى الوحدة منذ 25 سنة وبُعدك عن الأهل أكثر من 6 سنوات! فهل نفورك من الأهل دليل على أنّك تحبّ أسرة غير أسرتك وتريد أن تستبدلَها كما استبدلت النساء بالذكور!؟ لاحظْ كيف تعايشْتَ مع عُزلتك عن الأسرة بشكل طبيعي لم تبحث فيه عن بديل "غير طبيعيّ" وعلمتً أنّك لك أسرة واحدة، ماذا لو فكّرتَ بنفس المنطق أنّ لك جنساً واحداً يُمكنك التمتّع به، وهو النساء ولكن يجب أن تعمل على نفسك وتدرّبها وتنفض منها الخيالات....
فقد حذفتَ أصحاب الفيس، وقلت شيئا مهمّا جدا ومشجّعا (وأحسست أنني أضعت كل السنين التي كنت فيها صابرا وأضعت ديني وتدنى مستوى عملي ..باختصار أثر فيا ماديا واجتماعيا ودينيا وعمليا ..على جميع المستويات) وهذا يدل على أنّك كاره للوضع وهو يؤثر عليك سلباً وأنّك لست "شاذّا" إنما ضائع تحتاج ارتقاءً بنفسك وعملك وتغيير نمط حياتِك قليلا. ولن تستسلم.... كلمة قلتًها وأنت صادق لا شكّ وقد شعرتُ بصدْقِها... والأثر السيئ التي تركتْه المغامرة على نفسك دليل على مقتك لوساوسك وأنه مجرّد انصياع لها تندم بعده أشدّ النّدم.
فإن كنْتَ تشاهد الإباحيات فابدأ بتفادي مشاهد المثليّة، ثم أنقص من مشاهدَتك لها تدريجيّا. ولا تغذّي خيالك بصور الذكور وحاول تدريب نفسك على حب النساء وتفاصيلهنّ.... قد تبدو هذه النصيحة غريبة ومستفزّة للبعض..... ولكن الحكمة تقول "ما لا يُدرك كله فلا يترك جله" أي أن عجزنا عن الوصول للحلّ تامّا، لا يحملنا على تركِ الوصول إلى بعض أجزائه وعناصِره. فإنّ محاولة المنع المطلق من أوّلِ وهْلة بعد تعوُّد طويل، قد يرجع بنتائجَ عكسية ونَهَم أكبر. ولهذا يُعطَى المدمنون جرعات صغيرة من المادة المدمنَ عليها تتناقص تدريجيا حتى الشفاء التام والاستغناء عنها.
وحاول أنْ تتعامل مع النساء وتتفاعل معهنّ في عملك وفي حياتك، بنظرة واثقة، بعيدا عن "الهالة الغريبة والمقدسة" التي تحيط بالجنس الآخر. واكتشِف نفسك عبر تأمل تفاعلاتك النفسية، وليس عبر الانغماس في مغامرات جنسية.
أما عن تساؤلك الأخير (ملاحظة قرأت تحليل يقول أن الشاذ الموجب هو فاقد للذكورة فهو شكلا بدون ذكورة لم أفهم كيف موجب فاقد للذكورة على عكس السالب الذي يفتقد الشكل؟؟؟؟)
في الحقيقة لم أفهمه جيدا ولعلّك عكست الوضع. هل تقصد أنّ الذكر الشاذ السالب passive (أي الذي يُفعل به) له شكل غير ذكوريّ والموجب active (الفاعل) له شكل ذكوري أكثر ؟
على أيّ لست بمعرفة بدراسات حول الأمر، مع أن الانطباع الأولي لا يوحي بارتباط الشكل "المخنّث" أو قليل الذكورة مع الشذوذ. ولهذا يُظلم المخنّثون وذوي الشكل "غير الفحل" ويوصَمون بالشذوذ مجتمعيّا.... في حين قد يكون الشاذ مكتمل الذكورة ولا أحد يعرفه ولا أحد يشتبه به.
واقرأ على مجانين:
الشذوذ الجنسي المثلي واضطراب الهوية الجنسية
برنامج علاجي لحالات الشذوذ الجنسي
بين القبل والدبر وسواس الشذوذ الجنسي
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية
وأتمنى ألاّ تستسلم، وأن يتحسّن وضعك النفسي والماديّ لتصير أكثر ثقة وقوّة في مواجهة الحياة.
ويتبع >>>>>>>>: تحليل الشذوذ : سالب وموجب م